وطن بلا مهدئات …

وطن بلا مهدئات …

احتفل البشير وأعوانه برفع الحظر الاقتصادي الجزئي عن السودان بمفهوم المنتصر ؛ وهنأوا انفسهم بانتهاء زمن المعاناة والصراع في توفير الدولار وفتح التجارة العالمية من اوسع الابواب ، وسحب الاموال المنهوبة والمركونة في البنوك العالمية ، بعد أن امست مضاعفة بفعل إنهيار الدولار في السودان ، وكانت لها صدى إعلامي ضخم برضاء اليهود علي نظام المتاسلمين ، وكانهم يكذبون قول الله ولن ترضي عنك اليهود والنصاري حتي تتبع ملتهم ، حكومة البشير التي عاشت عشرين عاما في صراع  لتخرج من عنق الزجاجة باحثة عن الحل ليأتي لسان اوباما رافعا” لهم الحظر الجزئي والذي يمثل نقطة انطلاقة جديدة ، بعد ما شارف النظام علي السقوط والإنهيار الذاتي ، فسكب فيه النظام الامريكي دفقة من المياه حتي يفيق من الاغماءات المتواصلة ، معنونا”  بشروط تحوي مغلفا”  ضخما” في داخله الأوامر التي يجب ان تتبع وهي الخريطة التي تكون نتيجتها حلا” للازمة .
وكانت مفصلة كما يلي 
رفع العقوبات يشمل (4) مجالات وهي :
1 .. النفط ومشتقاته .
2 .. العقارات .
3 .. فك أرصدة الحكومة في امريكا وفي خارج السودان في مختلف أنحاء العالم.
4 .. الطائرات وقطع الغيار الخاصة بها.
– تطبيق رفع العقوبات يبدأ بعد (6) أشهر ، في شهر يوليو القادم.
– رفع العقوبات مشروط ب (4) مجالات وهي :
1 .. وقف الأعمال العدائية في دارفور.
2 .. وقف الأعمال العدائية في النيل الأزرق وجنوب كردفان .
3 .. المشاركة في تحقيق الإستقرار والسلام الإقليمي .
4 .. المشاركة في تحقيق الأمن والسلام والإستقرار في دولة جنوب السودان.
– وأبقت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات على الأسلحة وتوريدها للسودان .
ويتم العمل بهذه الوثيقة بعد (180) يوم ، ومشروطة بتنفيذ الاوامر اعلاه ، والتي من الصعب علي حكومة مثل حكومة البشير تنفيذها ، فقد امست ديدنها الحروب وسفك الدماء الذي يجري فيها مجري الدم في العروق ، وصار طريق العودة للتحلي بالاخلاق يصعب لمن ساءت سريرته ، والذي يصنع الآلم لا يمكن ان يمنح السعادة . 
أما اذا اخذنا الأمر من الإتجاه الاخر فأن الولايات المتحدة ارادت ان تخدم حليفتها الصين ، وتحافظ علي حقوقها وتعطيها انذارا” باخذ مديونياتها في هذا الميقات الزمني حتي لا تتضرر ، فان الوضع في السودان آيلا” للإنهيار في أي وقت ، واذا حدث الإنهيار فلا إعتراف بمنح قدمت لمساعدة ديكتاتور .. كما ان هذا التدخل الامريكي يخلق الدافع للحكومة سودانية بإعداد نفسها وتجميع اطرافها لإغلاق بوابات المديونيات واغلاق الثغرات ، وعدم التزرع بالحصار الاقتصادي لتسديد مديونياتها .
واذا نظرنا له من زاوية آخري هو ارسال تحذير مباشر للمعارضة بان امامها (180) يوم لقفل ملف السودان بالانفراج السياسي القادم ، وهذا يجب ان يمنح المعارضة الدافع العكسي لكي تتوحد وترتب وضعها وتقلب الموازين في هذه الفترة .
(180) يوما امام قادة المعارضات تساوي  (28) عاما” من الظلم والقهر والاستبداد .
كل أنواع الاورام الخبيثة تجمعت في هذه الفترة لتستأصلها مشارط المعارضة بحكمة وقوة وثبات ، ويكفينا حبوبا” ومهدئات وتأجيل ، ستة اشهر يقف خلفها مصير وطن ، وجميع ابناءه يقفون وينظرون لكم .
أيتها المعارضات.. يجب ان تستأصلوا هذا الورم الخبيث ، فنجاحكم يعني وطن معافي وفشلكم يعني اندثار وطن ، والجلوس علي طاولة الحوار والتسوية ، يعني مهدئات وحبوب ، في انتظار الموت البطئ …

الشعب ينتظر ..
ونحن لابد ان ننتصر …

Ghalib Tayfour