السبت , أبريل 27 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / المرأة السودانية / بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس

*بسم الله الرحمن الرحيم*

” *إتحاد النساء الديمقراطي*”

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس 
ملامح من واقع المرأة في مناطق النزاعات.

يأتي الإحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام 8 مارس 2017 ، والمرأة في بلادنا تمر بأسوأ الظروف ، وتشهد إنتهاكات واسعة ومركبة لحقوقها في الحياة والعمل والصحة والآمن والإستقرار، خاصة في مناطق النزاعات ؛ في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، فقد مضى على الحرب في جنوب كردفان أكثر من 30 عام ، والنيل الأزرق ما يقارب هذا التاريخ ودارفور أكثر من خمسة عشر عاماً ، وليس في الأفق أي بصيص أمل لوقف الحرب وإطفاء الحرائق والتصدي للانتهاكات الرهيبة لحقوق المرأة في السودان .
إن الناظر إلى معسكرات اللجوء في الخارج والنزوح في الداخل يلحظ بوضوح تام أن أغلبها للنساء إن لم نقل كلها . وإذا علمنا أن وجود النساء في هذه المعسكرات أمتد لسنوات عديدة يمكن تصور حجم المأساة التي عِشنها ويعيشنها حتى الآن .
لقد فقدت المرأة في مناطق النزاعات المذكورة كل حقوقها ، وهي تكابد الآن من أجل إنتزاع حق الحياة في الوجود ، بعد أن ضحّت بكل الحقوق الآخرى . حق التعليم والرعاية الصحية والعيش الآمن في أسرة متماسكة وحق العمل والاجر المتساوي … ألخ . فقد غدت هذه الحقوق التي تتحدث عنها المرأة في مناطق آخرى من الوطن بالنسبة لها ترف لا وقت للحديث عنه .
فالمرأة اليوم تعيش حالة من التمزق ، والتشتت والإضطراب النفسي الرهيب بفعل الحرب وويلاتها ، و” تباصر” حياتها تحت قصف الطائرات وحرائق المدافع والراجمات . والتي تعيش في مناطق سيطرة الحكومة تقيم في ظروف أشبه بظروف النازحين حيث إنعدام أبسط الخدمات، السكن والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية والعلاج والآمن .
ولأن المرأة من العناصر الرخوة في المجتمع فإن إمكانياتها وظروفها الخاصة تجعلها غير قادرة على الحركة إلى المدن البعيدة عن مناطق النزاعات والحروب ، فهي اليوم الأكثر إرتباطاً بالأرض والأسرة حيث إلتحق الرجال بأطراف الحرب أو غادروا تلك المناطق بعد أن ضاقت بهم الأرض و إستحال بقائهم هناك .
ويزيد من مأساة واقع المرأة في مناطق النزاعات والحروب غياب منظمات المجتمع المدني التي يمكن أن تأخذ بيدها ، وتهدئ من روعها بما يجعلها تتماسك نفسياً وهي تعاني تفرق أفراد الأسرة وغياب العائل وإنعدام مصادر العيش الكريم . فقد ضاقت فرص العمل بصورة عامة في مناطق الحروب وتقلصت الرقعة الزراعية لحدود كبيرة ، ولا تستطيع المرأة أن تعمل حتى في جني ثمار الغابات القريبة والبعيدة وتهدمت المشافي والمدارس والمراكز الصحية أو توقفت عن تقديم أي خدمة للمرأة في ظل غياب كامل لأجهزة الدولة ومؤسساتها .
وقد إنعكس هذا الواقع في ممارسات عنيفة على المرأة وأعمال شاقة ومضنية لا تتناسب مع قدراتها وإمكانياتها . ولذلك نجد أن تدفق النازحات نحو المدن هو الذي أدي إلى تكدس شرائح كبيرة منهن يمتهن بيع الشاي والأطعمة والنظافة – فقط – لكي يضمن الحياة .
وتقلصت نسبة المرأة في التعليم العام والثانوي في المناطق المتأزمة بالحرب والنزاعات ، وتزيلت تلك المناطق ولسنوات طويلة نتائج الشهادة السودانية والدخول إلى الجامعات وإرتد المجتمع إلى ( شبه أمية ) وزادت نسبة الأمراض والوفاة في أوساطهن بدرجة كبيرة ، وتبعاً لذلك زادت نسبة وفيات الأطفال ، والإحصائيات بذلك في المؤسسات الرسمية مخيفة . فقد غادرت الأناث مئات المدارس رغم أن المرأة تمثل أكثر من 90% من القوة العاملة في التعليم العام وهذا الواقع يرشح الوضع إلى مزيد من التردي ويعمق الكارثة التي تجري في غياب الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني وتأمر السلطة .
فالمرأة هناك تفتقد أبسط حقوقها بل وتنتهك تلك الحقوق بواسطة السلطة والمجتمع الذكوري الذي توحش بثقافة الحرب التي تجذرت بتطاول سنواتها الكريهة . وفي ذاكرة المرأة في تلك المناطق قصص وأهوال تُدمي القلب وتفضح الضمير الإنساني إذا قدر لها أن تروى . مما يجعل المرأة في تلك المناطق تستحق أن يكرس الإحتفال باليوم العالمي لها وحدها .

” *إتحاد النساء الديمقراطي* ”
*٨ مارس ٢٠١٧م*
*الخرطوم*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*💥 دعوة لموكب في ٨ مارس يوم المرأة العالمي.

Share this on WhatsApp*💥 دعوة لموكب في ٨ مارس يوم المرأة العالمي.                   ✨ الإتحاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.