الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

أظنني كنت أحلم ..

#الهدف
#الهدف_فن_وثقافة 

أظنني كنت أحلم .. 
قصيدة للأصمعي باشري*
إلى  المغيرة حربية
(1)
قُذفنا قذفاً في (شيمة) هذا العالم
مثل خبز جاف في بطون جائعة
مثل جوعى تحت شهوة طاغية
هضمنا سمومنا 
فتحولنا لكائنات غريبة
قسمّنا بيننا الخرائط الموحشة
بلا كنوز
حولنا الدم ماء
فصرنا غابات معتمة
عشنا موتنا
فصرنا رغبات مبللة بالخوف في مرايا الله
غسلنا يد المعاني
بالرعشات
والترهات
والذكريات المظلمة
وسميناها  في صحائف الضد والخنوع
وردة الآلام…
فيا أيتها السماء بلونك القديم
وحروبك المستمرة
بصحارى التيه
التي طحنت أطفالك النبيين
بشمسك الملولة وهلع طرائدك
اقذفي هذا العالم مرة واحدة
دعيه يمور لحظة واحدة
ينجرح بنافذة واحدة
ويذوب كخدعة في (شيمتنا)
(2)
زحفنا على بطوننا زمناً
فوق الرمل والجبال
مثل الأفاعي
كنا نحتمي بالأغاني
من لدغات الآلهة
ندسها في لغة الحرب مرة
ومرة نطلقها صرخة في ضمير الغرباء
بوسعنا الآن
أن نموت
كما تموت القصائد المسموعة
أن نجهر بضربة النهايات
وجوهنا رماد الشارع
وأقدامنا حلقة رقص الغزاة القادمين
(3)
آه يا  (مغيرة حربية)
أظنني صرت أحلم
أنا بقلة حيلتي
ونقصاني في الشطحات الأنيقة
وأنت بكامل همك وغمك
أنا الأصمعي باشري
وأنت المغيرة حربية
بعد أن صلينا نازفين قداس السكوت
افترقنا
كل لحال خيبته
والتقينا عند باب الحانة البلدية
كنتُ مشغولاً برتق المسافة بين الشراب والبيت
كنتَ تجفف عن قميصك بلل اللحظة والاغتراب
وتسعد كما أظنك بامرأة محصنة من الألم والغبار
شربنا معاً
حزن وطن بأكمله
أنا كأسين من العرق وزجاجة عدم
وأنت زجاجتين من الدمع وكأس ندم
قلت لي عند الكأس الخامسة بالضبط
وبعد صمت طويل :
ثمة رجل يشرق في أحشاء امرأة
مثل لهيب الألم
قلت لك :
وثمة أخرى تعتم في جوف رجل
مثل حالة انتحار
ثم صمتنا طويلاً
حتى الكأس الأخيرة
ثم ابتسمت أنت
كما الوهج
وانطفأنا معاً  في الأبد
(4)
وافترقنا عند باب الحانة البلدية
أنا الأصمعي باشري من جهة الدم المهدور
والعائلة المطمئنة
أنت المغيرة حربية باتجاه ظلم الطريق
وانشطار النهر المعتق
ونطفة العصافير المباركة
أظنني كنت أحلم
أنا الأصمعي باشري
أظنه هو المغيرة حربية
كان يغط في حزنه الأبدي
غريقاً
غريقاً…

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.