عاجلا”…وليس آجلا” …
(باريس)
ولا زال نظام البشير مدعاة للإستهزاء ، ومنارة للضاليين ، وموطنا” للمتسكعين ، وبوابة لكل المنافقين ، فقد طلت أسماء من غياهب الظلام وهي تحمل العتمة في اوداجها ، لتنير لحكومة البشير الطريق كما أطلت ايضا اسماء أخري في الكيانات المعارضية ، وجميعهم ظهروا سويا ، يبحثون عن مجد في زمن الإنكسار ، ولا أدري الي أين يزحفون ، بركابهم المهترأة .
ونحن نتواجد بباريس عاصمة النور المدينة التي امست موطنا” وملاذا” للاجئيين السودانيين ، وتضم في طياتها أكثر من (ثلاثين الف ) لاجئ ، هذا فضلا عن المواطنين السودانيين الذين يحملون الجنسية السودانية ، أو أصحاب الإقامات القديمة الزمن .
ونحن بإحدي المقاهي المزدحمة التي يرتادها السودانيين بحكم جنسية صاحبها ، إذ يطل علينا وجه غريب تقاسيمه تنم عن إنتهازية واضحة وعدم مبالاة ، واذا بالجلوس بجواري يعرفونه ، ويشيرون لي بأنه يدعي رئاسة (الجالية السودانية بفرنسا) ، ونظرا” لأن قلمي أعف من يخط اسمه علي جدار كلماتي ، آليت علي نفسي ان لا اكتب اسمه حتي لا اكون رفعته مكانا” عليا ، ولكني أردت أن أتحدث عن الظاهرة التي برزت ثناياها وامست تهدد مجتمعنا الخارجي ونحن في غفلة ، ثلة من المرضي الذين انشقوا من دهاليز مظلمة ، يساندهم النظام الأعظم من قلب الخرطوم ، بحكم ولاءهم للسلطة الحاكمة ،يتلبسون رداءها ، ويتحدثون بصوتها في المحافل ليعكسوا للعالم سيطرتهم الكاذبة ، وهم بعيدون كل البعد عن مشاكل وهموم الجالية ، والحقائق المجردة أن فرنسا لا يوجد بها كيان جامع سوي بعض الناشطين وهم مجموعة مميزة ، رغم إختلافاتهم الفطرية التي صنعتها اختلافات القواسم المشتركة ورغم ذلك فلهم اسهامات كثيرة وكبيرة ، و(إختلاف الراي لا يفسد للود قضية) ولهم إجتهادات مذكورة ومنثورة ، وتعاضد وتكاتف في كل المحافل ، التي غاب عنها الذي يدعو نفسه رئيسا للجالية السودانية .
أما وجود جالية فيبقي مجرد كذبة خلقتها مجموعة تعد علي أصابع اليد الواحدة فقط ، وليتها كانت الكفين !! وهذه الشخصيات مجرد اسماء تربطها قواسم مشتركة مع نظام البشير وهي الفساد والإحتيال والكذب والنفاق ، وتتبع نفس المنهج الذي يتبعه نظام البشير، (ومن شابه أباه فما ظلم) .
اما الجالية السودانية بفرنسا فأعتقد ان وجودها كذبة كبيرة أطلقها هذا المنافق قبل أن يأتي شهر (أبريل) بكذبته الشهيرة ، ففرنسا لم يتكون فيها جسم حقيقي سوي مجموعة الناشطين المعروفين لدينا ، واذا تكون جسم حقيقي ، فتاكدوا بانه سيكون معارضا لوضع البشير ومنافقيه ، وسيكون إيمانه المطلق هو إسقاط نظامه الفاسد المستبد السارق لقوت الشعب .
وسيكون حرصه على حقوق مواطنيه ومساندة كل لاجيء فر من ظلم وبطش الحكومة السودانية .
هذا المدعو ومجموعته لا يعدون الا مجموعة من المحتالين الذين يتزعمون هيكلا، فارغا” مشيدا للإحتيال مثلهم مثل نظام البشير الفاسد ، ويبقي وجودهم خطرا” علي الإخوة الناشطين والمعارضين ؛ بسعيهم لتنفيذ أجندة الحكومة والضغط بهيكلهم الكاذب الذي يصنعونه من عدم ويصنعون منه كرتا” رابحا” لحكومة البشير ، والدلائل والبراهين واضحة في ضلوعهم بعرقلة عمل الناشطين والمعارضين ، وخلق مطالب توافقية مع نظام الخرطوم ، وتثبيط الهمم ، وتحوير القضايا المطلبية .
لذلك علي كل حادب على مصلحة الوطن ، ولاسيما المقيم أو اللاجيء بفرنسا ، أن يبرز أسنانه ، ويرفع صوته عاليا ، حتي يعلم هؤلاء بأننا خرجنا من بلادنا بسبب الظلم ، ولن نقبل بالظلم يطاردنا في أقاصي العالم .
التحايا للإخوة الناشطين بدولة فرنسا والتي تعاضد وتساند مواطنها المغلوب علي أمره .
والتحايا لكل صاحب صوت ينادي بالإسقاط لنظام الديكتاتور (عمر البشير) وإسقاط كل موال له ، ومتحدث باسمه .
ولا نامت أعين الجبناء …
Ghalib Tayfour