قصاصات*
علي رصيفك أنتظر …
عندما شاهدتك لم أكن أعلم باني سأمسي سبية من سباياك ولو كنت أعلم لتحاشت عيوني النظر اليك قبل قلبي ، ولكن قدري بين جناحيك مكتوب ، ووجودك منحوت علي تراسيم صباي ، وأشواقي تتهادي في أرق الليالي ، مترادفة بالسهد والأنين ، وتقلبي علي مفارش احلامي المتلاقية مع شعاع الشروق ، وزوال الغروب اضجعتني وكانك انت الشمس لتحرقني بدفئك وتقودني بضوءك ، والا اراك في الحياة سوي قرص شعاع متوهج أنار حياتي ، وما أشقاني بهمساتك وصوتك يغرد ليداعب أذناي وكانه دعاش الصباح الوردي المتهادي الذي تصيبني رعشته في اوصالي وتحرك اعصابي المنهكة بحضورك الجميل ، ووداعك المحزن ، ولا تزال خفقات قلبي تشتهي طلتك واشتهيها لتتسارع وتيرة الملتقي وكأنك لحنا” يحتويني ناعسة في عالم لايحوي الا مثنانا لأحتويك بلا حياء ، وارقص علي سجاياك بلا خوف من غد يحمل في باطنه الألم و الأرتحال ، فأتنفسك نغما يخرج متبعثرا” تتهافت اشواقي لتتلقاه ، ولا افتح اضواء مقلتي الا واري ابتسامتك التي تنسيني عالمي الفارغ وتتشابك حنايا روحي المفجوعة ، وكأنك بعثت لتقلقل اعماقي وتندرج بلا إستئذان .
ورغم رهبتي تسأبقت خطأي اليك بلا دليل ، وأوثقتني قيدا” وألجمتني مهرة عربية اصيلة يقتلها الكبرياء ، ويبقي نزيف شجوني في حضورك مآسي اخري تأبي ان تتوقف طالما أنفاسي بها شهيق يسحب وزفير يخرج ليلتقيك .
لقد انزلقت علي جنان احضانك الوارفة لأقطف زهرة فأخذتني نضارتها داخل أسوارك الحصينة فلم اعد أقوى علي العودة ، وحددت تواريخ ميلادي بلحظات لقاءك وغيابك ، وإندثرت المواعيد الشاردة مع دفء لمساتك الحانية وصمتت ريشة الأقلام عن كتابة لوعتي ، وانتظاري كأنه تسربل من خيالي حنينا ابكيه كلما جلست مستوحدة ، فأجد نفسي متأبطا” هواك منساقة داخل أسحارك .
وتتلاشى معك مآسي الازمنة وتنطفئ انوارها بنار اللهفة التي أمست عليلة بمحياك البهي دون ان تخبو ابدا“.
لقد عدت انتظر علي نفس الرصيف واراقب الامكنة وتواريخ ، واشتم عبيرك الذي يلفحني قبل حضورك ، وتتسارع أنفاسي التي اضناه الإحتراق كلما شعرت بإقترابك ، ودنت لحظة التلاقي ولاتزال عيناك كقرص الشمس رافعة كفي علي جبيني لحظة ظهورك حتي أحجب ارتطام ضوءك المتوهج.
وهأنذا اقف على رصيفك اترقبك ..
ولكنك لم تحفل هذه المرة بالعودة …
Ghalib Tayfour