الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / أوراق مبعثرة (5 …

أوراق مبعثرة (5 …

*قصاصات*

أوراق مبعثرة (5) …

كانت (مستشفي امدرمان) تمتلئ بالمرضي وانا اتنقل في الحوادث حتي وقعت عيني علي اسرتي وأسرة (تيسير) ، كان الجميع حولها ، كانت مسجاة علي سرير، ويدها موصولة بأنبوب محاليل وريدية ، ووجها يبدو مجهدا ، كوجه شخص قضى ليلة أرقا ، او مساهرا“.
فصرخت أختي هاهو (قصي) عندما وصلت شعرت بأن المستشفي كلها تنظر لي ، وأبتعد الجميع ليفتحوا لي ممر حتي ظهرت (تيسير)،وانا  أهمهم مغتاظا”من أختي فدائما اختي (ناهد) تدخلني في مطبات غريبة ، تحركت نحوها ، فحاولت (تيسيرأن تجلس فمنعتها ، بأيماءة من يدي وتقدمت نحوها ، وهذه (الناهد) المزعجة ، قالت لي انها ترفض الأكل ، وكأنها زوجتي ، واسرتها واسرتي حضور ، حتي تغير وجهي ، فقلت لها : لماذا ترفضين الأكل (تيسير) ، نظرت لي شذرا وقالت لي:  سأكل طالما هذا يسعدك ، وتخاطفوا جميعا ليضعوا الماكولات قربها ، وانا اقف بجوارها ، فقلت لهم : سأجلس خارجا” فامسكت بيدي  وقالت: لا أجلس قربي ، شعرت بأني  أريد أن اقفز من شباك المستشفي ، والغريب أن والدتها هي التي سحبت لي مقعدا ووضعته قرب سرير إبنتها ، وجلست وانا اقول في نفسي : انها خطة مدبرة ، يريدون توريطي ، ولكنها فعلا” شاحبة ، وتبدو علي عيونها الاعياء والمرض ، ماذا تفعل يا (قصي) العدو أمامك والبحر خلفك ، لقد اصبح الغطاء مكشوفا .
عدنا من المستشفى والفجريرسل اشعته   ، و(تيسير) تحاول كل ما وجدت فرصة ان تتوكأ علي ، وانا اكاد اسقطها أو أهرب من جوارها ، فانا اعرف الملامسة مهما كانت بريئة تزيد الحب وانا أريد ان أخمده ، حتي لا يلتهب ويحرقها ، ويحرقني تأنيب الضمير .
ارتديت ملابس أخري ، وتحركت نحو العمل أو التلفون الذي هو اصبح همي الأوحد فلدي مريضة آخري أريد الأطمئنان عليها ، وفعلا لم يتأخر التلفون عن الرنين وكان الرقم غريبا ،وكانت هي وقالت لي أنه تلفون المنزل ، ولا يمكنك الاتصال به ، الا اذا كانت لديك صفة شرعية ، ضحكت وقلت لها : وهل تقبلين بي زوجا” صمتت وقالت لي :هل أنت جاد يا (قصي) ؟ فأنا اتصلت بك بهذا الخصوص ، شعرت بجديتها في الكلام ، فقلت له : تعرفين انني احبك واتمناك ، فقاطعتني كأنها لا تريد ان تسمع الا ما تريده وقالت : (قصي) أريد أن اكون  جادة معك ، فانا أعلم انك تحبني ولكن متي سوف تتقدم؟؟ .
كان سؤالا” صعبا” ، ويبدو ان زمانه قد حل ، فقلت لها: اذا يجب أن نفكر فانا حاليا غير مستعد .
قاطعتني ولكنك قلت : قبل ثلاثة أشهر ان مشاكلك قد انتهت ، وعلي العموم انا اريدك أن تتقدم ، وتحضر اسرتك والامور المتبقية لا تهمني ، وأنا لا اريد أن أكلفك شيئا دون طاقتك.
كانت تتحدث ، وعقلي يدوربالأفكار،  وانا افكر في (تيسير) وموضوع المستشفي ، واذا اقدمت علي اي خطوة لا اعرف ماذا يحدث لها ، يجب ان احسم امر (تيسيراولا” فقلت لها : اصبري قليلا”، وقفلت الخط بهدوء ، حتي أفكر .
