السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حركة 27 نوفمبر / العصيان المدني السوداني دروس… عبر… وخطوات تنظيم

العصيان المدني السوداني دروس… عبر… وخطوات تنظيم

#الهدف
#الهدف_إسقاط_النظام
#الهدف_آراء_حرة

العصيان المدني السوداني
دروس… عبر… وخطوات تنظيم 

بشير اربجي

لم تشغل دعوة أو فعل معارض لنظام الانقاذ منذ مجيئه المشؤوم في يونيو 1989م الناس مثل ما شغل العصيان المدني الشعب السوداني داخلياً وفي الشتات، ولم يجتمع السودانيون بكل أطيافهم السياسية على فعلٍ مقاوم مثل اجتماعهم على العصيان المدني الذي دعا له ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي، منتصف نوفمبر الماضي، ولم تتحقق وحدة لقوى المعارضة السودانية على فعلٍ سياسي بمثل ما تحققت لهذه الدعوة، التي انطلقت من الأسافير كأنما أطلقها مارد أراد تعرية الضعف البائن في النظام الحاكم، واخطار الشعب السوداني عملياً أن هذا النظام، الذي يدّعي القوة، أكثر هشاشة مما يتوقع؛ حتى مناصريه المشفقين عليه من السقوط المحتوم بما فعل ويفعل في الوطن والمواطنين. ولم يرتجف مطبلي النظام وحارقي بخوره من عملٍ معارض مثل ارتجافهم وخوفهم وهلعهم من العصيان المدني السوداني. ولم يتوحد المستفيدين من النظام وأذنابه السابقين، والذين التحقوا به حديثاً، ضد عملٍ مثل توحدهم ضد العصيان المدني، الذي زلزل عرش الطاغية وعروشهم المفترضة ومصالحهم في الحياة التي حلموا بها بقربهم من النظام القمعي، وأصابتهم الخشية من فقدانها أو عدم الوصول إليها.
لقد حصل العصيان المدني على زخم لم يحصل عليه أي عمل معارض منذ بواكير الإنقاذ ، وحصل على التفاف الشعب وأعاد إليه الثقة في نفسه، وحقق من المكاسب الكثير الذي يحتاج إلى التجويد والمثابرة للوصول إلى غاياته المثلى باسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي؛ لذلك لابد من وضع النقاط التالية في الأذهان ونحن نستعد لجولات أخرى:

? العصيان المدني سلاح مجرب في مقاومة الدكتاتوريات واسقاطها وهو فعّال في شل حركتها وجعلها تترنح أمامه إن أحسنا الإعداد له، وبقليل من التنظيم يمكنه هزيمة أعتى دكتاتورية، وليس رعب النظام وهلعه وتحديه لمناضلي الكيبورد ببعيد عن أذهاننا قبل جولة 19 ديسمبر الفائتة التي جعلت السلطة الغاشمة تحشد كل طاقاتها لإفشالها.

? احتفاء الشعب بالدعوة التي أطلقها شباب 27 نوفمبر دليل على أن المجتمع السوداني وصل إلى النتيجة المتوقعة منه، وهي أن النظام لا توجد لديه حلول لمشاكل السودان سياسية كانت أم إقتصادية أم اجتماعية، وأن حل مشاكل الوطن يتمثل في ذهابه أولاً ومن بعد وضع حلول للمشاكل كلها في جو ديمقراطي سليم.

? تعامل النظام مع العصيان المدني شابه الاضطراب والخوف والتشتت؛ لأنه تعامل مع سلاح لم يجربه ولا يعرف من أين يبدأ ولا كيف يوقفه، وهو مثل الشبح الذي قض مضاجع الطغاة وجعلهم يهرفون بما لا يعرفون ويقاتلون في طواحين الهواء بدون دراية ولا رؤية واضحة وهو ما فاقم خشيتهم من المجهول الذي يواجهونه. 

