الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / • كيف أصبح الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيسا بالصدفة ؟

• كيف أصبح الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيسا بالصدفة ؟

*الجزيرة نت تنشر*
*أسرار انقلاب السودان*

• كيف أصبح الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيسا بالصدفة ؟

• لماذا أغلق قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان حميدتي هواتفه ؟

• ما قصة شقة كتائب الظل في الخرطوم ؟

• لماذا أصر بن عوف على تلاوة البيان الأول رغم اعتراض كبار الجنرالات ؟
و ماذا كان رده عندما سأله المصريون عن وحدة الجيش ؟

• كيف اعترض البشير أكثر من مرة على سيناريوهات الخروج الآمن ؟
و كيف تم حسم أمر عزله في اجتماع داخل سيارة عسكرية ؟

أين حميدتي؟
التفت المشير البشير سائلا : أين حميدتي ؟
كان ذلك عصر يوم الجمعة (5 أبريل/نيسان 2019) الأخيرة في عمر حكمه الطويل .. مناسبة اجتماعية حاشدة في حي كافوري الذي يقطن فيه غالب رموز المؤسسة الحاكمة .. كان الرد يشير إلى خلافات في وجهات النظر بين حميدتي و رئيس هيئة الأركان الفريق أول كمال عبد المعروف

لم يكن الرئيس قلقا على مثل هذه الخلافات .. بل كان أحيانا يذكيها و يشعل النار بين أطرافها .. حتى لا يتفق ضده كبار الجنرالات .. لكن ما كان يخشاه تحقق بعد أيام قليلة

الأحداث لم تتوقف هن
في يوم السبت 6 أبريل/نيسان كانت المفاجأة .. إذ فتح ضباط في جهاز الأمن للثوار -الذين كانوا يتظاهرون منذ أشهر في الخرطوم و مدن أخرى مطالبين بسقوط البشير- المدخل الغربي للميدان الفسيح أمام قيادة الجيش .. ثم بقية المداخل .. كانت تلك الثغرة جزءا من معركة الصراع بين أجنحة النظام المتناحرة
احتشد الناس في باحة القيادة العامة و أعلنوا عن اعتصام .. و أحسن الجند و فادتهم

في يوم الاثنين 8 أبريل/نيسان اجتمع وزير الدفاع عوض بن عوف و الفريق أول كمال عبد المعروف بالرئيس البشير ليبحثا معه حلا مشرفا يقضي بتنازله عن السلطة .. طرح الجنرالين كان دبلوماسيا عبر باب تلمس اتجاهات تفكير الرئيس .. لكنه لم يبد أي حماس باتجاه التسوية

و مع مرور كل يوم كانت الحشود تتزايد في باحة القيادة العامة .. و فشلت محاولات كثيرة لفض الاعتصام بسبب تعاطف الضباط من صغار و متوسطي الرتب مع المعتصمين .. *حيث أصيب النقيب حامد عثمان حامد أثناء دفاعه عن المدنيين*

*و تمرد الملازم محمد عمر من سلاح المظلات و تمترس بقواته وسط المدنيين*

*قوش* : *تواصلْ معي على الواتساب**
في مساء الثلاثاء 9 أبريل/نيسان كان البشير يعود لقيادة حزبه بعدما أعلن في وقت سابق ابتعاده عن رئاسة الحزب و  تفويض السلطات لأحمد هارون

في اجتماع للمكتب القيادي تم تبادل اللوم بين القيادات .. كانت هنالك أكثر من إشارة إلى اتهام الأمن بالتهاون في فتح الثغرة الغربية في باحة القيادة العامة

لم يرد الرئيس تبديد الوقت و هو يرى النار قد لحقت بأطراف ثوب السلطة الذي امتد ثلاثين سنة
انتهى الاجتماع إلى قرار فض الاعتصام بقوة مشتركة تمثل الجيش و الشرطة و الأمن و الدعم السريع .. كان ذلك ما يبحث عنه الرئيس في تلك الأمسية

صباح الأربعاء 10 أبريل/نيسان كان المهندس محمد وداعة القيادي في قوى الحرية و التغيير يستقبل مكالمة مقتضبة في هاتفه من مدير جهاز الأمن الوطني (المخابرات) صلاح قوش يطلب منه التواصل معه عبر تطبيق “واتساب”.. مدير الجهاز نفسه كان يخشى أن تكون للجدران التي يحرسها آذان.

