كيف سيسقط البشير الطاغية الاخير ؟؟…

كيف سيسقط البشير الطاغية الاخير ؟؟…

ما أكثرها من مشاهد !، وما ابلغها من دروس وعبر! ، وما اقساها من لحظات تمر علي الظالم ! عندما يدور شريط الأحداث في ذهنه وهو يحمل ذكريات سنين طويله قضاها علي كرسي الحكم (قتل ، قهر ،تسلط ، جبروت ، اذلال ، تعذيب للخصوم ، قطع ارزاق للمعارضين ، تجويع ، تشريد ، حرمان من حقوق اصيله ، فساد ، نهب ، سرقه ، افساد ، كذب ، وكل صنوف الاذي التي مارسها الديكتاتور ابان سنوات حكمه الطويله ، يمر شريط الذكريات المره في ذهنه لثواني فقط يختزلها العقل الباطني ، خلالها يملأ الرعب قلبه ، ويتملك الخوف خلالها احاسيسه ومشاعره ، نظرات الانكسار والذل تطل من عينيه الزائغتين ، يتذكر كل هذا ولكن أنى له الذكري ، فقد جاءت ساعة الحقيقه وحلت لحظة الحساب ، الواقع أنه يتمني ان تنخسف به الأرض أو ان لم يخلق في هذه الحياة ، لكن تتبخر الاماني كما تبخرت السلطه والقياده ، ويبقي الأسد الذي كان يتبختر في مشيته وسط ضباطه وجنوده ، ومتباهيا امام افراد شعبه منتفخا كالهر متزيئا باللبس العسكري الضاج بالنياشين والاوسمه وهو لا يستحقها في الاساس ، متأبطا عصا القياده في صلف مصطنع وكبرياء زائف .
أو ارقي الملبوسات في زياراته المتواصله للدول وقصور وصالات المؤتمرات ، او اللبس القومي المكتمل الاركان وهو يرتاد اماكن العباده ، او الاحتفالات الخاصه .
يخلص المشهد الي زوال كل مظاهر الأبهه وحلول مشاهد البؤس والرثاء وما اكثرها ،’إما داخل قاعة محكمه يلف قاعتها الصمت الرهيب متلفتا مرتجفا ، شارد الذهن مشتت الفكر ، أوامام مشنقه كأنما يناديه حبلها وهو ينظر اليه والي ما حوله نظرات الاستعطاف والرجاء المفقود ، أوامام ثوار يحملون البنادق الملغمه بالرصاص لإفراغها في جسده عندها تتبدل نترة الأسد الي أنين خافت ويصبح الهزبر كالزرزور المرتجف بين أيادي الاطفال ، وياله من مصير ويالها من نهايه!!.
إختار (هتلر) أخطر مجرمي القرن العشرين وقائد اكبر واقوي جيوش العالم الموت متجرعا السم ، وآمرا بحرق جثته تفاديا للوقوع بين ايدي اعدائه ، (وموسوليني) معلقا في ميدان عام وهو الطاغيه الجبار ذهب الفوهرر والدوتشي كأنهما لم يعيشا ولم يعبثا باقدار الملايين من البشر ، ديكتاتور رومانيا (شاوسيكو) انتهي برصاص الثوار ومعه زوجته في ابشع منظر يمكن ان تراه الأعين ، اما (القذافي) فقد تابع العالم علي الهواء نهايته المأساويه علي ايدي الثوار مخوزقا يستعطفهم تركه ، وهو الذي كان يصفهم بالجرذان بعد ان حكمهم اربعين عاما بالحديد والنار ، و(حسني مبارك) وهو المنتفخ الاوداج الممتلئ زهوا رآه كل العالم وهو يحمل علي سرير الي قاعات العداله في اردأ صوره يمكن ان يقبلها الانسان لنفسه ، و(زين العابدين) وهو يولي هاربا بعد سنوات من التجبر اذاق فيها التوانسه مر العذاب والهوان ، و(علي عبدالله صالح) الذي اخترق جسمه وهو يوقع علي بيان المغادره في ذل وانكسار ، و(عيدي امين) طاغية يوغندا يهرب تاركا عرشه للثوار ، و(منقستو) وهو يقضي بقية حياته في مزرعه بهراري وهو الذي درج علي تصفية خصومه بمسدسه الخاص ، و(محمد سياد بري) وهو يقضي حياته كالمتسول ، و(الشاهنشاه) صاحب عرش الطاؤوس تائها” بين الدول والكل يرفض نزول طائرته حتي تكرم السادات باستضافته ودفنه بمصر ، و(السادات) نفسه يقتل بين أعين حراسه وجيشه ، ما ابشع نهايات الطغاة ! وما ابلغها من دروس وعبر !لكن سكرة السلطه تعمي البصائر ، وهي غشاوة لا تلبث أن تزول ساعة الحقيقه .
أيها القاتل السارق ، المضيع لحقوق وطنه ومواطنيه ، أيها الراقص الفاسد ، أتت ساعة الحساب ودنت لحظة المساءله والعقاب ، فأي مصير تختاره لنفسك إن توفر لك خيار؟!…