الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / الصراع الرهيب …

الصراع الرهيب …

الصراع الرهيب …

يبدو ان الوطن المأزوم في طريقه الي الإنحدار  بشده نحو هوة سحيقه  ، لم يشهدها الوطن ولا شعبه عبر تاريخه ، ونحن إذ ننبه ونناشد شعبنا الكريم ، لإتخاذ كافة الاحتياطات الواجب اتخاذها في هذا الظرف التاريخي ، وباستشعار مسئولياته الوطنيه ، والتي تحتمها مقتضيات ما يجري في الخفاء من صراع ، أقل ما يوصف به أنه صراع رهيب يدور في ردهات ، وكواليس النظام الإنقاذي.
من أكبر الجرائم التي إقترفها (البشير) في حق الشعب السوداني وهي جريمة لا تغتفر ، ولم تحدث في كل العهود التي سبقت نظامه ، ولم يجرؤ أحد قبله في العهود الشموليه ، أو الديمقراطيه التي مرت علي الحكم ، ولاحتي مجرد التفكير فيه ، لقد عمد المشير عقب حركة (ضباط رمضان)الي إضعاف القوات المسلحه وتكسيرها ، بل وتقليصها ، وتقليص دورها الوطني ، وتقييدها خوفا” من انقضاضها علي سلطته تحت اي ظرف من الظروف ، سواء اكان انقلابا عليه ، أو إنحيازا لأي حراك شعبي ، فانتهت الي قوة لا اجنحة لها ولا سيقان ، مجرد مؤسسة للتشريفات ، بقوى رمزيه لا حول لها ولاقوة ، وزاد علي ذلك بإنشاء قوات موازيه  ، بل ومتفوقه عليها ، كالأمن والمخابرات ، والدفاع الشعبي المؤدلج ، واتي عليها بقوات ما يسمي بحرس الحدود ، وهي قوة قوامها الجنجويد ، وبعض الاجانب من الدول المجاوره ، ثم قوات الدعم السريع تحت إمرته المباشره ، هذه الوضعية الشاذه جعلت من الوطن بركانا يغلي فكلها قوات متنافسه ، تنتظر اللحظه الحاسمه للنيل من بعضها ، بجانب التسليح الرهيب للقبائل ، والقتال الذي ينشب بينها ، وتمترس بعض الزعماء القبليين بترسانات مخيفه من الاسلحه ، مكونين دولا خاصة بهم داخل الدوله ، بجانب الغبن المتراكم بين أفراد الشعب نتيجة الفوارق الاجتماعيه التي تسبب فيها النظام بسياساته الرعناء ، كل هذه العوامل جعلت من الوطن وطنا مفخخا ، وفي انتظار أقل شراره قد تجعل منه رمادا ، وأثرا بعد حين .
أما الصراع الأرهب فهو ما يدور بين مراكز القوى ، داخل مكونات النظام نفسه ، (فالبشير) الآن يمر بوضع صحي حرج للغايه ، نتيجة ما يعتمل داخله من قلق ، وتوتر،  وخوف ، وهواجس انعكس علي قلبه اعتلالا وتدهورا وهي مسألة واضحة للعيان بالرغم من التعتيم والإخفاء الذي تمارسه مؤسسات نظام القمع الارهابي ، ولقد استشعر كل المحيطين به والطامعين في خلافته هذا الأمر فاندلع صراع خفي ، لا يلبث أن يظهر علي السطح بين الفينة والاخري ، ف(بكري حسن صالح ) هو النائب الأول والمنتظر دستوريا في توليه الأمور اذا ما قدر (للمشير) الذهاب والغياب من المسرح ، وهذه مسألة تؤرق الكثيرين ممن يحيطون بالمشير فبكري رجل غامض لايعرف أقرب الناس اليه مايدور في خلده ولا يظهر نواياه ، واذا كتبت له خلافة المشير فربما قلب الطاولة علي الجميع ، واتخذ طريقا آخر ، واتجاها يصعب التنبؤ به ، وربما جرد الكثيرين ممن استأثروا بالسلطه والثروة في عهد المشير ، وقد يبدل هناءهم الي جحيم ، وربما مسح بالمتأسلمين الارض وازاحهم نهائيا من المسرح لذلك سيظل هدفا مشهورا بلغة العسكر لكل المتنافسين علي عرش المشير في مقدمتهم الفريق الغامض (طه)الذي يستحوذ حتي الآن علي عقل (المشير) بل ويعتبر رجله الأول بعد أن استفرد به ، وجعله كالالعوبة بين يديه يوجهه اني شاء ، ومتي شاء ، ثم ياتي مدير الأمن في عداد المنافسين بما لديه تتوفر لديه من قوة وعتاد وعلاقات سريه مع اعتي اجهزة المخابرات العالميه ، وبيوتات الاستخبار ، وهناك (الجنرال حميدتيوهو الآخر ينتظر دوره دون أن يخفي ذلك ، خاصة اذا آئتلف مع قريبه المتمرس بجبل عامر علي رأس قوة لا تقل عن الدعم السريع ، وهناك قوى خفيه تتوفر لها اسلحة ومعينات تتبع للمتأسلمين الذين همشوا مثل (علي عثمان ، ونافع) وهناك اتباع (الترابي) الممتلئين بالغبن والحقد ، ووووو…..
هذا غير ما لا نعلمه من يختبئون تحت الأرض والخلايا النائمة .
إن الوطن مرشح للزوال بفضل سياسات النظام ، مما يستوجب اليقظه والحذر من جانب القوي الشعبيه ، حتي لا نجد وطننا ، وشعبنا في عداد الأوطان المندثره ، والشعوب الغابره .
والله نسأله اللطف …

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.