حاول قوش إقناع وداعة *المنحدر من نفس منطقته الجغرافية* بحمل رسالة تطمين للمعارضة و ربما أخبارا سعيدة. لكن وداعة الذي تعلم الحذر من أروقة حزب البعث العربي .. عندما كان عضو فيه .. اعتذر عن لعب دور *المرسال* و اقترح ترتيب اجتماع مع من عناهم قوش برسالته

كان قوش يرغب في الحديث إلى
زعيم حزب الأمة *الصادق المهدي*
و القيادي في الحزب الشيوعي *صديق يوسف*
و *عمر الدقير*
و *يحيى حسين* من حزب البعث السوداني .. المنشق من البعث االعربي الاصيل

لعب وداعة دور الوسيط في ترتيب الاجتماع الذي عقد ظهرا بمنزل المهدي

*ضيف غير مرغوب*
كان قوش قد اتصل بالبشير في إطار خطة التضليل ليخبره أنه سيجتمع بالمهدي و قادة المعارضة لإقناعهم بالانسحاب من أمام القيادة العامة و إلا سيتم إكراههم على ذلك .. و  طلب منه الرئيس -الذي بدا غير واثق من رجاله خاصة قوش نفسه- ألا يذهب وحيدا .. و أن يذهب معه الفريق بن عوف

في الميعاد المحدد كان بن عوف مشغولا باجتماع آخر .. فحاول قوش استغلال الفرصة ليذهب وحيدا .. إلا أن البشير أمره باصطحاب أحمد هارون هذه المرة، حينها أرسل قوش رسالة مقتضبة لوداعة مفادها أن هناك *لغما* للإشارة إلى وجود ضيف غير مرغوب فيه

في الاجتماع كان هارون متشنجا و متشددا .. خاصة بعدما أخبره المهدي بنيته إمامة المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش في صلاة الجمعة .. حيث هدد هارون بأن الاعتصام سيفض بالقوة إن لزم الأمر .. و هنا طمأن قوش المجتمعين بأنه لن يتم فض الاعتصام .. ثم طلب من المعارضة تقديم رؤيتها للحل .. فتحدث المهدي على ضرورة تنحي الرئيس و تكوين مجلس عسكري .. و اعترض هارون على هذه المقترحات .. بينما وعد قوش بنقلها إلى الرئيس

في مراسم الوداع و في زحام التحايا .. همس قوش في أذن وداعة أن اللجنة الأمنية ستجبر الرئيس على التنحي .. لهذا لم يكن خبر الانقلاب مفاجئا لقادة تحالف قوى الحرية و التغيير.

*اجتماع السيارة العسكري*
في يوم الأربعاء 10 أبريل/نيسان عاد وزير الدفاع برفقة رئيس الأركان لزيارة الرئيس في مقر إقامته الملحق بالقيادة العامة للجيش .. و في هذه المرة عرضا عليه بشكل واضح حل التنحي عن السلطة .. فكان هو بدوره أكثر وضوحا و غضبا .. و أخبرهما بأنه لن يتنحى و *أن الشرع أباح له قتل ثلث الشعب من أجل سلامة الثلثين*

بل إنه هدد ضيفيه بالإقالة و قال : *الحكاية دي لو ما قدرتو عليها سأكلف الأمن و الدعم السريع بهذه المهمة* و لم يكن بوسع بن عوف و عبد المعروف سوى التفكير في خيارات أخرى .. فقد بات الرئيس خلفهم و الشعب أمامهم و الرصاص بأيديهم

في السيارة العسكرية .. و خوفا من أجهزة الرصد و التنصت عقد الرجلان اجتماعا ثنائيا حاسما حوالي الساعة الثانية ظهرا .. طرحا فيه إكراه الرئيس على التنحي .. و تم الاتفاق .. و كان عبد المعروف أكثر جراءة في طرح الخيار .. عاد الوزير و  رفيقه إلى مكتبيهما

في الخامسة مساء من اليوم نفسه .. كانت اللجنة الأمنية تعقد اجتماعا خصص لطرح خطة فض الاعتصام .. ترأس الاجتماع عوض بن عوف بحضور رئيس هيئة الأركان و مدير جهاز الأمن و مدير الشرطة و قائد الدعم السريع و مدير الاستخبارات العسكرية الفريق مصطفى محمد مصطفى و الفريق أول عمر زين العابدين نيابة عن قائد التصنيع الحربي

