لمحة من لمحات كالحة السواد في ظل حكومة حزب المؤتمر الوطني الفاسد المستبد

الطاهر ساتي – عطاء .. (ونموذج رق(

فلنقرأ الوثيقة التالية وهي تحذر أضعف فئات المجتمع، نصها:

السيد: ……..، الموضوع: عطاء

بالاشارة للموضوع أعلاه، نفيدكم بأن عطاء كراسي وصناديق الشاي رسا على السيد (أحمد عساكر) بتاريخ 1/ أغسطس/ 2012م، وعليه إعتباراً من هذا التاريخ يمنع منعاً باتاً ممارسة أي نشاط بإستئجار كراسي وصناديق، وكل من يخالف هذا الامر يعرض نفسه للإجراءات القانونية والمصادرة، وشكراً .. سيف الدين يعقوب المدير التنفيذي لوحدة الكلاكلات .. صورة لوكيل النيابة، وأخرى لرئيس قسم الشرطة)، وهكذا الوثيقة تحذيرها يلزم بائعات الشاي بأسواق الكلاكلة، عددهن يتجاوز الخمسمائة، بعدم ايجار الكراسي التي يجلس عليها زبائنهن وكذلك الصناديق التي توضع عليها اوانيهن، الا من (أحمد عساكر فقط لا غير)، ومن تخالف هذا الامر تعرض نفسها – بعلم النيابة والشرطة او بأمرهما – للغرامة والمصادرة ..

يلا تابع مآسي التحذير وسلطة احمد عساكر..!!

كنت مع تلك الفئة يوم الخميس الفائت تلبية لنجدة بعضهن، وليتني ما لبيت إذ من المؤلم أن تخاطبك دموع النساء وأنت العاجز عن نصرتهن تأتي إحداهن – (أماني)، تحمل شهادة سودانية وتبحث عن عمل آخر لتساعد والدتها في تعليم شقيقتها – تأتي بصندوقها الخشبي المهترئ وثلاثة كراسي بلاستيك وترابيز وعدة شاي، وتجلس في مكانها المحدد بعد الالتزام بدفع رسوم النفايات، وأي رسوم أخرى تفرضها المحلية .. ولكن قبل أن تحاسب زبونها الأول تأتي سلطة أحمد عساكر – برفقة الشرطة المحلية وضابطها الاداري – وتصادر صندوقها بما فيه وعليه من أوان وكذلك كراسيها وترابيزها، عملاً بأحكام (عطاء أحمد عساكر)..!!

نعم، هذه الفتاة – ورفيقاتها وعددهن أكثر من خمسمائة – لا تملك حق العمل بعدتها وأدواتها، وصندوقاً كان أو كرسياً، بل ملزمة بالإستئجار من (سلطة أحمد عساكر)، وذلك بأمر سلطة المحلية وشرطتها ونيابتها .. قيمة إيجار صناديق وكراسي أحمد عساكر مؤلمة لحد الوجع،

الصندوق بخمسة جنيهات.

وجوز الكرسي بجنية.

وجوز الطرابيز بجنيه ايضاً.

يومياً طبعاً…

وأضف لهذا – يومياً – أيضاً:

10 جنيهات رسوم نفايات.

وكذلك أضف:

51 جنيهاً شهرياً قيمة ايجار الموقع من المحلية.

ليس هذا فقط، بل على هذه المرأة – ورفيقاتها الخمسمائة – دفع رسوم درداقة ومخازن أحمد عساكر أيضاً .. نعم فاز الرجل بعطاء الدرداقة أيضاً، بحيث يصادر درداقات الآخرين، ولا يملك أي شيخ أو شاب أو صبي حق امتلاك درداقة (قيمتها مائة وثلاثون جنيهاً)..!!

نعم، كل الشباب والصبيان العاملة في مهنة نقل بضائع الناس، تلزمهم المحلية – كما بائعات الشاي – العمل بدرداقة أحمد عساكر مقابل (10 جنيهات يومياً) وبسلطة المحلية يلزم أحمد عساكر بائعات الشاي بنقل الصناديق والكراسي والترابيز – وديل أصلاً حقتو – بدرداقاته من وإلى مخازنه – مقابل (8 جنيهات يومياً)

خارج المقال: [توضيح حسابي: (يعني اذا كانت ست الشاي تؤجر 10 كراسي وصندوق و4 طرابيز و10 جنيه نيفايات و51 شهرياً للمحلية و8 درداقة حيكون بتدفع شهرياً لأحمد عساكر والحملية (951 جنيه) × 500 ست شاي = 475500جنيه ، يعني (475,500,000) شهرياً للسيد أحمد عساكر + المحلية)].

هكذا تحقق المحلية (الربط المقدر) وهكذا يثري أحمد عساكر، ربط وثراء مصدرهما (دموع النساء وعرق الصبيان).. ومحلية الكلاكلات محض نموذج وكذلك عساكر هذا فليقصد من يهمهم أمر الضعفاء أسواق الخرطوم الأخرى، ليكتشف معنى الرق (بياناً بالعمل).. وإن لم يكن هذا الحال تعريفاً للعبودية في قاموس البشرية فما العبودية..؟؟

هذا ما يجب الانتفاض عليه والثورة ضده وماخفي أعظم . في كل شبر من بلادي نجد هذه المآسي وابشع أنواع الاستغلال للإنسان وتعدي على أبسط الحقوق ولنعمل جميعا من أجل أن ينتهي هذا من أجل واقع أفضل لشعبنا في كل مكان.

رسائل المقاومة