? لاول مرة منذ مجئ الانقاذ تتوحد كل القوي المعارضة خلف برنامج واحد هدفه الأساس التغيير الشامل باسقاط النظام في المحصلة النهائية وقد خلق العصيان المدني تقارب بين كل مكونات المعارضة السودانية وجعل الجميع على قلب رجل واحد، كما وضح أعداء الديمقراطية والحرية والانعتاق من أعضاء النظام والملتفين حولهم إن كان لسابق جرم ارتكبوه أو لمصلحة يبغونها في مقبل الأيام سواء كانوا أعضاء سابقين في النظام الحاكم أو طامحين جدد في مشاركته السلطة على اشلاء الوطن. 

? وللاستفادة من هذا الزخم يجب الانتباه إلى عدة محاور من قبل شباب السودان الداعيين للعصيان المدني كطريق لاسقاط النظام بشكل نهائي تتمثل في : 

1/ العصيان المدني أداة فعالة من ضمن الأدوات التي يمكنها اسقاط النظام ولن ينجح لوحده في اسقاط النظام ما لم يتم دعمه بحركة جماهيرية فعّالة تتمثل في لجان العصيان ولجان الانتفاضة في كل السودان. 

2/ لابد من تحديد الأهداف الكلية للحراك القادم بوضوح حتي يتم تحقيقها عبر العمل الجمعي لكل القوي الشبابية والقوي السياسية والمجموعات صاحبة المصلحة في إقامة البديل الديمقراطي في السودان بعد اسقاط النظام. 

3/ العمل بروح الفريق الواحد مع كل القوي السياسية صاحبة التجربة والاستفادة من خبراتها في العمل المقاوم لدكتاتورية الإنقاذ والبناء على تجاربها يبعد الحراك عن أي اخفاق مستقبلي ويجعله يسير في طريق ممهد للوصول لغاياته النهائية في التغيير المنشود.

4 /  تبني قضايا الجماهير المتمثلة في الغذاء والتعليم والدواء يحقق التفافاً أكبر من المواطنين السودانين حول العصيان المدني مما يشكل حائط صد اجتماعي له ويجعل المواطن يحس بجدواه وامكانية معالجة مشاكله ويعطي كل من مسته سنين الانقاذ الأمل في التغيير والهدف الذي يمكن السير خلفه. 

5 / على دعاة العصيان الصبر وعدم استعجال النتائج لأن هذا السلاح لم يتم استخدامه بالطريقة الحالية وهذا النظام منذ مجيئه حاول السيطرة على النقابات وتكسير العمل المعارض في السودان حتى لا يؤتى من قبله وليحد من قوة الجماهير؛ لذلك يحتاج تنفيذ العصيان بطريقته المثلى الفاعلة إلى المزيد من المرونة والعمل وسط الجماهير فمن ولد بداية الإنقاذ هو الآن على أعتاب الثلاثين في ظل نظام قابض ومتحكم في كل الأنشطة لذلك اسقاطه يحتاج إلى الصبر والعمل الدؤوب وسط الجماهير.

6/ مثلما كان لوسائل التواصل الاجتماعي القدح المعلى في انجاح العصيان ربما استخدمها النظام لإبطاله؛ لذلك لابد من العمل الحقيقي علي الأرض ووسط الجماهير المستهدفة وايصال الرسائل لها بالمزيد من التعامل المباشر في أماكن العمل والسكن والدراسة جنباً إلى جنب مع العمل في وسائل التواصل والإعلام الحديث. 

ختاماً ولإسقاط هذا النظام لابد من تحقيق التوحد التام من كل مكونات العمل المعارض لنظام الإنقاذ، وتحديد الأهداف الكلية من الإسقاط، ووضع البدائل المنطقية والتي تحتاجها الجماهير لتحقيقها عبر العمل الجمعي، ولابد من ادراك أن سياسة النفس الطويل وعدم استعجال النتائج هي من أهم الأسباب التي يمكنها أن تجعل عصياننا ناجحاً وتصل به إلى النهاية المنشودة وهي اسقاط النظام عبر جولات اخري من أيام العصيان المدني، يتم الإعداد لها بدقة متناهية وفي أوقات متقاربة حتى لا تجعل للنظام فرصة لإلتقاط أنفاسه والاستعداد لإفشالها، ولابد أن نتحلي بالصبر للسير في هذا الطريق طالما اخترناه ميداناً لمنازلة هذا النظام.

بشير اربجي 
صحفي سوداني.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.