قبيل الاجتماع كانت تفاهمات ثنائية قد أبرمت
الأول بين قوش و حميدتي
و الثاني بين قوش و مدير الشرطة
و الثالث بين حميدتي و الفريق أول عبد الفتاح البرهان المفتش العام للجيش
و الرابع بين حميدتي و بن عوف.
و يلاحظ أن أكثر هذه التفاهمات كان طرفها حميدتي .. مما عزز إحساس جميع الجنرالات بأن قوات الدعم السريع ستكون القوة المرجحة في معركة خلافة الرئيس

كما فهم بعضهم أن طموحات حميدتي قد ارتفعت من مجرد مراقبة الأحداث إلى مستوى صناعتها .. كل التفاهمات كانت تفكر في الإطاحة بالبشير .. فقط عامل الثقة كان يفرق بين كبار الجنرالات .. هنا اقترح قوش عزل غرفة الاجتماعات و إخراجها من التغطية الإلكتروني مما يعني استحالة التنصت على الاجتماع أو إرسال أي رسالة من ذات الغرفة إلى الخارج .. و انتهى الاجتماع إلى الاتفاق على الإطاحة بالرئيس

*البحث عن البرهان*
حتى تلك اللحظة لم يكن الفريق أول عبد الفتاح البرهان جزءا من ترتيبات الإطاحة بالرئيس البشير .. حيث لم يكن عضوا في اللجنة الأمنية .. و عند منتصف الليل بعث رئيس هيئة الأركان باللواء محمد عثمان حسين لإحضار البرهان الذي كان استأذن لزيارة منزله

حضر البرهان إلى مكتب رئيس هيئة الأركان حوالي الثانية صباحا من يوم الخميس 11 أبريل/نيسان و تم إخباره بقرار اللجنة الأمنية و طُلب منه قيادة وفد يشمله بجانب مدير الاستخبارات و اللواء محمد عثمان الحسين لإبلاغ الرئيس بالقرار عقب صلاة الصبح.
كما وُجّه بتغيير كتيبة حراس الرئيس المقدر عدد أفرادها بتسعين فردا من غير الحراسة الشخصية .. و تم إنجاز المهمة دون مقاومة تذكر .. و جيء بقوات من الدعم السريع للقيام بمهمة حراسة الرئيس إلى حين

في فجر اليوم نفسه خرج البشير من بيته داخل قيادة الجيش متجها نحو المسجد الصغير و هو يحمل مسبحة صوفية في يده اليمنى .. لم يكن قلقا فقد طمأنه مدير الأمن أنهم سيفضون الاعتصام قبل الشروق .. لمح البرهان برفقة عدد من الضباط يخطون نحوه بسرعة .. أبطأ البشير خطواته .. ظن وقتها أن المفتش العام للجيش يريد التزود بالنصائح قبل خوض المعركة الأخيرة ضد الشعب لكن البرهان كان يحمل أخبارا سيئة.

احتاج البشير بعض الوقت ليستوعب أنه بات رئيسا معزولا بأمر مرؤوسيه في اللجنة الأمنية التي أوكل لها مهمة فض ما يراه شغبا .. لم يتأكد البشير من تلك الحقيقة إلا بعد أن فتح النافذة التي تفصله عن كتائب الحراس .. فوجد أن رجال اليوم ليسوا حراس الأمس .. بعدها دخل في تفاصيل البحث عن أمنه الشخصي .. مفضلا البقاء في ذات المقر الرئاسي

مصدر عسكري مطلع أفاد الجزيرة نت بأن البشير كان قد استشعر المخاطر و اشتم رائحة *خيانة* قبل منتصف الليلة الأخيرة .. فوجه وزير شؤون الرئاسة بإعداد مرسوم بإقالة عوض بن عوف و صلاح قوش و كان يخطط لتحمليهما مسؤولية فض الاعتصام الذي كان يُفترض أن يتم في الرابعة من صباح ذلك اليوم .. و اختار الاستعانة بخدمات صديقه الوفي الفريق عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الأسبق ليكون في مقام النائب الأول الجديد

