الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة محمد قيسان / ثقافة الرحلات من اسباب تعزيز الوحدة ووسيلة لاكتشاف السودان

ثقافة الرحلات من اسباب تعزيز الوحدة ووسيلة لاكتشاف السودان

ثقافة الرحلات من اسباب تعزيز الوحدة ووسيلة لاكتشاف السودان:-

بقلم عبدالرحمن طارق الفاضل المهدي؛

  في شبه القارة السودانية ثمة أشياء بسيطة تجعلك تسأل نفسك وملؤك الدهشة وانت قائلا (لماذا) لم اعرف ؟؟!! منها أن تذهب لمكان ما في جغرافيا القارة السودانية وتتفاجاء تماما انك أمام حالة من الإبداع الإلهي المتمثل  في إتقانه وهو القادر لصنع الجمال والطبيعة، حيث تجد نفسك في شك من أمر نفسك مفاده(هل ياتري أنني لم أبرح المكان بعد ؟ فإن كنت بعد في السودان فكيف لأبي أن لايحكي لي عن هذا السحر

والجمال دعك من أبي!!! كيف لمدرستي وأساتذة جغرافيا بلد في كل مراحل تعليمي أن لايشرحو لي حجم مانتمتع به من كنوز فقد اسهبوا في الحديث عن جغرافيا العالم وتجاوزا جغرافيا وطننا بكل جحود ماهذا يالهي؟!! ) بهذا الحب للجمال والطبيعة المصحوب بالدهشة تكون حالتك تماما وانت تقف شامخا علي سفوح جبل (الدش ) في الدلنج وتنظر من علياءه لغابة البان وأحياء الجميلة الدلنج يراودك حنينك لسماع حكايات الف ليلية وانت تقف بأدب للجمال ومصادر الإلهام لكل أشكال الفنون الإنسانية تجري بكل ما أتيت من عزم في مساحات الرياض الغنا كالباحث عن فراشات ليلية في نهار مشمس في مشهد نسميه ببساطة المفردة ( كردفان في الخريف ) ، ليس هذا وحسب في الأمر الكثير من فنتازيا المشهد ودلالات الحدث لن أبوح بها في طيات هذه السطور ففي الأمر دعوة صريحة للذهاب واكتشاف المكان الذي هو بعض من السودان المسكوت عنه في علوم الجمال العالمية التي تعج بمصادر الجمال في كل أنحاء الأرض وتاركتا بكل جحود صفحات مهمة وأرقام صعبة في قيم ومعايير سحر الطبيعة ، كل هذا كان في الدلنج في زيارة خاصة لها بعدها الاجتماعي كانت لاداء واجب العزاء في الحبيب محمد الباشا دبوكة أحد قيادات الأنصار هناك ومن اعيان أهلنا الحوازمة(دارنعيليكمرحلة أولى بدأت أشعر بأهمية الرحلة كوسيلة لاكتشاف المكان علي رحابته وبدأت اتقنص الفرص فضربت في الأرض أياما لم اترك مكان اسعفتني الظروف لزيارته شرقا وغربا شمالا وجنوبا إلا وزرته وبكل حب ، حتي جاء من الفيض ماهو أشبه بالغيض لضخامة وفخامة وثراء الطبيعة في السودان، فكانت زيارتي للنيل الأزرق وحاضرتها الدمازين التي جيناها بالليل بعد رحلة في جميل المنظر وحسن الخلق الموهوب من الخالق بداناها من خرطوم (المقرن ) ومهد الزواج الكاثوليكي للنيلين الذي لا انفصال لهم الي ان أن يرث الأرض الله وماعليها وصولا إلى أرض المحنة الجزيرةوقراها التي ترقد بحنان علي ضفتي شارع مدني ، والي سنار وماحوت من بديع المفردات في لغة الجمال وصولا الي النيل الأزرق ومنطقتها الشمالية بالطبع هي أول المستقبلين لك فتبتسم لكابو نعامة )مذكرة لك بالطقس وماسجله من درجات حرارة في ابونعامة ، وتنشرح لك( هارون) والسريو والعمارة بكوري وتغني لقدومك( الرقيبة) ايا مرحبا بك ومن بعيد تتسامي بوابات (الدمازين ) في شموخ تبدو وكأنها المدائن أو ارم ذات العماد تحرسها ببسالة الكتيبة 104 مشاة وفي المشهد يبدو لك السلاح الطبي بمبانيه العالية التي تتشابه في كل مناطق السودان لم أقف عن رصد المشاهد حتي وصلنا الي مكان اقامتنا في الرصيرص بعد اجتزنا بجسارة مجري النيل