الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / فك الحظر …وفصل الدين عن الدولة

فك الحظر …وفصل الدين عن الدولة

فك الحظر …وفصل الدين عن الدولة 

العلمانية هي مبدأ لتنظيم وادارة الدولة لشئون الحياة العامة المتعلقة بما هو دنيوي وبحيادية تامة دون تحيز لدين او عرق او ايدلوجية او طائفة ،في شتي مناحي الحياة المعروفة ثقافة و اقتصاد وتعليم وتنمية ورياضة .. الخ ويشمل ذلك ايضا قيام الدولة بحماية وحرية المعتقد لكل فرد في المجتمع بسماحها لكل مؤمن بمعتقد بمارسة شعائره وعباداته و الدعوة لها ان شاء ذلك . 
كان في السابق كل من يقول لدولة الانقاذيين في السودان انكم بعدائكم لامريكا انما تقومون بادخال البلاد وشعبها الى المهالك ،فكانوا يردون على ذلك بالردود المعروفة بان يخونوا او يعادوا الشخص الذي قدم اليهم هذا النصح ووصمه بالعمالة والارتذاق والجبن ، وان سيسيرون في طريق المحن والابتلاءات وان لله مولاهم وامريكا لا مولى لها.
بعد فك الحظر الجزئي والمؤقت عن السودان ،لا يوجد مستجدات غير ان دولة الانقاذ كانت في ذلك الوقت تتاجر بالدين وان الله لم يكن مولاهم انما مجرد شعار ، وان ما حدث بسبب ذلك العداء كانت نتائجه خسائر فادحة يعاني منها السودان الى اليوم ، يجب ان تتحمل وزر ذلك الغباء وما نتج عنه الانقاذ وكل مشارك وموافق على هبلها واستهبالها في ذلك الوقت والمستمر حتى بعد  ان تكشفت لها لعبة المصالح فبدلا من ان تبحث عن مصالح شعبها هاهي من جديد تلعب بالدين مجددا بعد تحولها من الحلف الشيعي الى الحلف السني الوهابي ،ومن الواضح لكل متشكك الان انه لا يوجد دين للدولة وان اقحام الدين في السياسة انما هو فقط لاثارة حماسة البعض واستدراجهم للدفاع عن كراسي السلطة ليبقى عليها الفاسدين ، والا لكان كل الدول التي بها الدين الاسلامي دين غالبية السكان كانوا لم يقيموا اي علاقة مع الدول الشيوعية والعلمانية ، او كانت الدول ذات الغالبية السنية من المواطنين  قطعت علاقتها مع الدول ذات الغالبية الشيعيية من المواطنين .
من المستحيل ان تكون هنالك دولة عادلة او مستقرة وبها ما يسمى اقلية سواء كانت اقلية دينية او طائفية او عرقية ان لم يكن هنالك دستور يضمن حقوق هذه الاقليات ويضمن لهم العيش بكرامة لا يكون هناك فرق بينهم في الحقوق وبين الاغلبية وبحماية وضمان  الدولة ، فانه مهما استطال الاستقرار النسبي لهذا البلاد بسبب قانون القوة الذي تفرضه الدولة على شعبها سياتي اليوم الذي تعم الفوضى هذه البلاد. بسبب الظلم الحاصل ، ان دول كسوريا واليمن وغيرها من الدول  التي عمتها الفوضى والحروب مؤخرا وصارت مثل السودان سيلحق بها دول اخرى كثيرة لان الحال هو نفسه من الظلم وخداع الشعب عن طريق العرق او الدين او الطائفة لقد سبق السودان كل تلك الدول بسبب الظلم حيث تدور الحروب فيه منذ فجر استقلاله الى اليوم ، لم تتعظ الحكومات من ما يدور في السودان من فوضى وحروب اهلية  اهلكت الاقتصاد وافقرت العباد ،لذلك لحقت به سوريا والعراق  واليمن والسعودية وكل ما يذداد ظلم في دولة ما ستلحق بركب هذه الدول وماصار بها من حروب ،حيث لا امان الا في العواصم .
فرح كثيرون لفك الحظر الجزئي المشروط و المؤقت عن السودان الذي تفرضه الحكومة الامريكية على السودان بسبب سجل حكومة السودان  السيء في حقوق الانسان ، وصمت هولاء الفرحين حين تم حظر المواطنين  السودانيين من الدخول للولايات المتحدة ومعهم مواطنين من دول اخرى والسبب هو ان مواطني هذه الدول من اكثر طالبي اللجؤ في العالم وطلبا للهجرة  وذلك بسبب انتهاك حكوماتهم لحقوقهم  وان الحد من الهجرة كانت من وعود الادارة الامريكية الجديدة فكان هذا اول قرار تأخذه ،ان ابسط قواعد الدبلوماسية  تقتضي المعاملة بالمثل ، لذلك نطالب الخارجية السودانية باصدار قرار مماثل بحظر المواطنيين الامريكان من دخول السودان ، لكن يبدو ان الذلة والمسكنة التي ضربت على دولة الانقاذ التي تغنت بدنو عذاب الولايات المتحدة التي اصبحت الان تستجدي عطفها برفع الحظر ، ستصمت عن استصدار قرار مماثل.

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.