*خلاف يؤخر إذاعة البيان العسكري*
في الخامسة صباحا كان مذيع نشرة الأخبار في الإذاعة السودانية يتأهب لأداء واجبه الراتب .. و  سمع وقع أقدام ثقيلة داخل الأستوديو .. عسكريون يأمرونه بأن يزف البشرى لشعب السودان عبر الإعلان عن بيان منتظر من القوات المسلحة .. تلك الشفرة كانت تعني للسودانيين أن عهدا جديدا في طريقه إلى التشكل .. لكن البيان تأخر بسبب خلافات القادة الجدد

أعضاء اللجنة الأمنية كانوا يفضلون أن يتلو البيان الأول رئيس هيئة الأركان باعتبار أن وزير الدفاع يشغل منصب النائب الأول للرئيس
كما أن صحيفته الجنائية الدولية لا تخلو من الإدانات
لكن الفريق بن عوف واجه كل رجاءاتهم بعنت شديد و غضب بائن .. كان يدرك منطقهم لكنه يعرف جيدا أنه إن لم يظهر في الصورة فسيصبح ضمن سجناء العهد القديم .. في النهاية تم التوافق على البيان و أن يتلوه الفريق بن عوف مما يعني ترحيل الخلافات إلى يوم آخر

بعدما أذاع بن عوف بيانه أراد أن يضع الجميع أمام الأمر الواقع مستقويا بالجيش .. لاحقا بعد الفراغ من البيان و قبل الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري أدى بن عوف القسم و أصر كذلك على أن يؤدي الفريق كمال عبد المعروف القسم نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي

تلك الخطوة فجرت الخلافات .. موقع الرجل الثاني كان يتنافس عليه كل من قوش و حميدتي ربما كلاهما يعتبره الخطوة قبل الأخيرة للوصول إلى مقعد الرئاسة
هنا اتخذ حميدتي خطوة أشبه بالتمرد فأغلق جميع هواتفه و أعلن عبر الموقع الإلكتروني لقوات الدعم السريع تعاطفه مع الثوار و زهده في عضوية المجلس العسكري.

تلك الخطوة التكتيكية رفعت من مكانته بين الثوار و خلقت أجواء خوف بين جنرالات الجيش
و بعد جهود مضنية قادها اللواء الصادق سيد -الرجل الثالث في قوات الدعم السريع و صهر الفريق بن عوف- تم التواصل مع حميدتي لإعادة ترتيب المشهد و بدأت رئاسة بن عوف تبدو في الغروب مع مغيب شمس اليوم الأول للثورة.

*تجدد الخلافات بين الأقوياء*
شهد يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان تجدد الخلافات بين كبار الجنرالات .. حيث اقتنع الفريق بن عوف بالتنحي عقب موجة الرفض الشعبي لشخصه باعتباره أحد رموز النظام القديم

رفضُ بن عوف وصل إلى عقر داره حيث كان أحد أنجاله متعاطفا مع شباب الثورة و ضغط كثيرا على والده للاستقالة منذ أن كان في منصب الرجل الثاني .. كان خيار بن عوف أن يخلفه على المقعد نائبه كمال عبد المعروف .. لكن كان هناك من يعترض

الذاكرة السودانية كانت تحفظ لعبد المعروف وصفه للمتظاهرين بأنهم *شذاذ الآفاق* كما أن خلافات عميقة بينه وبين حميدتي عادت إلى السطح .. حيث اشترط حميدتي ألا تتبع قوات الدعم السريع لرئيس المجلس العسكري في حالة اختيار عبد المعروف
و في الناحية الأخرى كان البرهان قد حقق طلعة شعبية ناجحة حيث خرج إلى جموع المعتصمين أمام القيادة مطمئنا في يوم الثورة الأول .. إضافة إلى علاقة قديمة و متجددة تجمعه مع الفريق حميدتي مذ كانا معا في سلاح حرس الحدود إلى تنسيقهما مشاركة السودان في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن .. ثم أثناء تقلد البرهان منصب مفتش للجيش .. و هكذا تم التوافق على رئاسته للمجلس الانتقالي رغم أنه الرجل الرابع في هرمية الجيش.

