الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / بئس الخالف والمخلوف السنوسي مرشدا للعصابة

بئس الخالف والمخلوف السنوسي مرشدا للعصابة


بوفاة حسن الترابي انطوت صفحة الرجل الشخصية في التفاصيل اليومية السياسية وبات جزء من التاريخ يحق لنا ان نتناول تاثيره السالب علي البلاد ومستقبلها بشكل نستقري منه العبر ، تفاديا لظهور ترابي اخر يمزق ما تبقي من بلادنا ويذل مواطنيه تحت اسم مشروع ( ثيوقراطي) اخر ، يماثل المشروع الحضاري ..

بئس الخالف والمخلوف السنوسي مرشدا للعصابة

بئس الخالف والمخلوف السنوسي مرشدا للعصابة


بوفاة حسن الترابي انطوت صفحة الرجل الشخصية في التفاصيل اليومية السياسية وبات جزء من التاريخ يحق لنا ان نتناول تاثيره السالب علي البلاد ومستقبلها بشكل نستقري منه العبر ، تفاديا لظهور ترابي اخر يمزق ما تبقي من بلادنا ويذل مواطنيه تحت اسم مشروع ( ثيوقراطي) اخر ، يماثل المشروع الحضاري ..
لقد ذهب الرجل تطارده لعنات السودانين  وترحمات التنظيم العالمي للاخوان المسلمين الي مثواه الاخير ، ولكنه ترك لنا خلفه تركة ثقيلة وهي نظام دكتاتوري عنصري فشل فشلا زريعا في الحفاظ علي مقومات الدولة السودانية في الامن والتعايش السلمي الي توفير الطعام والدواء، وفساد مستشري جعل البلد يقبع في ذيلية اي تقييم دولي في كافة المجالات يقابل فشل النظام معارضة ضعيفة البنية محدودة التفكير والطموح ، لم تقوي علي تصحيح الاوضاع ،نتيجة لجهد الرجل الذي لم يتوقف لهدم المعارضة  بشتي المعاول والخطط الخبيثة..
يكتب عنا التاريخ وعن الرجل المتوفي  اننا لم نستطع محاكمته علي جرايم ارتكبها ، وخداع مارسه غير مجريات الاحداث وقلب مستقبل شعب كامل الي جحيم وفشل ، حيث ظل بانتهازيته المقيته وخبثه ( الشيطاني ) الجواد الرابح المقرب من السلطة ( بعض النظر عن هويتها) والسوس الذي ينخر من خلالها في النسيج الاجتماعي.
والمحزن حقا ان موت الرجل قد كشف لنا كثير من عوراتنا ، التي تكاثرت وتناسلت حتي صرنا عراة تماما كما ولدتنا امهاتنا نسير ونعوي في شارع السياسية ونظن اننا مهندومون بملابس النقاء والتسامح ولا نعير وزنا للعري والجهل وقلة العقل التي هي وجهنا الحقيقي..
علي غير المتوقع أصدرت كل الاحزاب والحركات السياسية  المدنية منها والعسكرية بينات تعزي موت الرجل وتصفه بالمفكر والسياسي البارع بل بعضهم اسماه الرقم الصعب ، مؤكدين ان المصاب جلل ووو الخ المراثي الباكية .
نسي او تناسوا كاتبو  المراثي الرنانة ، ان الذي نعوه خصمهم في ميدان الحرب ، وهو المسؤول عن إشعالها ، وكل صباح يَصْب فيها مزيدا من الزيت ووالحطب ، وتغافلوا عمدا ان تفكير الرجل ذو النظرة الاحادية الاقصائية وقود التشرزم والاحتقان والنظرات الاستعلائية التي أدت الي هتك النسيج الاجتماعي الذي هو آس البلاء.
لا اعتقد ان كانت هذي القوي السياسية تخضع بياناتها للتمحيص والتدقيق ومراجعتها بالبرنامج السياسي اوالفكري قبل بثها للجمهور ، فكلمة كالرصاصة او الخرقة البيضاء للتسليم ، فالكلمة لا تطيش سهامها وتقتل مشروع كامل ، بينما الرصاصة قد تطيش وقد لا تقتل وان قتلت تقل فردا ..
والشاهد ان موت هذا الشخص قد كشف قصورالمعارضة  المخجل ، في انعدام الروي والتخطيط ، لتحدد مواقفها من كل شي علي ارضية صلبة لا تقبل التعاطف او التفكير العاطفي ، الذي تأباه  الفطرة الشعبية السليمة ، ذات المنهج والمطالبات المشروعة التي لاتقبل المزايدة والوهن، وكشفت  ان المعارضة طيلة ربع القرن الماضي كانت جل تحركاتها عبارة عن ردود افعال لما يفعل  النظام واساطينه ، وعبارة عن ظل يحركه النظام كما شاء ، تجلي هذا عندما نخر السوس عصا الرجل وسقط ميتا غير مأسوف عليه من البعض ، فكانت بياناتهم رد فعل علي موت الرجل بأسلوب عاطفي بعيد عن الواقعية  والنقد البناء، وليس علي فكره وفترة حكمه البائسة ..
