Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
البشير وإنعدام الضمير …
لم يكن احدا يتوقع ان يحدث مثل ما يحدث في وطن يعتبر شعبه من خيرة شعوب الارض جمعاء ،ولم يكن أكثر الناس تشاؤما” ان يمر زمان علي أهل السودان مثل زمن البشير وعصابته ، لم يتوقع ان يتجزأ وطن بحجم قاره تنكمش مساحته التي كانت مصدر فخر لشعبه ، وأن تتآكل اطرافه بتعدي دول اخري علي ارض يقدسها شعبها ، ويعتبرها أغلي مقتنياته ، ولم يتوقع أحد أن يحكم السودان بذرة الخير شخص أحمق مجنون أخرق لا هم له الا التشبث بكرسي الحكم .
لم تمر علي شعب السودان حكومه اوقل عصابة مثل عصابة البشير وبطانته المجرمه الفاسده التي تسببت في انهيار الوطن فشردت اهله قسرا ، ليتشتتوا في بقاع الدنيا ، وهم الذين كانوا لا يطيقون فراقه ولا ليوم وإحد . وإستسلمت البقيه الباقيه لحياة قاسيه كئيبه لا طعم لها يحيط بها الجوع ، والفقر ، والغلاء والمسغبه ، والمرض ، واستعصاء الحصول علي الدواء ، وكتم الحريات وسفك الدماء ، والقتل بدم بارد ، والاغتصاب ، والتعذيب ، وارتكاب اقسي انواع الجرائم ، ضده لا لشئ الا لانه يطالب بحقه في الحياه.
لقد استنسخ البشير احداثا وقعت في القرن الماضي ويتذكر الجميع الثوره المصريه في اوائل خمسينات القرن الماضي ، حينما ثار عبدالناصر وزملائه ضد الملك فاروق ، نستشهد بهذا لان مايجري تحت حكم البشير وعصابته هو استنساخ واعاده لما كان يجري في البلاط الملكي فقد اشتهر ، وقتها طباخ كان من اصل إيطالي اسمه (بولكلي) يعمل مع الملك واستطاع بقدرته علي جلب النساء الجميلات للملك واقامة الحفلات الماجنه ، وتحديدا كل ما يطلبه الملك ويمارسه في حياة السقوط ويمهد له النهب ، والسرقه وكل انواع الموبقات حتي سيطر تماما علي الملك واصبح يتدخل في سياسات الدوله بل ويعين ويقيل رؤساء والوزراء ، وغيرهم من المسئولين وابعد عنه كل منافس ، وانفرد به ، وكان أحد اسباب ضياع ملكه ، وإنهيار عرشه وهذا بالضبط ما يحدث للبشير الآن بواسطة قواده الشهير الخطير ، ولأول مره نشهد قواد برتبة فريق اسمه (طه).
فهل سيعيد التاريخ نفسه لنشهد نهاية دولة المأفون علي يد قواده .
كذلك تاريخ قريب وهي ايضا قصه مماثله وكلنا يعرف (زين العابدين بن علي ) الرئيس التونسي الهارب وقصته مع زوجته (ليلي الطرابلسي) وكيف أنها كانت سببا في الثورة ضده بممارساتها الفاسده ، وكيف انها هربت معه بثروات شعب تونس ثم تركته في منفاه يقاسي الوحده ، وعذاب الضمير للاستمتاع بحياتها .
وها هي زوجة البشير تمارس نفس الدور فقد خلقت لها دولة خاصة وثروة خاصة ولها اتباع وهي تملك ما لا يتصوره عقل مثل (ليلي الطرابلسي) و(اميلدا ماركوس) وتسيطر علي عقل ولب الطاغيه ، بتمكين اهلها واقربائها ، من ثروات ما كانوا ليحلموا بها .
البشير يعلم علم اليقين إن اي تغيير سيكون نهايته وان تنحيه عن الحكم يعني محاسبته وهذا ما يخشاه بجانب انه مجرم دولي ، مطارد ، وهذا ما يقض مضجعه ، ويؤرق نومه ويجعله اقرب للجنون منه الي العاقل.
شعب السودان ستزداد معاناته وتتضاعف في ظل وجود المنبوذ في سدة الحكم ومعه عصابته وبطانته المجرمه وشعب موعود بعودة الطمأنينة الي حياته والرخاء والحياة الحره الكريمه في حالة زوال دولة البشير واتباعه من القتله ، واللصوص ، فمتي تتوحد جهوده ؟ ومتي يكثف مقاومته؟ ومتي يهز المنسأة التي يستند اليها الطاغيه ؟ هذا ما سنشهده في عامنا المقبل الذي نرجوه خلاصا للأمه وهلاكا للمجرم ، وعصابته وما ذلك علي الله ببعيد ولا علي شعبنا العنيد .
Ghalib Tayfour
