Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
*دواعش السودان* ..
*محمد علي الجزولي والطيب مصطفي نموذجا 1-1….*
التطرف كلمة ومصطلح يستخدم للدلالة علي النقيض من الإعتدال سواء كان بالزيادة او النقصان .
وللتطرف عموما عدة أشكال منها التطرف المعرفي وهو تعلق الإنسان بفكرة معينة أو مجموعة أفكار لاتقبل النقاش ويعتبرها من الثوابت المطلقة ولايمكن مراجعتها او اي رأي مخالف لتلك الأفكار وهنالك أيضا التطرف الوجداني الذي يجعل الشخص يندفع في إتجاه معين دون تبصر وتفكير (الإنقياد الاعمي ) وهنالك انواع اخري من أشكال التطرف اخترت الأشكال أعلاه لارتباطها بموضوع المقال .
لم يشهد السودان منذ استقلالة من الحكم البريطاني غلوا وظهور للتيارات المتشددة كما يحدث طوال 27 عاما هي سنين حكم “إخوان السودان” ولم تأت من فراغ بل هي وليد سياسات ممنهجة اتت برؤوس افاعي الإسلام السياسي وفتحت كل ابواب الإقتصاد والمجتمع لتلك التيارات “المشبوهة” ، ساهمت تلك السياسات ومعها الهجرة “الضخمة” لدول الخليج في ظهور تيارات متشددة أطلت برأسها وتم توظيفها من قبل النظام لإستخدامها في قمع تيارات الحداثة عند تمددها وللتفاوض مع المجتمع الدولي وإستخدامها ككروت ضغط !!
مايحدث من هجوم “ممنهج” من قبل الداعشي الجزولي والطيب مصطفي علي الصحفية شمائل النور هو تتويج للتحالف بين إسلاميي النظام والتيار المتشدد ،المعركة ليست وليدة الصدفة بل هي حملة مقصود بها تقليص وتحجيم تيار العلمانية والحداثة المنطلق بقوة في مقابل تيار الإسلام السياسي المتناقص يوما دون الآخر، كيف لايتناقص وقد اذاق شعبنا ومازال كافة انواع القهر والذل والجوع والمرض وقسم البلاد إلي نصفين !!
ان صمت تيار العلمانية وجموع المثقفين والسياسيين والترفع عن الرد علي مثل هؤلاء “الحمقي” من من يريدون الرجوع بنا الي عصور ماقبل التاريخ صمتهم يترك مساحات “للبابويين” الجدد ويفسح المجال للنظام من الاستفادة واعادة تدوير مشروعها المنهار من جديد !!!
محمد علي الجزولي يتحدث كانما هو مبعوث الله في الارض تم تلميعه والتسويق له بواسطة النظام وتم اعداد سيناريو محكم حتي اصبح صاحب منبر وافردت له مساحات اعلامية لاستخدامها عند الحوجة ،لعل أخطر ما يمارسة الجزولي وجماعات التطرف هو العمل على تغييب وإلغاء العقول لدى المخدوعين باسم الدين لكى يتم الزج بهم فى عمليات انتحارية غشومة تقتل الأرواح وتدمر الممتلكات وتنشر الرعب والدمار، نحن في امس الحوجة لخطاب مضاد أتحدث عن خطاب ينتقد هؤلاء المغرر بهم من قبل الجزولي وغيرهم (وهم كثر ) ومساعدتهم على إستعادة العقل الغائب الذى أسهم فى أن يغيب عنهم أعظم ما فى الانسان الاو هو العقل ونساعدهم في ان يستعيدوا صفات الإنسان الذى يحترم الآخر “المخلتف” ويحترم النفس والروح فالنفس الإنسانية لها حرمتها فلا يعتدى عليها بأى نوع من العدوان فى حياتها أو مالها أو أو أمنها .
خوف النظام من تمدد التيار العلماني هو السبب الرئيسي لتلك الهجمة واعتقد ان الرد علي مثل محمد الجزولي ومن معة ليس بالامر الجلل فهم يستخدمون اسلوب “استثارة” العاطفة الدينية وهو اسلوب يستخدم داخل المجتمعات البسيطة وهواسلوب اصبح لاينطلي الا علي القلة المهم في الرد هو أن يتم “ضرب” رأس الافعي و صانع الفعل الرئيسي “النظام” .
مايحدث من هجوم حالي له اسباب ثانوية اخري منها الضغوطات التي مورست ضد النظام من المجتمع الدولي والإشتراطات التي تمت والصراع داخل مراكز القوة داخلها ونجاح واحد منها علي الآخر “سياسيا” ووصول الصراع للملف الاقتصادي واموال اسلاميي الخارج ، هي ملفات جديرة بالمتابعة والتأمل – من بعيد – فواقع عالم “اليوم “والمستجدات الدولية لا يصب في صالح اسلاميي “الامس” فكفو عن إستخدام الأدوات القديمة التي اصبحنا نحفظها عن ظهرا قلب ! سياسة إثارة الغبار وصرف الأنظار عن الصراع الدائر حاليا لن تنطلي علي احد ومحاولة الهجوم علي التيار العلماني المنطلق لن تعيد للميت “حياة” ولن تبعث مشروعكم “اللاحضاري” من جديد ولن تجدوا “باكيا” وسيمضي غير مأسوف عليه.
قضايانا هي ايقاف الحرب والجوع والمرض والفقر وتوفيرالتعليم والصحة قضايانا هي إقامة دولة “حديثة” “متقدمة” تتوفر فيها الحرية والحياة الكريمة هي قضايا “دنيوية ” انها قضايا ليست ضمن قائمة إهتمامات “إخوان ” السودان واسلامييها فما يتحدث عنة الجزولي ومن شايعه هي قضايا مابعد الموت ولحسن حظنا لن يكونو هم مسؤلين عنها !
ونواصل..
محمد مدثر فرح
مدير مركز الدراسات والتنمية البشرية
أمين عام الحزب الديمقراطي الليبرالي
19/2/2017م