علي قوي المعارضة ان تعي بان معركتها مع الرجل ليست معركة شخص مات وانتهي ، معركة نظام أسسه الراحل علي ظهر دبابة ضد الارادة الشعبية ولكي يؤول له الامر ، قتل  اكثر من مليون شخص وتحطمت بلاد  كاملة ،وما زال النظام الذي أسسه قائما، والحرب مشتعلة، وكل يوم الاحوال تسير الاسواء .
كان الأحري بأحزاب المعارضة ان تراجع مواقفها وفق الواقع الجديد الذي أفرزه موت الرجل بدل التباكي وإقامة مرثيات التمجيد، فالقادم سيكون امتدادا( لأسوء حلف لأسوء سلف ) قرأنا ملامحه في الحديث الصحفي للمرشد الجديد .
في الحوار الصحفي الذي أجراه الزميل صلاح حبيب مع السنوسي المرشد الجديد أبان ان الاستعلاء الكاذب هو نسق شخصيته ووهم التفوق علي الاخرين هو محركه ،  في حديثه  عن طفولته وكيف (انه كاذبا) بداء الدراسة من الصف الثالث وكيف انه كان متفوقا علي الأقران ولم يحظي حتي بالدخول  خورطقت ناهيك عن الجامعة هذا المعلم الاول
اما المعلم الثاني فهو بعد المرشد الجديد كليا عن الاخلاق والمهنية والامانة العلمية ، ويا وَيْل هذا الشعب المقهور حينما يقع فريسة تحت رحمة انسان يعترف بانه حينما كان معلما في التعليم العام كان يجند التلاميذ(الدفعة كلها لتنظيم الاخوان) بتاثير الاستاذ ودوره التربوي والتعليمي ، ضاربا بكل شرف الاستاذية عرض الحائط . متجاهلا اخلاق المهنة التي  جوهر مهامها فتح بصيرة الطفل علي الافكار والبحث العملي ،وليس اغلاقه علي فكر مشوه عقائدي محدود التفكير ، انسان بهذا السقوط الاخلاقي ماذا نتوقع منه
ويستمر المرشد في الحوار كاشفا نفسه ومكونات شخصيته المتناقضة في ولعه بالخبث السياسي وارسال الغواصات للقوي الاخري و يتفاخر( زيفا)  بعلاقاته المشبوهة بعبداللهً محمد احمد والهادي بشري أولئك الذين لعبوا الدور (الغواصات) ووجهوا طعنات نجلاء لمسيرة شعبنا ، بطرق غير اخلاقية البتة ، ومارسوا سياسة التخفي تحت لافتات اخري،  مثل الحرباء في التغير و الخفافيش في التخفي
ولا يخفي المرشد الجديد اصول تفكيره الاستعانة بالجيش ونزع صفته القومية عنه ، وجعله فرعية من حزبه ( معربا عن تآمرية انقلابية) حينما أعلن انه يفخر ان دفعة ١٩٧١ للكلية الحربية كان قوامها ٤٠٠ طالب حربي كان بينهم ٣٠ طالب من بيت الامانة التي كان يدرس فيها موحيا بأنهم من الذين جندهم في المدارس حينما كان معلما ، ويجند كامل الدفعة!.
اما عن حدود اختلافاته مع الاخرين فما هي الا حالة للتماهي في احتقار الاخر وإهانة المخالف في الراي، التي ينتجها فكره  حيث يري ان الشيوعين يدعون للموبقات والكفر والالحاد، فماذا يا تري يمكن ان  يقدم رجل بهذا التفكير الاحادي المتعصب لإثراء الحوار.
لقد كشف المرشد الجديد لحركة الاخوان في حواره الصحفي ملامح فترته القادمة ، مؤكدا بجدارة انه سيكون( اسوء خلف لأسوء سلف ) ، وان الحية لا تلد الا الحية ، ويبقي الفارق بين الخالف والمخلوف ان الترابي أوسع علما ويتمتع بكريزما وسط الاسلاميين اما السنوسي فباعترافه ( يحفظ عشرة اجزاء فقط من القران) ، ولم يصدر اي مؤلف ولم يستقر في اي وظيفة فتوضح الفرق.اما في تطابق المواقف فان الخالف والمخلوف يتطابقان تطابق (زوجالحذاء ) في الاستعلاء والنظرة الاقصائية والخبث وإحلال حرمة الدماء، والانقلاب ضد الارادة الشعبية.
علي المعارضة ان تضع استراتيجيتها بعيدا عن العواطف ، وبيانات المراثي فان القراءات تقول ان القادم اسوء
وهذي المنظومة الأخطبوطية لا تموت بموت احد اساطينها ، ومعركتنا معهم معركة نهج وطن.
ما شاء فاليترحم علي الرجل ومن لم يترحم فهو حر ولكن علينا إعداد العدة للتغيير ضد نهج الرجل الذي أورثنا الحروب والدم.
                           
منتصر عبد الماجد

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.