ﻣﺴﺎﺭﺍﺍﺍﺕ

ﻣﺴﺎﺭﺍﺍﺍﺕ
عبدالقادر العشارى
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﺗﺒﻨﻰ ﺍﻻﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻻﻣﺜﻞ ﻟﻤﻮﺍﺭﺩﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
.
ﻻﺷﻚ ﺍﻥ ﺍﻯ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺸﻮﺩﺓ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﻣﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺍﻧﺘﻜﺴﺖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺍﻥ ﻧﺮﺍﺟﻊ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠ ﻰ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻥ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺼﺎﺋﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ، ﺍﻻ ﺍﻥ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻟﻼﺳﻒ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻰ ﺑﻄﺸﻬﺎ ﻭﺗﻨﻜﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻰ ﺣﻤﻠﺔ
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﺧﻄﻂ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻻﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺑﻘﺎﺀ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻃﻮﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ ، ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻠﻖ ﺗﺸﻮﻩ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﺧﻼﻗﻰ ﻭﺩﻳﻨﻰ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﺷﺒﺎﻉ ﻗﺮﺍﺋﺰﻫﻢ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻴﺔ ﻏﺎﺿﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻯ ﻭﺍﺯﻉ ﺩﻳﻨﻰ ﺍﻭ ﺍﺧﻼﻗﻰ ﻓﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻌﻰ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺼﺒﻮ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻰ ،
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﻮﻝ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻻﻣﺔ ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻰ
ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻋﺪﺍﺩ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺗﺮﻑ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﺤﻴﻢ ، ﻫﻰ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻻﺑﺮﺯ ﻓﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺍﺧﻮﺗﻪ
ﻭﺯﺑﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﻳﺸﻨﻔﻮﻥ ﺍﺫﺍﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺮﻓﻌﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻨﺔ
ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ، ﻭﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩ ﻗﻴﻞ ﺍﻧﻪ ﺍﺳﻼﻣﻴﺎ .
ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻗﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻭﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺻﻞ
ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺻﺒﺢ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻟﺒﻄﺎﻧﺘﻪ
ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻰ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ
ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻓﻰ ﺑﻼﺩ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺎﺕ ﻳﺮﺩﺩ
ﺍﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻰ ﻗﺼﺮﻩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ‏( ﺣﻘﻨﺎ ﻛﻢ ‏) ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪ .
ﺍﺧﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ﻳﻤﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﺤﻮ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﺑﺎﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻰ
ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺞ ، ﻓﺠﻬﺰ ﺍﻭﺭﺍﻗﻪ ﻭﻟﻤﻠﻢ ﺷﻨﻄﻪ
ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ جدوى ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺗﻪ ﻭﻫﺒﻂ ﺑﻤﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻭﻝ ﻣﺴﺆﻝ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺆﻟﻴﻦ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ
ﻟﻢ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﻠﺒﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﻛﻢ ﺳﻴﺨﺪﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻛﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻭﻛﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﻭﻛﻢ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ
ﻋﺎﺋﺪ ﻭﻛﻢ ﺳﻴﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻌﻄﺎﻟﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺟﻴﻦ ﻭﻛﻢ
ﺳﻴﺨﻠﻒ ﻓﺮﺻﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﺳﻮﺍﻕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ
ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻟﻴﻦ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ
ﺗﻜﺴﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﻢ ﺑﺎﻏﺘﻮﻧﻰ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ
ﻛﻮﺩ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ‏( ﺣﻘﻰ ﻛﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺩﺍ ‏) ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻰ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺭﺗﺒﺖ
ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺑﻼﺩﻯ ﻣﺤﺬﺭﺍ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﺭﻓﻰ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺎﻥ ﺑﻪ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍﻧﺼﺎﻑ ﺭﺟﺎﻝ ﻻﻳﺨﺎﻓﻮﻥ
ﺍﻟﻠﻪ