Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
الإنقاذ ….. الشيطان يحكم
تقع كلية فيرجسون العتيقة التابعة لجامعة بونا الهند في قمة هضبة الدكن بإقليم ماهراشترا ، أنشئت عام ١٨٨٥ وتعتبر من أميز الكليات في شبه القارة الهندية ، كان بروفيسور باشال Prof. V.M Bachal عالم علم السياسة الهندوسي الماركسي حالة خاصة في الانسانية وفن التعامل خاصة الأجانب منهم وبرع في التعليم والتعلم ، كان يدرس وكأنك تدرس الفنون او الموسيقى وليس السياسة ، المحاضرة تنساب في هارمونية ونثق بديع وذلك يتأصل ويتجلى في اسلوب التدريس الفريد وطريقة توصيل المادة المقررة من المنهج وكثيرا ما يركز على المعلومة وينداح في تأيدها او نقدها وتشريحهاً فتقف في مفترق طرق تؤيدها ام ترفضها ، ولا أنسى أبدا تدريسه لأساليب الحكم والنظم السياسية وكيفية إدارة الدولة عبر التاريخ ، درسنا الشيوعية البدائية (Primitive communism) ونظام العبيد والنظام الاقطاعي وتطورها عبر المراحل التاريخية حتى الاشتراكية والثورة الحمراء والشيوعية وهي ذروة النظرية مؤكدا عدم تحقيقها في الواقع اذا قام بها العمال او المزارعون في الصين او روسيا ، إذن درسنا المادية الجدلية والتاريخية وفائض القيمة ، درسنا الدولة الثيوقراطية Theocracy اي حكم الكهنة او الدولة الدينية التي تنتهج الدين دستورا وقانونا درسنا السندكالية Syndicalism وتنتهج منهج الإضراب والاعتصام وتختلف عن الشيوعية في مرحلة الثورة الحمراء The red Revolution والتي طورها جورج سوريل وهي نوع من انواع الاشتراكية ظهرت في فرنسا وهي اقرب آلى فكرة نقابات العمال في بريطانيا كما درسنا الفاشية والنازية والاساليب المختلفة للدكتاتوريات القمعية مثل دكتاتور اسبانيا فرانسيسكو فرانكو الرهيب اوالخمير الحمر في كمبوديا وزعيمهم بول بوت البشع او الدكتاتورية المستنيرة مثل ماو في الصين وافكار وتنظير المفكرين واحلام أفلاطون ومدينته الفاضلة وميكافيلي وكتابه الامير والذي يدعو الى مبداء الغاية تبرر الوسيلة كما درسنا المثير والكثير في عالم السياسية في الماضي والحاضر وتنبؤات المستقبل البعيد منذ ذلك الوقت
ولكني أقف مندهشا ومتعجبا ايما تعجب من اُسلوب ما يسمى بالإنقاذ او ثورة الإنقاذ (اصطلاحا اسم لا يدل على المعنى ويفتقد علاقته بالواقع) في إدارة شئون البلاد والعباد ، لم اجد لها شبيه او نظير يدانيها او وصف اتفق معه فيما درست او علمت او من أقوال المعارضين والمختلفين معها او حتى عرابيها او أولئك الذين قفزوا من مراكبها هربا من الاهوال وحكوا لنا ما تشيب له الولدان او ما علمنا او درسنا اليه البرفيسور باشال ، نظام يتلون ويتغير على حسب العرض والطلب في السياسة الخارجية دون اخلاق بل يمتطي النفاق والإذلال والدهنسة والخسة مبداء والشحدة وسيلة مشروعة وارقة ماء الوجه بدون خجل او حياء هدف يجب تحقيقه وذلك باسم الشعب ومن اجل الشعب ، مرة إسلامي جهادي يتسبب في قتل المئات من الشباب الاخيار الحفظة لكتاب الله باسم الجهاد لقتل كفار الجنوب وهم منا ونحن منهم ، ولمصلحتهم الخاصة المريضة فصل الجنوب وأصبح شهداء الامس ( ؟؟؟؟؟؟!!!!!) ومرة لا يفرز بين سني وشيعي بمبدأ الاخاء في الاسلام ويفتح للتشيّع أبوابا لن تسد واُخرى قومي عربي يدافع عن العروبة وأمجاد العرب الاولون واللاحقون والآن يدافع ويطبل لدول الخليج العربي بكل خسة وارتزاق مهين متبنيا سياستها اكثر من الأعضاء (سلطنة عمان لم تشارك) أكثر من اَهلها فيرسل الجنود لليمن وقودا لحرب لا ناقة لنا فيها ولا بعير يرعى لكي يسمن ولا يهم كم يموت منهم وكم يكون عدد اليتامي والأرامل أيضا لا يهم !!! ، ولكن من اجل الشحدة وسياسة العار باسم