الخميس , مايو 9 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب البعث العربي الاشتراكي "الأصل" / #الهدف_ارشيف_اعتقالات *تجربة الاعتقال خارج اسوار الوطن* الحلقة الأولى

#الهدف_ارشيف_اعتقالات *تجربة الاعتقال خارج اسوار الوطن* الحلقة الأولى

محمد الأمين أبوزيد

العام 1990 شهد أحداث كان لها الأثر الأكبر على حزب البعث العربي الاشتراكي سودانيا وقوميا، فعلى المستوى السودانى شهد الثلث الأول من العام تفجر حركة الخلاص الوطني (28 رمضان -23 ابريل ) العسكرية التي استهدفت تخليص البلاد من عصابة الجبهة الإسلامية في مهدها والتي كان لفشلها تأثيرات كبيرة على مستوى مسيرة الحزب، حيث تمت فيها تصفية الوجود العسكري للحزب في مجزرة لم يشهدها التاريخ السوداني الحديث عبر محاكمات إيجازية لم يعلو فيها أي حق إلا صوت الحقد الدفين والتعطش لسفك الدماء…
في الثلث الثاني من العام نفسه كان الحدث الأبرز والمجلجل الذى هز كل الوطن العربي بل العالم كله هزا عنيفا هو دخول القوات العراقية للكويت تحت عنوانين (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق – عودة الفرع إلى الأصل)..
تحت هذين العنوانين اندرجت كل دعاوى العراق السياسية والاقتصادية وغيرها في مواجهة دولة الكويت وحلفاءها الخليجيين والغربيين.
تداعيات الحدث كانت كارثية على الحزب والتجربة، حيث نشبت حرب العدوان الثلاثينى التي أطلق عليها العراقيون (أم المعارك) بينما أطلق عليها الحلف الثلاثينى (عاصفة الصحراء) وكانت نتائج العدوان كارثية على البعث وتجربته انتهت بانسحاب العراق وخضوعه لأقسى منظومة عقوبات عرفها التاريخ إمتدت لثلاثة عشر سنة إنتهت باحتلاله وإسقاط نظامه الوطني.
كانت هذه المقدمة ضرورية لسرد تفاصيل ما سيأتى  حينها كنا خريجين في الجامعات المصرية، لكن تم استبقاؤنا بعد التخرج كمتفرغين للعمل الحزبى، حيث تمت تغطية وجودنا بالإلتحاق بمعهد يتبع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بقينا بعد التخرج عامين حتى حلت كارثة 90 في شقها الوطني والقومي على حزبنا..
كان أغلب الرفاق في مصر يقضون العطلة الصيفية منتظمين في دورات التثقيف الحزبي في بغداد وهي المكان الوحيد المتاح للبعثيين لإقامة دورات طويلة دون إشكالات أمنية،  وفي ذاك الصيف كنت وحدي مع مجموعة قليلة في القاهرة والإسكندرية ننسق ما يحتاجه العمل الحزبي من مهام ومهمات ومضى الصيف ساخنا وساخنا ووتيرة الأحداث على مستوى الساحة العراقية الكويتية تتصاعد والتصريحات الملتهبة تملأ كافة وسائل الإعلام المصرية والعالمية، ولم يلح في الأفق بارقة أمل لحل الأزمة برغم انعقاد مؤتمر قمة بغداد بنحو ثلاثة أشهر قبل إندلاع الحريق في مايو 90 ولكن كما يقول أهلنا في السودان (القدر نافذ) و(المكتولة ما بتسمع الصيحة)، وتسارعت الأحداث تصاعدا وتوترا حتى بلغت في 31 يوليو 90 فشل لقاء جدة الشهير بين عزت إبراهيم وولي العهد الكويتي ومضت من بعده الأمور إلى الهاوية، وفي صبيحة يوم الثاني من آب – أغسطس 90 كانت القوات العراقية قد عبرت الحدود الكويتية وعندما شارف النهار على المغادرة كانت القوات العراقية قد أحكمت سيطرتها على كامل التراب الكويتى في أسرع عملية عسكرية في التاريخ وقد توارت كافة القيادات الكويتية عن المشهد في أسرع عملية انسحاب سهلها سلاسة تسليك الحدود مع السعودية.
كنا نتابع الأحداث بشغف لا نظير له وبذهول وحيرة وكذلك باعجاب وزهو دافعه الثقة والإيمان المطلقين، حيث لم نكن نعلم تفاصيل ما يجرى إلا ما تجود به وسائل الإعلام التي اتخذت موقفا مساندا، وأذكر كنا نجتهد بلا حدود بحثا عن اذاعة صوت الجماهير أو إذاعة بغداد بحثا عن ما يشفي غليلنا من خبر أو معلومة واستمرت حالة الدهشة والحيرة حتى قدوم الوجبات الأولى من رفاقنا الذين كانوا في ساحة الحدث وبدأت المعلومات تتوارد، وعلى شحتها لكنها كانت تسكن هواجسنا وجوانحنا المتوترة إلى أن اكتمل العقد بكامله حيث بدأنا الإعداد لكيفية وضع الخطط لمواجهة تداعيات الحدث على الساحة الطلابية لا سيما وان كل حلفاءنا في التجمع الطلابي قد اتخذوا موقفا معاديا للعراق بينما اتخذ الإسلاميين موقفا مساندا للعراق انسجاما مع موقف حكومة الخرطوم فبدأ الامر ينذر باشتباك وشيك وقد كان.
أعددنا في قيادة التنظيم لندوة جماهيرية طلابية على مستوى الجمهورية لشرح تفاصيل ما حدث وشرح موقفنا مما حدث وكان ذلك في شهر يناير من العام 91 حيث افترعنا الندوات من القاهرة وللأسف ما لم نحسب حسابه بدقة على الأقل من وجهة النظر الأمنية موقف النظام المصرى الذي لم يكن من الممكن أن يسمح بهكذا نشاط، حيث لم نقرأ مؤشرات ذلك من خلال أركان النقاش التي سبقت الندوة والتي إمتدت من شهر سبتمبر وحتى شهر يناير في دور الاتحادات مارسنا فيها هجوما صريحا على موقف النظام في مصر وكشفنا فيها أغلب كادرنا ولم نتحسب لردة الفعل الأمني واذكر على سبيل المثال ذات مرة كنا نقيم ركن في دار الإتحاد العام بضاحية منشية البكري وكنت واقفا ومتابعا للمتحدث الذي وصف الرئيس مبارك بالعميل فصرخ أحد المصريين الحاضرين وهو بلاشك مخبر بعبارة (يا لهوى) ولكن كل ذلك لم ينبهنا لما يمكن حدوثه في يناير 91 موعد الندوة التي شهدت إعتقال جماعي لأغلب قيادات التظيم وتنقلهم داخل حراسات جهاز الأمن والسجون لمدة شهر ومن ثم ترحليهم للسودان مقيدين بالسلاسل حتى دخول الباخرة في أسوان ومتابعة وملاحقة من نفذ من تلك الحملة من القيادات لاحقا.

…. يتبع
————————————
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.