*بيع مؤسسات المملوكة للشعب ،و خطاوي فساد الانقاذ*

*بيع مؤسسات المملوكة للشعب  ،و خطاوي فساد الانقاذ*

نعيم عابدين

*__________________________*
*من العصر جينا،اتجمعنا لمينا،عاوزين نقول مسرح نطرح حكاوينا*
*من باع او اغلق مسرح جهل امه*
قامت مجموعة من الدراميين و الفنانيين بمختلف انواع الفنون الاخري و متضامنين بوقفه احتجاجية امام 
المسرح القومي بامدرمان 
و ذلك اعتراضا علي بيع
مسرح تاجوج التاريخي
بمدينة كسلا شرقي السودان 

ظاهرة بيع الاماكن الثقافيه
من مسارح و سينمات
ظاهرة انتشرت بشدة في
هذه الايام رغم ان هذه
الاماكن ملك للشعب و 
التاريخ و الاجيال .

ان بيع المؤسسات الثقافيه
بهذا الشكل المخجل لم
يشهدة اي بلد في العالم 
،لكن نحن في السودان نعاني
الامرين ، و الاستهداف لم يتم
للاماكن وحدها بل طال معظم
المبدعين في بلادنا 
ان من العار ان يتم بيع معلم
يكاد يكون من اهم المعالم
الثقافيه في الوطن السودان
وممن؟ من المسؤول الاول
في مدينه مثل كسلا(المعتمد نفسه) ، مدينه انجبت فنانين و
ادباء يعرفهم زر الرمال في
بلادنا
لم ينحصر عدم الاهتمام بالجوانب الثقافية فحسب بل
تمادي ليتم استهدافها لان
الفن كان و سوف يكون دائما. مرآة الشعوب 
و من اقوال الشعراء ( من السهل التغني في بلاط 
الحكام لكن من الصعب 
التغني بالشعب و الي الشعب) 
و الفن المسرحي علي وجه التحديد (ابو الفنون)  تم
استهدافه لانه لا يعرف الغش
و الكذب و التدليس لذلك هو في الواجهة دائما

ان الدراميون يعطون كل شيئ  جميل و لا ياخذون شيئا 

انهم من يبعث الفرحه في
قلوب الجماهير عند الكوميديا ، انهم يبكون الجماهير عند علاج مشكلة اجتماعية بالتراجيديا

ان من اقوال الفيلسوف الفرنسي رينان : ( ان اي مدينة لا تحوي مسرحا” مدينة لم تكتمل)
فبعد ان كانت المدن السودانية
مدن” مكتملة البنيه المدنية
جاء خفافيش الظلام ليقولو للشعب السوداني عود الي
الجهل مرة” اخري

عد الي الجهل ايها الشعب السوداني ، عد الي رعي
الاغنام لان المسؤولين و بالاخص المهتمين بالشؤون الثقافيه معظمهم من كانت لهم ذكريات في حلب الماعز و السرحه بالضان 
لم ينسو تاريخهم و انما جاءوا اليكم ليقولو لكم ان المسارح و السينمات ليست ذات قيمه ، و الفنون شبهة، و عازفي الآلات الموسيقية في النار 
هكذا جل تفكيرهم 
ان الدوله الداعشيه تعش في عقول هؤلاء فاقدي الضمير و الابداع 

لان معظمهم ممن كانت لهم
عقد نفسية و لم يخالطو
المجتمع و في احيان كثيرة تظهر تعقيداتهم في شكل سلوك منحط مثل بيع 
المسارح و السينمات 
بدأ” بسينما كلوزيوم و مرورا بسينما الوحدة بكوبر و حتي سينمات الولايات لم تسلم منهم 
و منها السينما الاكثر شهرة علي امتدات جغرافيا غرب الوطن (سينما عروس الرمال) بالابيض بكردفان 

و لن يقف الحال عند هذا 
الحد بل سوف يستمر الي
ان يباع المسرح القومي
نفسه 
مثل مسرح البقعه الذي
تحرسه الايادي الامنية المتوحشة 
و تضيق الخناق حتي علي البروفات العادية 

ان الدفاع عن الشان الثقافي
و المؤسسات الثقافيه 
ليست من شأن او مهام الدراميين او التشكيليين او الموسيقيين وحدهم
بل هي قضية شعب بكامله 

لان الاستهداف لا يتم لنا وحدنا بل و للاجيال القادمه 

ان المعركه المطالبة برفع
الايادي الملوثه بالفساد
و التي تركز في هدم
اماكن الوعي و المعرفه و العلم ( المسارح ، السينمات ، و حتي طالت الجامعات مثل جامعة الخرطوم التي كانت
تشرف شعبها في اي مفحل
داخلي او خارجي سواء في المحيط العربي او الأفريقي)
ان المعركة قد بدأت للتو ، و سوف يتواصل التصعيد عبر الطرق السلمية و سوف
نوصل رسالتنا الي كل
البيوت السودانية عبر اداتنا المعروفه (المسرح) لاننا في الاصل ان اي بيت سوداني هو بيتنا بلا  و اي اسرة سودانية هي اسرتنا بلا شك و الكل يعرف ذلك 

ان الوقوف ضد بيع المسارح
و غيرها سيستمر حتي ترفع هذه العصابة يدها و بالكامل عن اي مؤسسة ثقافية
و يعود المجد لشعبنا من جديد

و هذه المسؤولية تقع عاتق اي سوداني يعرف قيمة تراثه 
و ثقافته و ارضه و
المسؤولية الاخلاقية تجاه الاجيال القادمه