الإثنين , مايو 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

ترامب فوبيا!!!

ترامب فوبيا!!! 

  بقلم عبدالرحمن طارق المهدي:

       تابع العالم الانتخابات الرئاسية في أمريكا من مراحلها الأولي في مطلع العام المنصرم  وصولا الي تسلم  المرشح الجمهوري دونالد ترامب للسلطة من الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك اوباما  ، هذا الشيء الذي يحدث في كل  انتخابات أمريكية فمعروف للجميع بلا أدني شك وضع امريكا في العالم كدولة عظمي ما يسلط الضوء على كل مايجري في داخلها من مناشط سيما ذلك العرس الديمقراطي الرفيع الطراظ من حيث التنظيم والتجهيزات والمراسم ومايصحب المنشط من مناظرات وحملات انتخابية لكل الأحزاب والمرشحين المستقلين  تشمل كل الولايات المتحدة الأمريكية.  لكن هذه الانتخابات الأخيرة كانت المتابعة أوسع نطاقا واوفر حظا من سابقاتها لشدة المنافسة  بين قطبي اللعبة السياسية في أمريكا من جمهوريين وديمقراطيين وما أفرزت المراحل الأولى من أبرز المرشحين وصولا إلى الأوفر حظا والأكثر دعما. وكان الخوف صراحة من صعود المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو ماجمع الأقليات في امريكا وغيرهم من دعاة الديمقراطية والمساواة والحريات.  من جاء به الأخير من برنامج انتخابي وصفه البعض بأنه الأكثر تطرفا والاقبح شكلا في تاريخ امريكا المعاصر  لما فيه من خطاب حاد ضد المهاجرين والأقليات وماتضمنه من  سياسية الأبواب المغلقة ضد المهاجرين تلك البرامج  التي تغازل الناخب الأمريكي المتضرر من الهجرة ومايصحبها من فواتير تدفعها حكومته لدعم مشاريع توطين واندماج المهاجرين أيضا يتسق تماما هذا البرنامج مع ماتنادي به الأحزاب اليمنية المتطرفة  عموما في القارة العجوز اروبا الحليف الاستراتيجي الأول لأمريكا والتي تشهد أكبر موجات الهجرة غير الشرعية في العالم منذ الحروب العالمية. الأمر الذي دعا بعض الدول في شرق اروبا بقفل حدودها تماما ومراجعة قوانين اللجوء . هذا علاوة علي حالة السخط الجماهيري العارمة في المجتمعات الأوروبية ضد سياسات حكوماتها التي فتحت أبوابها مشرعة لاستقبال الملايين من اللاجئين الفارين من الحروب التي تشهدها مناطق واسع من العالم وتحديدا الشرق الاوسط وافريقيا .وبالرجوع الي الموضوع الأساسي وهو مشروع المرشح الجمهوري ترامب. نجد أيضا صورة اخري من صور عنف الخطاب في برنامجه الانتخابى هي تلك الصورة التي تستعدي الإسلام صراحة كدين وتضعه في خانة العدو الأول للسلام والأمن العالميين تلك الصورة لها مؤيدها وأنصارها وهم كثر منهم دول ومؤسسات. استطاعت أن تجمع في ظل تزايد العنف حول العالم المرتبط بالجماعات الإسلامية المتطرفة قطاع كبير من الشعوب تؤيد كل برامجها الساعية لمحاربة الإسلام المتطرف حسب ماتوصف. كل هذا مفهوم تماما لأهمية امريكا ومايجمعها بمصالح مع دول الخليج العربي وكل دول الشرق الأوسط. وهي بالطبع دول إسلامية يتهم بعضها بدعم ورعاية تلك التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالإسلام والتي تخوض الآن حروب في كل من سوريا والعراق وتسيطر علي أجزاء من اراضي تلك الدول مايجعل منها خطرا حقيقيا على مصالح وأمن الدول العظمي . لذلك لاحظنا الاهتمام الإعلامي الواسع ومايصحبه من هوس وهواجس يتطور بعضها لدرجة الغلو في التضخيم متناسين تماما في بعض الأحياين أن دولة كامريكا هي دولة مؤسسات ولها سياسات تكون ومعاهدات إقليمية وعالمية لايستطيع ترامب أو غيره تجاوزها فالرئيس الأمريكي عادة مايعمل في هذا الإطار.  لكن دعونا أكثر دقة حتي لانغفل عن أهمية الرئيس في رسم معالم العلاقات وخلق السياسات وايضا في اتخاذ قرارات من شأنها تغيير خارطة الصراع في العالم تماما. وهنا يجب علينا ان نشرح مهام الرئيس وصلاحياته في امريكا وبعدها نري ما هي أبرز المؤسسات في امريكا التي من شأنها الوقوف ضده أو ربما الدعوة لعقد انتخابات مبكرة حفاظا علي مؤسسات الدولة الأمريكية. اولا دعونا نري ماهي الصلاحيات الدستورية للرئيس في الولايات المتحدة الامريكية يمنح الدستور الأميركي الصادر عام 1787 رئيس الولايات المتحدة الأميركية عندما يدخل البيت الأبيض صلاحيات على المستويين الداخلي والخارجي، وتكون له الكلمة الحسم في القرارات الكبرى التي تمر عبر عدد من الوزارات والأجهزة، رغم أن الكونغرس يعترض بعضها.وتتمثل أهم صلاحيات الرئيس الأميركي الذي يفوز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر ويتسلم مهامه يوم 20 يناير من العام التالي، في ما يلي