الأزرق في منطقة خزان الرصيرص وهو في غضبته حاملا معه بعض أشجار الشاف والطلح التي اقتلعها بكل شجاعة وهو قادما من منبعه في( تانا ) الإثيوبية. فكانت آخر نقاط عبورنا من الدمازين (قنيص) شرق ؛ واول المستقبلات لنا و بحياء العذاري  في الرصيرص (قنيص ) غرب ؛ واستمرينا في الطريق ننتقل بحنية وهدؤ في أحياء الرصيرص التي تعانق  النيل حتي استقر بنا جودي المسافات في استراحة بيت الشباب في الحي الجنوبي الغربي وعلي ضفاف النيل وفي ليلة كان القمر أبرز الحضور فيها ومعه بعض النجيمات يقفنا علي استحياء، فنمنا نومة غرير العين صافي الضمير وأصبحنا في حيرة من أمرنا متسائلين في صمت المتأمل  ( كل هذا جمال ؟!!!  لما لا ونحن علي هضبة في ضفاف نيل هكذا الجغرافيا تماما  التي يقع فيها نزلنا (بيت الشباب – الرصيرص  )  علي هضبة وفي جوارها مجموعة هضاب ( منحنا لأهل الرصيرص بكرم من الله وهو خير المكرمين) فتجد علي النيل أن كل أربعة منازل تقريبا علي إحدي تلك  الهضاب وعلي البعد تبدو لنا جزيرة تتوسطها شجرة سنوبر تقف بشموخ  وحولها البجع وطيورا تغني علي ألحان شمس الصباح. علي وقع كل هذا لم نسكن كثيرا لحسنا حتي لانغيب عن قدسنا، فالاجندة بها من المهام مايقطع عليك خلوة تأملك لبديع المنظر وهندام المظهر ، فبدأت الرحلة صباحا عمليا  بالعودة للدمازين مرة أخرى  وزرنا مركز الدمازين الثقافي المبني حديثا حينها وبجانبه بيت الوالي . وبعدها جلنا في المدينة وغشينا أسواقها وهي تجمع تجار بلادي من كل نواحي السودان  في لوحة نادرة من التعدد  وكأنما تقول (بالاقتصاد فقط تكون الوحدة ) بعدها بدأنا جولة قاصدين بها جنوب النيل الأزرق وما ادراك ما جنوب النيل الأزرق ذلك المناخ الاستوائي الاشبه بمناخ الجارة إثيوبيا المتميز سوحنا فيه متنقلين مابين بدوس وأولويات وباو والكرمك وقيسان وغيرهم من اراضي الانقسنا الساحرة وعرفنا في كلا الرحلتين علي (الإنسان )  وما ادراك ما الإنسان الذي كرمه الرحمن وكان محور الأديان.  ففي الأولي(الدلنج ) الإنسان مزيج مابين شموخ النوبة وكرم العرب وفي الثانية الإنسان مزيج مابين جسارة الانقسنا وباس الاودك وتمرد الامبررو علي الحيز والحدود وطيبة الفولان وعمق الواطيط وسموق الفونج.) فادركت حينها انه لامناص من بعضنا إلا الينا فنحن قدر لنا أن نكن لنا والا نكن علينا وما الذي فرقنا حقيقة هو لعمري أقل من الاسباب التي تجمعنا. في المجمل  هكذا هي نتيجة اي رحلة لك في السودان تكون سبب لاكتشافك السودان وتعزيز لشعورك بأهمية وحدة أراضيه..  مقالي هذا علي تواضعه مناشدة ودعوة صراح لتضمين علم الرحلات في مناهج التربية والتعليم فهو الأقصر طريقا لمعرفة حقيقة حجمنا وسحر جمال أراضينا وحنان ووداعة طبيعتنا وثراءها.  (أنقذوا الأجيال القادمة من داء التغييب ومرض القوقعة والالتزام فقط بالحيز هذا المرض الذي أصاب من قبلهم فلا حدود بين أجزاء وطننا تثنينا عن اكتشافه واكتشاف انسانه وفي الختام كل التحايا لمن التقيتهم في رحلتيّ الجبال والنيل الأزرق وفي القصة بقية ،   عبدالرحمن طارق الفاضل  المهدي

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*حسن البنا ليس أمام وليس بشهيد والا لكان ابليس بمنطق الإخوان المسلمين ولياً وتقياً*

Share this on WhatsApp*قيسانيات* *تحتفل جماعة الإخوان المسلمين هذه الأيام بذكري موت مؤسسها حسن البنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.