جلست أراجع اوراقي وعقلي بين الرأفة علي (تيسير) ، والحب الذي يتملكني ، لاتوجد  خيارات بل مسألة زمن حتي أقفل باب (تيسير) واشرح لها الامر بصراحة ، فلا يمكنني ان أتصور حياتي بلا (اسماء) واصبحت موقنا” بحبها ، طالما اسمي مطرزا” علي جسدها الناعم .
انتهي اليوم وانا انتظر منها إتصال آخر ، ولكن توقعاتي خابت ، ولم استطيع الاتصال فقد منعتني من الاتصال علي هذا الرقم الا اذا هي اتصلت ، فعدت للمنزل شاحب ، ومجهدمن التفكير ، ووجدت (تيسير) مستأنسة مع اخواتي فإعتذرت باني لم أنم أمس ، وقبلوا اعتذاري سقطت علي فراشي منهكا” من السهر ، وكثرة التفكير ، ولم أشعر الا والصباح قد أطل .
انطلقت للمكتب ، وجلست انتظر اتصالها وانا اعمل واذني مع الهاتف حتي انقضي اليوم الثاني ، ولم تتصل ، ولكن كيف تتصل بعد أن اخطرتني ادارة الاتصالات  بان هاتفي تم قطعه منذ الساعة (12 ظهرا )في نفس اليوم الذي تحدثت فيه مع (اسماء )  اي بعد مكالمتي بنصف ساعة ، ومن المؤكد ان (اسماء) اتصلت ووجدت الخط عليه رنين وافتكرت انني اتهرب منها ، اعدت الخدمة لكن  يبدو انها غاضبة .
حزمت أمري سوف احدد لها ميعاد واذهب مع اسرتي لخطبتها ، وعدت امهد (لتيسيربهدوء واشرح له ان الحب يختلف من المودة ، والإستلطاف ، ولكن من يقنع من ؟!
اربعة ايام لم تتصل ، في اليوم الخامس ذهبت لمكتب اسماء واستقبلتني (ست الشاي) كعادتها وقالت لي اليوم لم تحضرا اسماء واسماء ، فعدت للمكتب وحاولت الاتصال بالرقم ولكن خفت أن اسبب لها مشاكل ، انقضي اسبوع وانا لم اشاهد (اسماء) ، اتصلت بي اسماء زميلتها وكان صوتها حزين وقالت لي والدة (اسماءتوفيت واغلقت الهاتف كان الخبر صادما“.
جلست لساعات أفكر،ثم اتصلت بالرقم الذي منعتني منه وردت  (اسماء) قلت له : البركة فيكم (اسماء) فقالت لي : (قصي ) فقلت نعم ، (قصي) وسمعت الخط يقفل ، اتصلت مرارا وتكرار دون الرد .
ثلاثة ايام وانا ادخل البيت مع الفجر ، في اليوم الرابع من اتصالي قابلت اسماء زميلتها في المكتب لم تنظر لي في وجهي حتي وقالت لي : من المستحيل ان تكون اسماء من نصيبك (قصي) بعدما فعلته ، فعندما طلبت من أن تتقدم للزواج منها كانت امها المريضة معها تستمع لمحادثتك ، بل هي التي طلبت منها الاتصال بك وبعد اغلاقك لسماعة الهاتف ومحاولات ابنتها للاتصال عليك ، ولم تعهرها اهتماما ولم ترد عليها قالت لها امها : لو تزوجتي هذا شاب (أنا ما عافية منك) ، وكانت والدتها تريد الاطمئنان عليها بعد ما أحست بانها سوف تموت ، وكانت هذه آخر وصية لها .
لقد خزلت صديقتي ، وقد سافرت (اسماء) لاختها في بورتسودان ولا تريد ان تراك ثانية فلا تتعب نفسك ، وارجوك لا تتصل مرة اخري علي تلفون مكتبنا ، او تحضر هنا ، ولم تلتفت لي او تدعني أبرر لها ، واخذت مجموعة أوراق ،وخرجت الي المكتب الآخر.
خرجت وكأني احلم ولا   استطيع حتي الحديث ، واشاهد الدنيا بكل ألوانها تدور ، وشعرت بأني سأسقط ، ولا اعرف حتي أين اذهب ؟ جلست في اقرب مقعد لأحد الكفتريات ، من أنا ؟؟ وماذا حدث؟؟ …

(يتبع)

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.