الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / البشير وداعش مصلحة مشتركة …

البشير وداعش مصلحة مشتركة …

البشير وداعش مصلحة مشتركة …

كان هو أول من قدم لي كوب ماء فور دخولي زنزانة سجن (كوبر) ذاك الشاب صاحب الذقن الطويلة وهو في بداية العقد الثالث من العمر يمتاز بالثبات طلبت منه هاتف أتحدث به فضحك وقال لي : دع الأمر حتي الصباح ، وتمدد علي فرشته ، كنت قد قضيت أياما طويلة عن أهل بيتي ، تعرفت عليه وانا ارتشف شاي الصباح (عامر السر ) من ابناء بحري ، يعمل بسوق (الجداد) وله محل هنالك ، قبض علي بسبب انضمامه لتنظيم (داعش) كانت طبيعته شرسة ، وهو مؤمنا ايمانا” قاطعا ، بمنهجهم وطريقة احكامهم علي المناوئين والعادات بالمجتمعات ، قتلا” وتنكيلا” وتعذيبا” ، وسبيا” للنساء .   ويتفاخر بما يقومون به ويدعي أنه روح الاسلام ، وكان يطلب كثيرا للتحري بداعي جلسات ومداولات يظنون أنهم يحاولون اثنائه عن التنظيم (داعش) ومعظم جلساته المتوالية مع منسوبي الحركة الاسلامية ، واذكر ان آخر جلساته كانت مع دكتور( عصام أحمد البشير ).
وعندما يخرج ويعود يكون سعيدا بالوجبات التي تقدم له ، والأماكن التي تقام فيها الجلسات ، ويبدو ان هنالك مؤامرة كانت تحاك حتي تم اطلاق سراحه بعد حضوري بشهر ، ولم ينتهي الأمر عند ذلك بل تم احضار احد (الدواعش) الآخرين وهو (محمد عبدالحميد ابا يزيد) واحفظ اسمه لان شخصيته كانت مميزة ، فهو حافظ لكتاب الله ، ومجودا وخطيبا” ويبدو من اول وهلة انه من قيادتهم النافذين بأفكاره المتطرف وايمانه القاطع بما يقومون به داخل التنظيم من قتل وحرق وتعذيب وسبي للحرائر ، كما انه متزمت في فهمه ، ورغم صراعنا معه في المنهج المتبع الا اننا خلصنا الى اننا يمكننا أن نقنع الحجر، ولكننا من الصعب اقناعه ، فالقناعات التي تشبع بها امتلأ بها رأسه ولم يعد هنالك مكان للعودة ، وصارت منهجا في حياته وارضعته منهج التنظيم بكافة تفاصيله ، وكان عضو اصيلا لدرجة انه ينفذ عمليات ، وعندما تم احضاره لسجن كوبر كان عائدا من عملية (بكمبالا) وهو يدل علي تشربه من قنينة التنظيم حتي الثمالة ، بل وله تواصل متكامل مع (ابوبكر البغدادي) .
كنا نقطن سويا” بسجن (كوبر عنبر الزاوية)، وكان دكتور (الجزولي) معنا ايضا وهو بالعنبر المجاور يسمي (القاعدة) .
كان عدد (الدواعش) اكثر من ثلاثة وخمسين ، وقيادتهم جميعا” معتقلة ، وحتي (محمدعبدالحميد) يخرج في مناظرات وجلسات طويلة ويعود وكانت قناعتنا بانهم سيحاكمونهم ، ولكن لم تصدق توقعاتنا ، فخروج (عامر السر ) أكد لنا ان نظام البشير قد عقد معه معاهدة ، وهم في الآخر متأسلمين بلا اسلام ، ولكن الروابط التقليدية تفضلهم خرجت انا بعد ما يقارب شهرين من حضور (ابايزيد) وتركته ومن متابعاتي فقد خرج بعدي هو ودكتور (الجزولي) أمير تنظيم داعش بالسودان بعد أن عقد اتفاقية مشتركة ، بدأت تظهر تفاصيلها في الشارع .
ان التنظيم الاسلامي لدول العراق والشام (داعش) يعد خطرا حقيقيا علي الاسلام قبل السودان ، ونظام البشير اتخذه جسدا يحقق به تطلعاته للسيطرة علي السودان من خلال اتفاقية مشتركة ، وهي تدريب المقاتلين ، وارسالهم للعراق وليبيا وسوريا ، وعدم التدخل في معسكراتهم وتهيئة الاجواء لهم ، وتسهيل مرور (الدواعش) في الاراضي السودانية ، وإستخدام المناطق المغلقة معسكرات لتدريب المقاتلين والدارسة ، وفي المقابل علي (تنظيم داعش) عدم التدخل في السياسة الداخلية ، ومساعدة نظام البشير في منع الاضرابات والصراعات الداخلية ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي بصورة غير مباشرة ، وابداء حسن النية في نشر الاسلام السياسي الذي يوطد لحكم البشير ويثبت اركان دولته .
ان تنظيم الدولة اصبح عضو اصيلا” لنظام البشير واصبحت بينهم قواسم مشتركة ومصالح لا تنفصل ، وهم يشكلون دروعا تحمي البشير ، وتحافظ علي مصالحها من خلال نظامه وهذه الحقيقة دقات ناقوسها يعلو ، ولكنها ستخبو طالما ارتبط الظلم بالظلم ، وتساوي الباطل علي كفة واحدة ، وسيزولان سويا” .
ويذهب الزبد ،ويمكث ما ينفع الناس.
(اللهم قد بلغت اللهم فأشهد )

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.