علي المستوى الداخلي :
الرئيس الأميركي هو المسؤول الأول عن السلطة التنفيذية للحكومة الاتحادية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو من يفرض حالة الطوارئ في البلاد ويعلن التعبئة في حالات الضرورة يحق للرئيس الأميركي أن يستخدم سلطته لحفظ النظام بناء على طلب إحدى الولايات، وبإمكانه أيضاً استدعاء الحرس الوطني للولايات الأميركية. وقد استخدم دوايت أيزنهاور وجون كينيدي هذه الصلاحيات إثر اضطرابات عرقية بجنوب البلاد في خمسينيات وستينيات القرن الماضي يتولى مسؤولية تعيين المكتب التنفيذي المرافق له والمستشارين يتولى مسؤولية عقد وتأجيل جلسات مجلسي النواب والشيوخ في ظل ظروف استثنائي يعين الرئيس الأميركي الوزراء والقضاة في المحكمة العليا، شرط موافقة غالبية مجلس الشيوخ لتثبيتهم في مناصبهم. يخول الدستور الأميركي للرئيس صلاحية منح العفو ووقف تنفيذ العقوبات في الجرائم المرتكبة، باستثناء القضايا المتعلقة بالإقالة بقرار قضائي يملك الرئيس حق الاعتراض (فيتو) على نصوص القوانين التي يقرها الكونغرس، عدا التعديلات الدستورية. غير أن الكونغرس يمكنه مع ذلك تجاوز الفيتو الرئاسي عبر التصويت بغالبية ثلثي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، كما حصل في حالة ما يعرف بقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب” في سبتمبر من العام الماضي  2016، وذلك في ولاية باراك أوباما. ينص الدستور الأميركي في البند الثالث من مادته الثانية على أن الرئيس يُطلع الكونغرس من وقت لآخر” على ما يجري، لكن بسبب أن مضمون المادة لم يكن محددا بدقة فقد أصبح التقليد يتجسد في إلقاء الرئيس خطابا سنويا بمقر الكونغرس (الكابيتول) في جلسة مشتركة بين إدارة البيت الأبيض ومجلسيْ النواب والشيوخ، بحضور قضاة المحكمة العليا فقط 
صلاحيات الرئيس علي المستوى الخارجي: 
يملك الرئيس الأميركي صلاحيات على مستوى السياسية الخارجية للولايات المتحدة، فله حق إبرام معاهدات مع القوى الأجنبية، بمشورة وموافقة مجلس الشيوخ، وهو من يعين السفراء ويشارك شخصيا أو من خلال ممثليه في المفاوضات الدولية.
يمكن للرئيس الأميركي إرسال قوات عسكرية إلى مناطق خارج البلاد لمدة 30 يوماً، لكن إذا أراد تمديد مهمة القوات المرسلة فعليه الحصول على موافقة الكونغرس. ولا يملك الرئيس صلاحية إعلان الحرب لأن القرار يعود إلى الكونغرس في مقابل هذه  الصلاحيات للرئيس هنالك صلاحيات  للكونغرس الأميركي بشقيه الشيوخ والنواب منها  عزل الرئيس، إذا أدين  بالخيانة، أو الفساد، أو أي جرائم وجنح يجرمها القانون الأميركي
وقد تعرض ثلاثة رؤساء أميركيين للمتابعة القضائية، وهم أندرو جونسون (1968) وريتشارد نيكسون (1974) والثالث بيل كلينتون عام 1998 (علاقته الجنسية بمونيكا لوينسكي)، إلا أن مجلس الشيوخ برأ كلينتون وأندرو بينما استقال نيكسون قبيل إدانته في فضيحة ووتر غيت” الشهيرة. عليه لا أري شخصيا داعي لكل هذا السخب والاهتمام والمبالغة في تصور مستقبل مظلم في العالم في ظل ترامب بل بالعكس في حالة ترامب أجد أن مبادئ الجمهورية  الأمريكية في تحدي كبير بل إن أمريكا في امتحان رهيب أمام كل ماتتفضل به من وصف نفسها بأنها الحارس الأول للديمقراطية في العالم وراعي السلام والمحافظ علي أمن وسلامة الدول والمدافع عن الحقوق والحريات والأقليات حول العالم . فهل ترامب سيغير كل هذا التاريخ في 4 سنوات؟ !! دعونا ننظر ماذا سيفعل الترامب

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.