الشعب الابي ، مرات كثيرة يرفع هذا النظام الملعون الشعارات الدنية وبنفاق بًين لا مواراة فيه يدعي تطبيق شرع الله في الارض والله اعلم بهم وهو العليم الخبير ، فبعد النفاق الظاهر البين باسم الدين والذى لا يخفى على احد أتوا ببدعة جديدة لم نسمع بها في الاولين ولا الآخرين برنامج (الهجرة الى الله) برنامج كذوب ضال تنفق فيه أموال الشعب الفقير بدون حسيب او رقيب من ترحيل ومسكن وماكل وإعاشة وكثير من النثريات من قوت اليتامى والارامل تصرف هذه الأموال على فئة ضالة مضلة عاطلة عن العمل تتزين بالدقون وعلامات الصلاة التي أصبحت عند العامة والسابلة والسوقة ماركة الفساد والنفاق وسيئ الفعل والقول ، وإذا سمعت قول الارزقية واكلي السحت في قادة الإنقاذ يعتريك للوهلة الاولى بانهم فيض من صحابة النبي الكريم وهم صفوة الصفوة ومجددي الدين في الارض وبان أمريكا واليهود والعلمانيون لا يرضون عنا لأننا نود تطبيق شرع الله في ارض السودان وقالها كبيرهم الذي علمهم السحر (شريعة مدغمسة) وهنا تصاب بالغثيان والاشمئزاز ، والآن تندهش من الاذلال والخنوع لامريكا وإسرائيل ، اسرائيل تلك الدولة التي كان يمهر بها الجواز السوداني (صالح لكل الدول ما عدا اسرائيل) وأمريكا التي قد دنى عذابها وكل شعارات الهوس والدجل والنفاق (وكل هذا لرفع الحصار الذي جلبوه على الشب وهو الوحيد الذي تضرر واكتوى بناره ولهيبه الذي يحرق بُطُون الجوعى والمرضى وليس أهل العصبة أولي البأس) ويحدثك احدهم عن الدين الاسلامي والسيرة النبوية الشريفة حتى تظن بأنك في الصدر الاول من الاسلام وتغالب الدموع وتحبسها في الماقي ، لقد اسسوا وأبدعوا وفرخوا اجيال من المردة وخلطة ما بين الجن والانس فأصبحوا مسخ مشوها يدمر بعلم الخبير المحنك وتخطيط الماهر المدبر وحرفية الحاذق المتمرس لدولة اسمها السودان لماذا ؟؟؟ لا ادري حقيقة ولا امة السودان تدري
الإنقاذ حالة وتجربة حكم شيطانية يجب التوقف عندها مليئا ليس من ناحية المحن والأحن والفساد والقتل ومنهجية التدمير المدروس للصحة والتعليم والاخلاق والبنية التحتية والخدمة المدنية وكل شي ، كل شي دون استثناء حتى الانسان طاله التحطيم والتدمير ، لا ينظر الناس لفترة حكم الإنقاذ من ناحية الفساد والمحسوبية والحكم باسم الدين والقتل والتعذيب وكل الموبيقات والشرور التي اتسمت وتميزت بها ، الانقاذ منهج فريد في كيفية تحويل البشر الى قطيع من الانعام يطيع ويسمع ويعاني ويضحك وينكت ويبكي ويهرب ويغني ويطرب وينتحر ، الانقاذ منهجت وسيرت الشعب السوداني في حالة اللاوعي والغيبوبة الكاملة الجوانب باسلوب شيطاني فريد ، فعلا تجربة أصبحت انظر اليها من زاوية اخرى وبطريقة أعمق
حقيقة تجربة الإنقاذ لابد ان تدرس من ناحية أكاديمية بحتة لانها شاملة الجوانب والأركان وهي مادة سياسية واجتماعية واقتصادية ويمكن ان تكون فصل او منهج نظري ونموذج لا بُد من الوقوف عنده بنظرة فاحصة حتى ان تستفيد منه البشرية جمعاء وحتى ان لا يقع الناس في فخ تجربة تسمى الانقاذ ، هي خليط من فكر شيطاني لا يأتي به الا المردة وبعض أفكار بول بوت (الخمير الحمر) وكتاب ميكافيلي (The Prince) وهو مبداء الغاية تبرر الوسيلة وعنجهية فرعون وكل الشخصيات المريضة التي حكمت العالم القديم والحديث هذا منهج فريد وتجربة إنسانية ملطخة بالدم والإذلال وامتهان إنسانية الانسان ، أكرر أتمنى ان ينظر العالم لهذ التجربة ليس من زاوية الفساد والقتل وتقسيم البلاد وتشريد العباد والحكم باسم الدين فقط بل كيف استطاعت هذه الفئة الباغية الشاذة عن المجتمع السوداني من الحكم لمدة تجاوزت الربع قرن بنجاح يحسدهم عليه متشدقي المعارضة وحاملي السلاح
عاطف الياس
