لتنوع اساس وطن للجميع

لتنوع اساس وطن للجميع
Sudan voices
نعمات جماع
التنوع الثقافى والتعدد واختلاف المناخ الجغرافى والمساحة الجغرافية الواسعة كان من الممكن ان نصبح دولة عظمى موحدة قوية بالتعدد والتنوع الموجود فيها لكن هنالك اسباب ساهمت فى انتشار العنصرية والجهوية وان النظام الموجود عمق من تلك الاسباب بل غرس فتن وابرزها للوجود فكان من الممكن علاجها بوعى ان كانت هنالك مسئولية وطنية وصدق فى الطرح القومى لبناء وطن للجميع لكن كان هدف الانظمة قصير المدى هو البقاء فى السلطة واظهار واشراك ثقافات محددة وغمرت ثقافات تاريخية فكان من الممكن ان تسهم فى بناء وطن يحتوى على تنوع كبير ويدار بشكل جيد وحدوى الهدف والمصير صرف النظر عن اللون والدين والثقافة فكان من الممكن ان ندمج ثقافات مختلفة لنخرج بوطن قومي الملامح ومحدد الاشياء وواضح الرؤي فى معيار الهوية فالسودانوية هى التى تجمعنا وممكن ان نقوي بها ونفتخر بكل المكونات الموجودة فى السودان كما كتب على مزروعي منهم عرب ومنهم زنوج ومنهم زنوج عرب خلطة خلاسية .وليس مهم اللون والشكل واختلاف اللغة والدين المهم هنالك ارض وشعب ومؤسسات للحكم ففشل تلك المؤسسات الحاكمة والايدولوجيا التى انطلقت منها كرست لبناء دولة ناقصة التكوين توفرت الاساسيات من ارض وشعب وموارد لكن فشلت فى نظام الحكم وادارة التنوع الموجود بشكل جيد يمنح السودان فرصة للخروج من النفق المظلم الى افاق مضئية ينبثق ضوءها ويشع فى فضاءات الارض الواسعة وتدور عجلة الانتاج والتنمية وتحقق العدالة الاجتماعية لكل المكونات الموجودة واحترام الاخر واحترام ثقافاته ومعتقداته وعرفه وتقاليده النابعة من البيئة المعينة اي تكون لان احترام الانسان كانسان واحترام حاجاته يجعله ذو خلق وابداع ويسمو فوق كل النعرات والنظرات العنصرية الضيقة ويتجه لاضافة ما هو جيد لوطنه ويشارك فى تنميته ورفعته ولا مجال هنالك لان يرجع بنظرة لاتتجاوز موضع قدمه ويفكر فى هذا زنجى هذا عربى وهذ وهذا فهذه محنة علينا تجاوزها وذلك لن يتم الا بالتغيير الحقيقي الذى يسهم فيه كل فرد فى المجتمع وهذا التغيير لابد ان يؤدى لنقلة نوعية تاريخية وان اردنا المخرج الحقيقي لقضية الهوية لبر الامان لابد من الاتفاق حول نقطة واحدة والالتفاف حولها هي العمل الحاد لاسقاط النظام فنحن كمجتمع او افراد ليس بيننا خلافات حول هويتنا كسودانيين لكن هنالك من عمق وغرس وهيأ مناخ للفتن والتفرقة والعنصرية وان ذلك لن يتم الا عبر اسقاط هذا النظام لن نستطيع معالجة اى ازمة مهما كان نوعها الا عبر اسقاط النظام ليتفرغ الجميع لمعالجة الازمات التى خلفها لكي نتجه للتغيير الحقيقي الثقافى باحترام التنوع وتطويره واثرائه والاعتراف بالاخر والتغيير الاجتماعي باصلاح ما افسده النظام بانهاء التهميش وتحقيق العدالة الاحتماعية لنخلق فرصة جديدة للنهوض بالبلاد وانتشالها قبل ان يغرقها الطوفان .
نعمات ادم جماع