بعد التفاهم مع حميدتي تم عقد اجتماع في الخرطوم بإحدى البنايات التابعة لقوات الدعم السريع .. شارك فيه بن عوف الذي كان وقتها لا يزال رئيسا للمجلس العسكري و ما يزال قوش أيضا مديرا للمخابرات

كان الاجتماع صريحا و حاسما وفقا لمصدر عسكري مطلع .. اتضح للفريقين أن حميدتي أحكم التنسيق مع أكثر من جهة .. و من ثم لا يمكن استبعاده من كعكة السلطة
هنا حسم أمر توليه منصب نائب رئيس المجلس الجديد.
و قبل أن يفرغ القادة الجدد من اجتماعهم كان على الباب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل -المعروف في الجيش بود إبراهيم- الذي قاد محاولة انقلابيه فاشلة ضد البشير عام 2012م.

هدد *ود إبراهيم* بتحريك أنصاره في الجيش للقيام بمحاولة انقلابية تم إعداد بيانها الأول .. و وعده الجنرالات باستيعابه في عضوية المجلس الجديد إذا ما صرف النظر عن استخدام القوة .. بعد انصرافه قلل قوش من قدرات “ود إبراهيم” في القيام بأي انقلاب، و لاحقا تمت إحالة عدد من الضباط الذين يشتبه في تعاطفهم معه إلى التقاعد.

*الأيادي الخارجية*
قبل أسبوعين من تعيينه نائبا أول لرئيس الجمهورية زار بن عوف القاهرة يوم 13 مارس/آذار 2019 برفقة قوش
في تلك الزيارة طرح المصريون سؤالا *عن تماسك و وحدة الجيش أمام الضغوط الشعبية* فكانت إجابة بن عوف *بنعم* بينما كان قوش أكثر صراحة مع المصريين حيث قدم لهم كل السيناريوهات المتوقع حدوثها في ما يشبه نعيا لنظام البشير.

الاتصالات الأخرى مع الإمارات و السعودية أحكم تنسيقها الفريق *طه عثمان* خاصة مع صديقه حميدتي و لم تتمكن الجزيرة نت من الحصول على معلومات إضافية .. إلا أن كثيرا من الروايات المتداولة بعد الانقلاب أكدت أن أبو ظبي و الرياض كانتا في الصورة .. و ربما علمتا بالتحضير للإطاحة بالبشير.

بات البرهان رئيسا للمجلس العسكري بينما خطف حميدتي مقعد الرجل الثاني و تمت ترقيته إلى فريق أول
بينما اعتذر الفريق عبد المعروف عن قبول أي منصب حيثة عرض عليه البقاء في رئاسة هيئة الأركان لكنه رفض بحجة أنه الأقدم في الخدمة من كل أعضاء المجلس العسكري و بذات المنطق تم الضغط على قوش لينسحب من عضوية المجلس الجديد باعتبار أن أقدميته تمثل عائقا

لكن مصادر عزت الإبعاد إلى نصيحة غالية من الفريق طه الحسين المدير الأسبق لمكاتب الرئيس المعزول و المستشار بالديوان الملكي السعودي و  غريم قوش السابق

لاحقا تم قبول استقالة الثلاثي
الفريق عمر زين العابدين
و الفريق بابكر الطيب مدير الشرطة
و الفريق جلال الشيخ الطيب
الذي خلف قوش في إدارة جهاز الأمن حيث اتهمهم الثوار بأنهم من أنصار حزب البشير
فقدمهم البرهان قربانا للتقرب زلفى لتحالف الحرية و التغيير أحد أبرز مكونات الثورة الشعبية

لاحقا استقال مدير الاستخبارات العسكرية الفريق مصطفى محمد مصطفى بعد خلاف حاد مع حميدتي و حسب مصدر مقرب فإن الخلاف تركز حول حجب الفريق مصطفى معلومات تتعلق بمجموعات عسكرية و أسلحة تم ضبطها في الضاحية الشرقية للخرطوم .. عرفت بقضية كتائب الظل و هي مليشيا شبه عسكرية تناصر النظام السابق بجانب معلومات أخرى.

ثلاثة من أبرز الغاضبين سافروا إلى المملكة العربية السعودية بصحبة أسرهم و هم بن عوف و عبد المعروف و عضو المجلس العسكري الأسبق الفريق جلال الشيخ .. بينما تتضارب الأنباء عن مكان قوش .. إلا أن مصادر مطلعة أكدت وجوده في مصر.
أما الفريق عمر زين العابدين فعاد إلى عمله بالتصنيع الحربي، و لزم الفريق مصطفى داره ممتنعا عن الرد على كل الاتصالات الهاتفية و متعللا بظروف صحية.

المصدر : *الجزيرة نت*

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.