عصيان بلا اسماء …
لقد انتصر شبابنا عندما اقدموا علي ثورة الكيبورد ، التي ساقوها بلا دليل سوي ترابطهم ، والتزامهم بالخط ، ثورة شبابية لايوجد من يتبناها سوي الجميع ، بوتيرة واحدة وعزيمة متوحدة ، وإدراك ووعي ، وكل يعرف دوره ، حتي هزت عرش الطاغية ، وجعلته يهرول ويولول في الولايات ، بلا منطق ولا فهم ، واثبتوا للجميع ان هذا النظام امسي مكروه من قبل الشعب ، وأن المعارضات لا تقف لوحدها فهنالك جزء اصيل من الشعب الا وهو الشباب قد اصدر قراره بإزالة هذا النظام المستبد .
ولكن ما يحزننا عندما وجدنا ، المعارضات السودانية تركت كل شئ ، وبدأت ترتكز علي الشباب ولم تبتدع شيئا جديدا” لنفسها ، بديلا” او إضافة للعمل الذي تقوم به الثورات الشبابية ، لتزيد الخطوب علي النظام المتهاك وتجعله يتلقي الصدمات من كل صوب وحدب ، نعم أفرحنا شبابنا بثورتهم ، فكأن يجب ان تسعدونا انتم ايتها المعارضات بتجديداتكم لا أن تناموا علي الخط !!حتي يتبين لابناءكم انكم ماكنتم عبثا” تنشدون ، ودعوا الشباب في ثورتهم يعملون ، شكلوا وابتكروا نوعا” آخر من الضربات ، حتي تسقطوا الطغاة ، وغيروا ، وتغيروا في النهج والأطر ، فجميع كياناتكم تمتلئ بها خبرة السنين العجاف ، وأخاف ان تكون السنين العجاف بطول فترتها امتصت خبرتكم ، ودست في أوصالكم الضمور والهزال ، لقلة فترة الديمقراطيات الاثني عشرة سنة متفاوتة في مجملها سلبت ارادتكم ، مقابل سنين الديكتاتوريات التي تعدت الثمانية واربعون سنة في ازمنة متواصلة لثلاثة حقب نخرت صدر الحرية ، واجسلت الديمقراطية في كرسي الشلل الكامل فجعلت الشعب مهدل ، يعيش علي أفكار الماضي ، والخوف من المستقبل .
وختامه مسك :
هنالك شخصيات ذات صفات وهمية من الشباب بدأت تطوف علي القيادات السياسية متبنية فكرة العصيان ، وجاعلة من نفسها روحا” للثورة ، وهذه فئة اما أمنية ، أو ناقصة ، أو مريضة ، العصيان نتاج لإنصهار جميع شباب الوطن ، ولم يقم به فرد او مجموعة او صفحة ، والذين ينشرون صورهم جاعلين من انفسهم الراعي والوسيط لا يمثلون سوي إنشقاق ، وعمل أمني أريد به خلخلة الثورة الشبابية ، وعلي الشباب الوعي وتدارك الأمر ، حتي لا يصطادوهم كما اصطادوا السابقون .
العصيان هو عمل بلا قيادة ولا سيادة ،، وإنطلاقته متفق عليها من الكيانات الشبابية ، وأختيار مواقيته أجمع عليه كل من يمسك علي كيبورد ، او النسبة التي ترجح الكفة في الاراء المفيدة ..
واخيرا” :
العصيان قيادة شبابية كاملة الدسم ، وكل من يقول انه من صميم افكاره فهو جاهل ، وكل الذين يظنون أنهم الصانعون ، للصفحات والقروبات ، وبإمكانهم ان يتحكموا في تسييره يبقوا واهمين…
والذي يتحكم في العصيان هو الرأي السديد ، الذي يجيزه جميع من في الأسافير بعد مداولات وتفاكر …
فلا تبحثوا عن سيد ، فسيادته هي الوطن والشعب والشباب الذي بيده آلية البحث عن التغيير …
Ghalib Tayfour