آخر الكلام …
إعتبروني أتحدث مع نفسي بعد ما ، أيقنت أن لا فكاك من هذا الوباء ، أيقونة نظام البشير وعصابته ، وهم يلاعبون الشعب ، ويطيلون أمد بقاءهم علي سدة الحكم ويستغلون بعض الجهلاء من المعارضين ، او الناشطين بتحوير القضايا التي تصرف مفهومنا من فكرة العصيان بعدان أكتمل نموها وكادت أن تؤتي أكلها ، فتفنن المتفننون باخراج هذا النظام البغيض من النفق المظلم بقضايا إنصرافية عديدة ، حولت الكيانات لصراعات داخلية بين الممكن والمستحيل ، وكلما جلست مع نفسي اتخيل جهاز أمن البشير ومنسوبيه ، يضحكون وهم متقلقلين في اوساطنا ، يعقبون علي المداخلات ويققهون كانهم ملكوا الدنيا ، وكلما كتب مستنير أو صاحب فكر ، مطالبا المناضلين بالعودة لساحة الوعي يخرجون عليه بتعليقات معادة :
لكن السوريين اساءوا لبناتنا السودانيات يجب ان يعاقبوا ، ثم تبدا قصة أخري ، ورواية بعيدة التفاصيل ، فتتملكك الغبينة والوجع !!
فتدخل في مجموعة أخري لتجد ثائرون في قضية الناشطين الذين سوف تقوم السعودية بتسليمهم لنظام البشير ، وخفايا قضية (الدفينة) بين هذا وذاك ، وتناول حيثياتها بمختلف الروايات ، والتفاصيل وتدخل كقضية انصرافية تتناولها الأسافير بخيفة وتوجس ، ونحن ندرجهم جميعا في خندق واحد ، ونحسب الذين ينشرون البيانات جهلاء حتي يكون (الدفينة ) بهذه الاهمية التي تجعل مدير مدير جهاز الأمن والإستخبارات الوطني (محمد عطا) يسافر للسعودية لإستلامه ، وكأنه سوف يستلم ( رأفت الهجان ) !! وما يهمنا القضية والاسماء تتساوي . فتخرج من هنا لتدخل في مجموعة أخري تجدهم في صراع ، عمن يقود العصيان ومن هو سيده المطلق ، ونبقي نجول بين الصفحات التي تحتدم فيها الصراعات ، والمشاكسات ، وثلة العصابة الفاسدة يتضاحكون ، ويققهون ، فقد نثروا الاشواك الأرض بعد ما علموا اننا حفاة الأرجل ، فعدنا نتصارع على الاحذية لركوب الدرب .
الحقيقة الوحيدة التي يجب ان يعلمها الجميع ان كل قضايا الوطن ، ومشاكله تذوب عندما يندثر هذا النظام ، فعندما يقتلع هذا الطاغية أكرموا السوريين ونظموهم ، وعندما يتغيير هذا النظام لن تستطيع السعودية تسليم الناشطين بل ستكرمهم غصبا عنها ، وعندما يسقط هذا سيكون الشعب هو قائد العصيان وقائد التغيير ، وعندما يسقط السفاح سيعود السودان مكتمل النصاب ، ونغلق الباب داخل منزلنا ونتشاور ، ونتحاور ، ونتختار من هو الأجدي ، وماهو الافضل ، ونفتح ابوابنا بعد أن نصنع دستورنا لنبارك بالمسير نحو الأفق ، في بشاشة وغبطة ، لإعتلاء سلالم العالمية ..
لا تحدثوني عما فعل الديكتاتور بل حدثوني كيف سوف ننتزع الديكتاتور؟ ، ولا تحكوا لي عن السابقين بل قولوا لي ماذا انتم فاعلين؟ .
هنالك مناضلين أشاوس ينتظرونكم داخل أسوار الشيطان .. فلا تجعلوا إنتظارهم يطول .
السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون …
Ghalib Tayfour