الحرامية قاعدين معاي …
عندما كان (جعفر نميري) في سدة الحكم ، وهو مجتمع بكافة وزراءه في مكتبه ، وكان اجتماعا” هاما” ؛ الي أن سرقهم الزمن حتي دخل منتصف الليل ، فقطع هدوء اجتماعهم صوت رنين الهاتف الخاص بمكتب نميري فأستقبل المكالمة ، وكانت المكالمة من زوجته (بثينة) مزعوجة عن سبب تأخره فقال : متعزرا” لها بأهمية الأجتماع ، فقالت له انها خائفة ، فقال : لها ما الذي يخيفك ، فقالت له خايفة من الحرامية ، فضحك وقال لها ما تخافي الحرامية معاي .
ورد علي لسان المريض نفسيا” ( إسحق احمد فضل الله ) خطرفات في مقاله الأخير يحذر من مؤامرة يحبكها جهاز الامن المصري وهي : محاولة اغتيال (الإمام الصادق المهدي) ، تمهيدا لثورة واضطرابات لتضارب مصالح مصر ، من جراء رفع الحظر الاقتصادي الذي أضر بدولتهم كثيرا ، وجعل الجنيه المصري عرضة للإنهيار الكامل ، بعد ان بدأ يسقط امام الجنيه السوداني ، والحقيقة التاريخية التي يجب ان يعرفها الجميع الجنيه المصري لم يكن يوما” أفضل من الجنيه السوداني ولكنها تصاريف الزمان ، في ظل دولتكم التي سبحت في بحور الفساد والنهب ، حتي اغرقت الشعب ، وشردته زرافات ووحدانا .
أما المؤامرة المزعومة التي تتحدث عنها ، والتي تجول في خيالك لم نشاهدها الا عندما اعتلى المتأسلمين حكم دولتنا الفتية فبرزت المؤامرات وإلاغتيالات
التي ابتدرها اخوتك الكيزان بمقابر جماعية لضباط رمضان الذين كانوا شرفا للجندية وحتي الآن لم نعرف اين قبروا ؟
ثم محاولة إغتيال الرئيس المصري (حسن مبارك) الذي كان ثمن محاولتكم الفاشلة التنازل من ( حلايب وشلاتين ) وتوالت محاولاتكم العقيمة ، حتي امسي الشعب السوداني يتوقع من نظام البشير الاسوء دائما ، وكلما توقعنا شيئا سيئا” ، وجدنا ما تفعلونه اسوء مما توقعدناه ، والشعب السوداني امسي خائفا” من الحرامية والقتلة ، والسفاحين .
مقالك ايها المسحوق مرضا وخبثا” حصد زراعة لسنابل عجاف لم تسقي الا وبالا” وخرابا” ، ويؤكد ما تضمره في نفسك من غل وخوف تجاه مصالحة حكومتك الفاسدة ، وتتزرع لها بالاسباب للقيام بأفعال برعتم فيها .
إستبشارك أيها المسحوق بعهد جديد ، ومتغيرات إقتصادية قادمة لن تكون أفضل مما وجدته حكومتك في اعوامها السابقات ، من البترول والذهب ، والزراعة التي كانت تصب في جيوبكم وتمتلئ بها خزائنكم ، ولم تحسبوا لها حساب ، وتقاسمها منسوبيك ورئيسك البشير تقاسم الملهوفين حتي ظهرت في أشكالهم وممتلكاتهم خارجيا ، ليزدهر بها اقتصاد ماليزيا ، ودبي وشقق القاهرة ، وصاروا فراعين زمانهم .
إن الدولار الذي تحسبه هبط في ظل هذه الايام التي تم فيها رفع الحظر الاقتصادي والبشريات بهبوطه ما هو الا بالونة أطفال يثقبها اقل احتكاك وعندما يدوي صوتها وتتمزق ستعود بحديث آخر ، ولن تنطلي (كذبة أبريل) علي شعب كان نصره في( أبريل).
وها هو مقالك لم يجف حبره حتي عاد الدولار اكثر من (17) جنيه .
ولا اريد ان اشرح لرجل خبر الكتابة ، ولم يفهم معني الإقتصاد الدولي الذي يعتمد علي ميزان الوارد والصادر ، ولا يوجد صادر بل لا يوجد ميزان حتي ، فلم تتركوا شئ ليوزن على الميزان ، لقد انتهي كل شئ أيها الرجل الخرف ولم يبقي لكم سوي الكذب والنفاق ، وهي عملة كسدت واصبحت معروفة بالنسبة لكم .
فلا تخافوا من حضور الأمام فهو لن يكون أخطر من الشباب ، الذين بدوا يصنعون لأنفسهم أئمة لإزالتكم ، وستكون إزالة لا تبقي ولاتذر ، ويقتلعونكم بأيديهم مثل ضرس العقل ، الذي لم يصبح به عقل ، وتهدلت أوصاله .
أترك الحرامية معك يا بشير حتي يصير حديث آخر الليل صباحا”أبلجا بشباب السودان…
Ghalib Tayfour