الفشل السياسي لأصحاب الدقون والعمم

الفشل السياسي لأصحاب الدقون والعمم

الفشل السياسي المتزايد في السودان وحالة عدم التكاتف والترابط التي تعمه ، يبدو أن الأمرين متلاذمان يوصل أحدهما إلى الآخر ، ففشل تجربة التحول الديموقراطي والخلاص من الكيزان طيلة سبعة وعشرون سنه الماضية كشف حالة العطب والجدب التي أصابت العقل السوداني المعارضة وعطلت قدرته على تقديم حلول ناجحه للخلاص من السفاح وعصابته ، في حين ساهم توقف العقل المعارض عن إنتاج المعرفة لتغيير النظام في حالة التأزم السياسي التي يعيشها السودان الآن.
وبقدر من الثقة يمكن القول أن حكومة السودان قد انتهت صلاحيتها وفشلت فشلاً ذريعاً في تقديم إجابات مقنعة لكثير من الأسئلة الملحة التي تواجه الشعب السوداني اليوم ، كما هو الحال مع الوطن الذي ظهر بحال يرثي عليها لحالة فشل اصحاب مشروع الاسلام السياسي .
وفي هذه المرحلة لابد من التكاتف والترابط لانقاذ الوطن من التشتت والانقسامات ، وهذا يتطلب منا مجهود كبير بعد أن مذق الكيزان الوطن ، ووصلت الحياة فيه أشبه بالندم ، وقد ظلت الحكومة تراوق في الشعب أحياناً وتتحداه أحياناً ، نقول ذلك مع إدراكنا وتأكيدنا على أن الكيزان هم سبب انهيار السودان وتقسيمه الي شمال وجنوب ، وان لم نتكاتف ونسقط هذا السرطان سوف يكون هناك انفصال اخر ،
في حين تكشف حالة الفشل والإفلاس السياسي التي يعيشها الكيزان في السودان علي أختلافات في ما بينهم ناهيك عن ضعف قدرتهم وجرأتهم على النقد والمراجعة على رغم مرور أكثر من سنين على فشلهم ، بل ومن المدهش أن تصل إلى حالة يرثى لها بعد أن تدهورت قدراتهم وانحدرت من سعة الآفاق إلى ضيق الرؤى، ومن المرونة إلى الجمود والتكلس. فكانت النتيجة الفعلية لهم الفشل السياسي هو ارتدادات سياسية وإيديولوجية نشهدها الآن في السودان .
وتبدو تجليات الأزمة السياسية في السودان أكبر من أن تداريها الصراعات السياسية الراهنة، التي هي في النهاية انعكاس وتجسيد حقيقي لها ، خذ أيضاً حالة الفشل السياسي  لتيار الإسلام السياسي والتي يجسدها واقعياً في السودان
وقد كان من المفترض أن ينتفض الشعب ليس فقط بتجديد الأطروحات الكلاسيكية وإنما أيضاً بضخ أفكار جديدة يمكنها أن تساير حركة ورغبة التغيير لأنها أصبحت الأن واجب وطني .
الطيب محمد جاده