الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب البعث العربي الاشتراكي "الأصل" / *ثقافة القتل على الهوية* (1)

*ثقافة القتل على الهوية* (1)

# الهدف
#الهدف_آراء_حرة

*ثقافة القتل على الهوية* (1)

*أحمد محمود*

ربما يتعذر أي مدخل لهذا المقال طالما لديه علاقة بثقافة الموت ، ولكن كمدخل اعتذاري ، نعتذر لأقباط مصر  عما حدث صباح أمس الأحد  في كنيسة العباسية ، والتي حدث فيها التفجير الدامي الذي راح ضحيته قرابة ال25 شخصاً ، هذا بالإضافة الى المصابين .  
وبقراءة سريعة فإن من يقف وراء ذلك هم الجماعات الإسلامية بغض النظر عن مسمياتها . هذا الفعل يجرد الإنسان من إنسانيته اولاً ، ويطرح سؤال الدين كأنه  اشكالية ثانياً.
فكل ما عرفناه عن الإسلام  كدين أنه لا يدعو للقتل ، ولكنهم يظهرون  لنا دين يتقاطع مع ما نعتقد. 
ويبرز السؤال الحائر: من أية ثقافة خرج هؤلاء؟ وكيف يكون القتل بهذه الطريقة والتي تستهدف الناس العاديين وأثناء صلواتهم؟
ماذا يريد هؤلاء؟ هل هى السلطة؟ أم يريدون تقويض الأوطان؟ أم إرجاع الناس الى قرون الانسان المتوحش؟ 
لأنه وفي حالة ابتغاء السلطة فإنك لن تجد وطناً تحكمه وأنت تضرب بعمق في النسيج الوطني . ما هو التفسير المنطقي اذن؟
في تقديري فإن الانسان ؛ وكما يقول يوسف زيدان ؛  يمكن أن يكون أدني من الحيوان ويمكن أن يكون أقرب الى الملائكة .
يكون أدني من الحيوان عندما تتدنى روحه ويفقد انسانيته ؛ ولهذا فإننا وفي عالم الحيوان لم نجد أن اتفقت مجموعة حيوانية ما لإبادة مجموعة كاملة وإحلال أخرى مكانها ؛ لكن في تجربة الانسان فقد حدث ذلك ؛ وفي التاريخ شواهد عديدة.
أما فكرة أن يصعد الانسان بإنسانيته الى درجة الملائكة ؛ فهذه لديها علاقة بالمكابدة وصقل دواخل النفس البشرية بتخليصها من الحقد والكراهية.
هؤلاء الذين يقتلون بهذه الطريقة يتدنون الى درجة ما قبل الحيوانية ؛ وبالتالي فهم يسعون لإرجاع مجتمعاتهم الى هذه الوحشية ، لكنهم يعتقدون وعبر تلك الوحشية  يمكن أن يتيسر لهم الحكم.
إننا بإزاء نمط غريب من التفكير لا ينظر الى الحياة إلا عبر رؤية واحدة وبمعادلة نحن أصحاب الأيادي المتطهرة ؛ والآخرون هم أخوان الشيطان ، هنا يصبح القتل للذين خارج الدين الذي يحتكمون اليه ، مباحاً.  كما يصبح المنتمي لهذا الدين ؛ وإذا لم يتفق مع الأيديولوجيا التي ينتمون اليها ؛ جائز قتله.
نحن إذ ندين هذا السلوك ، علينا وفي نفس الوقت إعادة التفكير في مصادر هؤلاء القتلة والمبررات التي يستندون اليها ؛ حتي نجنب الأوطان مزيداً من الكوارث ، ولن يتم ذلك إلا عبر التجديد الديني وتطوير المجتمعات العربية ، في إطار التعددية الفكرية والسياسية ، والمواطنة كأساس للحقوق والواجبات ، ووضعها خارج هذا النسق الذي يحاول أن يتسيد المشهد ، بفرض رؤاه علي المجتمع ، من خلال تفسيره الخاص  للدين ، ليعلى من ثقافة القتل وتدمير الأوطان وهي مهمة صعبة ، أليس كذلك؟؟؟؟
————————————
#الهدف 
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.