الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *خالد سلك ما بين الخوارج وما بين الأخطاء التي اعترف بوقوعها*

*خالد سلك ما بين الخوارج وما بين الأخطاء التي اعترف بوقوعها*

*خالد سلك ما بين الخوارج وما بين الأخطاء التي اعترف بوقوعها*

*محمد جلال أحمد هاشم*
الخرطوم – 30 أبريل 2022م

أولا، دعونا نعلن عن فرحتنا بانتصار الثورة ممثلا في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من لفيف تحالف قحت. فهذا إنجاز كبير للثورة واستمرار الضغط الجماهيري وهي خطوة ينبغي أن تتبعها خطوات أخرى لإطلاق باقي شباب الثورة المعتقلين سياسيا. ثم أولا وأخيرا التحية لشهداء الشعب السوداني بطول أرض المليون ميل مربع (نعم! أرض المليون ميل مربع)، مع تمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى، ثم كل الآمال في عودة المفقودين. وأخيرا، وليس آخرا، القصاص ثم القصاص لكل من أجرم في حق هذا الشعب، ونذكر هنا بوجه خاص دارفور الحبيبة والصامدة التي لا زالت تنزف لأكثر من ربع قرن من الزمان.

*خلفية تاريخية وطنية لمصطلح “الخوارج”*
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقولة تتمحور حول مصطلح “الخوارج” أطلقها خالد سلك عشية إطلاق سراحه، ذلك من قبيل ما يُطلقه السياسيون من حبقةٍ تتلوها حبقات في مجال الإسهال الكلامي في السياسة السودانية. وقد صدرت عشرات، إن لم يكن مئات، ردود الأفعال وهي تدور لولبيا في مناقشة تداعيات استخدام خالد سلك غير الحصيف لمصطلح “الخوارج” هذا. ثم رأيت من المعلقين من رد استخدام هذا المصطلح إلى الإنقاذيين في عهد دولتهم الأولى (1989م – 2019م)، ومنهم من ذهب إلى ما وراء ذلك، فردّه إلى نظام مايو، بخاصةٍ بعد انهواسته الدينية، وعودة الحرب الأهلية، ذلك بُعيد عام 1985م. وفي الحق، فقد عوّل عسكريُّو الفترة الانتقالية (1985م – 1986م) على زخم هذه الكلمة في إعلامهم؛ ثم واصل نفس العسكريين على عهد مدنيّي الحكم الديموقراطي الشكلي (1986م – 1989م) على تعويلهم على هذه زخم هذه الكلمة الآبدة survival والمتنزّلة علينا من عصر الفتنة الكبرى. إلا أن مبتدأ تدشين هذه الكلمة المستوفزة ربما تعود إلى ما قبل ذلك.
وفي الحقِّ، وبحسب علمي المحدود، فإن نظام عبود العسكري (1958م – 1964م) ربما كان أول من أدخل مصطلح “الخوارج” في أدب السياسة والصراع السياسي السوداني الحديث. وقد أصبح هذا المصطلح، بعد ذلك، جزءا من أدبيات الجيش السوداني في مواجهته لأي حركات تحررية تقف في وجهه من بين قوى الهامش.

*ثم نعود بعد هذا إلى خالد سلك!*
أما بخصوص أخينا خالد سلك، فلكم وددتُ لو أن الناس لم تقف فقط كل هذا الوقوف بخصوص استخدامه غير الحصيف لهذا المصطلح. لقد وددت لو أن الناس قد أولت، ولو قليل اهتمام، لجملة اعترافاته التي بذلها استسهالا منه للكلام، لا تدبّرا واستعقالا. فهو قد اعترف بأخطاء جسيمة ارتكبوها، لكنه عبرها دون ان يسمّيها، دع عنك أن يخوض فيها. إذ كان عليه، وهو خارج لتوّه من محبسه غير العادل أن يقدم نقدا ذاتياً، ذلك طالما اعترف هو نفسه بارتكابهم لجملة من الأخطاء الجسيمة. هذا كان أولى من أن يخوض في سكة تصنيف الآخرين، خوارج كانوا، او شيعة، او سنة. ثم كان عليه، ذلك طالما تطرق لضرورة وحدة قوى الثورة، أن يقول شيئا (ولو جملة واحدة) عن الموقف الحالي الذي انتهت إليه لجان المقاومة المتمثل في اللاءات الثلاث: “لا تفاوض .. لا شراكة .. لا شرعية”. فهل هو ومن كان يتحدث باسمهم مع هذا الاصطفاف الثوري الذي يجسّد الآن (على أقل تقدير) وحدة قوى الثورة، أم أنه، ومن يتكلم باسمهم، لديهم موقف مناقض ورافض لهذه اللاءات الثلاث؟ وإذا كان فعلا لديهم موقف معارض ومناقض لهذه اللاءات الثلاث، فما هي تفاصيل موقفهم هذا؟ (وللعلم، كان هذا هو بالضبط ما فشل وجدي صالح في التطرّق إليه، ذلك في كلمته التي ألقاها فور إطلاق سراحه، فهو لم يُشِر، ولو بجملة، لهذه اللاءات الثلاث التي تجشّم الآن عصب الوحدة الثورية)! فهل يا تُرى هذا التغافل ناجم عن تنسيق في المواقف، فعلا وردةَ فعلٍ، أم هو من قبيل ما عرفناه في النقد الأدبي فيما يعرف بالتناص؟

*العقبة التي يقف فيها حمار الشيخ!*
ترى ما هي هذه العقبة؟ إنها، ببساطة، تتمثل في السؤال التالي: هل لا زال خالد سلك (وجميع من يتحدث هو باسمهم) يؤمنون بجدوى ما ظلوا ينافحون عنه ويدافعون بشراسة (ذلك باعتباره شرطا لازم من شروط الذكاء السياسي)، ممثلا في ضرورة الشراكة مع العسكر؟ هل لا زالوا على هذه القناعة؟ أم تُرى هذه واحدة من الأخطاء الفادحة التي أشار خالد سلك إلى أنهم قد ارتكبوها دون أن يسمّيها، دع عنك الخوض فيها؟
أرفع هذه الأسئلة ولي عودة لها (وبإسهاب)، ذلك في حال تكرم الأخ خالد سلك بالرد عليها، أو حال تفضيله تجاهلها وعدم الرد عليها.
ويدوم الود وكل الاحترام!

*MJH*

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.