الأحد , مايو 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / هدية للجماعة الفلقونا بصور وفيديوهات عودة اللمام

هدية للجماعة الفلقونا بصور وفيديوهات عودة اللمام

هدية للجماعة الفلقونا بصور وفيديوهات عودة اللمام
سيف الدولة حمدناالله

لا يمكن لأحد أن يأخذ علينا تناول مناسبة زواج اللواء ركن عبدالرحمن الصادق المهدي (51 سنة) بإعتباره شأناً أسرياً خاصاً كما هو الحال بالنسبة لألوف الزيجات التي تُعقد كل يوم بربوع الوطن في البادية والحضر ويحضرها مأذون الحِلّة وبمهر لا تجاوز قيمته ثمن خرطوش سجاير، ذلك أن أسرة المهدي هي التي إختارت أن تجعل من زواج إبنها عبدالرحمن مناسبة قومية ونشِرت في ذلك على الملأ الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي رصدت المناسبة لحظة بلحظة بما في ذلك الموكب المهيب على ظهر الخيول الذي تقدمه العريس ووالده وأفراد أسرته وعدد كبير من مريديه وهم يرفعون أعلام المهدية، وأخرى للعريس وإلى جانبة الفتاة صاحبة الحظ التي إختارها شريكة لحياته.

الذي يستحِق النظر من مُجمَل ما جرى في هذه المناسبة، أنها تكشف لنا نحن – العوام – أننا في وادي والسياسيون الذين يتقدمون صفوفنا في وادٍ آخر، ذلك أنهم فيما بينهم متفقون ويعيشون آخِر حلاوة مع أقطاب النظام، ويستطيع السياسي أن يتحول من مُجرِم وطريد عدالة إلى مسئول كبير في الدولة بالسهولة التي يُسوّي بها شنبه، ثم لا يلبث أن يعود إلي صفوف المعارضة ويجد موقعه خالياً في إنتظاره ليتقدم صفوف المعارضة من جديد.

ما هذه المقدرة التي نفتقرها نحن العوام وتجعل من السهل على هؤلاء الأكابر أن يتآنسوا مع الخصوم السياسيين ويتشاركون الفرح معهم بمثل الأريحية التي ظهرت في الصور الفوتوغرافية للزواج الميمون !! ما الذي يجعل خصومة النظام مع أي فرد من العوام إتجاه واحد، ما إن يخرج إبن العوام من المعتقل حتى يُعيده إليه من جديد مثلما حدث أثناء إنعقاد هذه الزيجة للشاب محمد الحسن البوشي وهو صاحب رأي لا يحمل في يده سلاح ولا بسطونة، ثم يجعل طريق الأكابر إتجاهين، رايح جايي، يُدخِلهم السجن ثم يلحق بهم في البيت عند الإفراج عنهم ليُهنِئهم بالسلامة !! يفقدون مقاعدهم في السلطة بأسباب ثم يعودون إليها في وجود نفس الأسباب والدواعي !!

ليس صحيحاً تفسير ذلك بأننا شعب طيّب ومُتسامِح وأن ما يميزنا عن الشعوب الأخرى أننا نُفرِّق بين الخلاف في الشأن العام والعلاقات الشخصية، فهذا تاريخ، حدث في زمن غير هذا الزمن، قبل أن يأتي علينا اليوم الذي أصبح فيه الخلاف السياسي يكون سبباً في محاربة الفرد في رزقه وتجارته وعزله وحرمانه من تولّي الوظيفة العامة ومضايقته حتى وهو خارج أسوار الوطن.

ما الذي يجعل أمثالنا من العوام يخسرون إخوان وأبناء عمومة وزملاء دراسة بسبب ضلوعهم في النظام وبإعتبارهم شركاء في مسؤولية ما أصاب الوطن وبنيه ويجعل المرء منهم لا يدخل سفارة بلده إلاّ عند تجديد الجواز، ثم يُطالِع أمامه هذه الإلفة والمودة بين الأكابر في السرّاء والضرّاء !!

ليست صدفة أن يكون عبدالرحمن الصادق المهدي هو المفصول الوحيد الذي اُعيد للخدمة في الجيش بالرتبة التي وصل إليها زملاؤه الذين واصلوا في الخدمة (خرج ملازم أول وعاد عقيد ركن)، كما أنه ليس صحيحاً أنه أُعيد للخدمة لتحقيق مصلحة البلاد والقوات المسلحة وسد ثغرة تحتاجه فيها بحسب تصريح العقيد الصوارمي الناطق الرسمي للقوات المسلحة (صحيفة السوداني 27/9/2010)، فالسبب الذي اُعيد به للخدمة هو نفس السبب الذي جعل والده ينتقل من وظيفة مساعد مفتش بوزارة المالية (إسكيل كيو) إلى وظيفة رئيس وزراء وهو بالكاد قد أكمل سن الثلاثين، لأنهم أكابِر وأبناء ذوات.

ثم، أن لهؤلاء القوم مقدرة لا توصف في تبرير الفعل وعكسه، إذا عارضوا النظام فَجَروا في خصومته (هل سمعت وشاهدت كمال عمر في لقائه الشهير بقناة الجزيرة أن محاورة النظام لا طائل من ورائها لأنه مُخادِع ولا يؤمن له جانب وأنه فاسد وتالف !!)، ويحملون في وجهه السلاح (فعلها حزب الأمة والإتحادي)، ثم، وبإشارة من طرف أصبع العدو يلتحقون بصفوفه ويُبشّرون بمشروعه مع وجود نفس الأسباب التي حملتهم للخروج عليه، فالسبب الذي دعى عبدالرحمن الصادق المهدي وهو بطل عملية (تهتدون) لأن يركل حزبه وينضم للنظام في منصب مساعد رئيس الجمهورية، بحسب لسانه، أنه أراد إصلاح النظام من الداخل والإمساك بملف تحسين العلاقة مع جنوب السودان، ثم ها هو يمضى بالمنصب زهاء السبع سنوات وهو لا يزال يُمسِك بملف مهرجانات أغاني وأغاني وتكريم المبدعين من الشعراء والمطربين.

لن تكون هناك فرصة تُذكر لأبناء جيلنا ومن سبقونا للتأثير على نتائج أي إنتخابات قادمة بعد عودة الديمقراطية، سواء حدث ذلك بتصالح النظام مع الشعب نتيجة تسوية سياسية شاملة او بإنتفاضة شعبية، وسوف تجد الأجيال القادمة، كما حدث لأبناء جيلنا، نفسها وجهاً لوجه مع نفس الخيارات، لن تجد أمامها غير هذه الأحزاب التي يتلاعب أقطابها بنا اليوم، فيرمون لها بأصواتهم حتى لا يأخذها الريح، ثم تدور بهم الساقية التي تدور بنا اليوم.

لقد قلنا، ولن نَمل القول، أن الأغلبية المُطلقة تنعقد لأبناء وبنات الشعب الذين لا يجمع بينهم تنظيم ويجلسون اليوم في منازلهم يتابعون ما يجري في الوطن وليس هناك وعاء سياسي (حزب) يجمع بينها، ولا يزال الأمل يراودنا في نجاح الفكرة في أن تنجح قوة ما في خلق هذا الكيان (حزب الأحرار) الذي يجعل لهذه الأصوات حضور وتمثيل في بناء مستقبل الوطن، وطن يكون فيه كل أبناء الشعب أكابِر“.

بالرفاه والبينن.

سيف الدولة حمدناالله

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.