الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الشلليات وصراع المناصب داخل المؤتمر السودانى (الجزء الأول)

الشلليات وصراع المناصب داخل المؤتمر السودانى (الجزء الأول)

الشلليات وصراع المناصب داخل المؤتمر السودانى
(الجزء الأول)
بقلم سيف اليزل سعد عمر

كُنت قد وعدت للعودة للكتابة عن الشُّللية داخل حزب المؤتمر السودانى وخطورتها على مستقبل العمل السياسي فى السودان. لكن للأسف إنشغلت بالكثير من المسؤوليات ووقع الفأس فى الرأس بإنقلاب ٢٥ إكتوبر  ليتواصل العمل لتصحيح مسار الثورة السودانية. ولنبدأ هذا الحديث على أجزاء، هذا هو الجزء الأول منه أحاول نشرها كلما سنحت الفرصة لذلك.  وهى محاولة لنقد تجربة ذاتية داخل الحزب والحركة علها تساهم فى إصلاح هذا الحال المائل والذى يدفع الشعب السودانى ثمنه بتضحيات غالية جدا طيلة هذه السنوات.

ربما يعتقد الكثيرون أن حزب المؤتمر السودانى حزب ديمقراطى تحكمه مؤسسات ولوائح وقيم ومبادئ، ولكنه للأسف ليس كذلك. فهو فى الواقع عبارة عن تنظيم تتحكم فيه شُلة من الأشخاص تُسيير الحزب من دافع مصالح شخصية ذاتية تحكمها علاقات أسرية وإرتباطات رأسمالية تجارية. فى هذا المقال النقدي نقدم نماذج لهذه الشلليات والكيفية والوسائل التى تستخدمها فى إدارة الحزب. الهدف من المقال تقديم تجربة نقدية ذاتية بحكم عضويتى فى الحزب ومن المشاركين فى تأسيسه منذ سنوات طويلة. وأعلم أنه قد يضيقُ صدر الكثيريين من عضوية الحزب بسبب أنه نقد مفتوح ومنشور فى الأسافير، ولكنه فى ذات الوقت سيجد الترحيب والقبول من الحريصين على تطوير وتمتين الديمقراطية الداخلية للحزب ونحن على أعتاب مرحلة حرجة بعد سقوط نظام الإنقاذ وتحديات المرحلة الإنتقالية للعبور إلى الحكم الديمقراطى الرشيد. ولكن للأسف لم نعبر ولم نخرج من النفق بسبب صراعات الشللية والتى تتحكم فى إدارة الحزب حسب ما تقتضيه المصالح الشخصية. وما تجربة المؤتمر السودانى داخل قحت فى الإنصراف للإستوزار وتوزيع المناصب ببعيدة عن الأزهان. فقد إهتمت شلة إدارة حزب المؤتمر السودانى فى توزيع المناصب على عضويتها. وكان ذلك همها الشاغل. فتقدم الرئيس السابق للحزب بإستقالته ليكون وزيرا للصناعة. وتقدم الأمين العام للحزب بإستقالته ليكون وزيرا لشؤون الرئاسة وإستقال مسؤول الإعلام ليكون واليا لشمال دارفور وأستقال عضو من المكتب السياسي ليتم تعينه واليا على سنار. وأصبحت إدارة حزب المؤتمر السودانى مكتب للعمل والتوظيف يتلقى السير الذاتية (السيفهات) لملء وظائف سياسية لإدارة مكاتب الوزراء والمستشارين للوزراء والولاة حسب ولائك وقربك من الشُّلة. وعندما تنظر لهذه السيفهات تدى ربك العجب من الإستهتار الذى يتعامل به حزب المؤتمر السودانى فى إدارة شؤون الدولة. فالأغلبية، إن لم يكن جميعهم، لايملكون المؤهلات ولا الخبرة و والتجربة فى إدارة المؤسسات الحكومية. المؤهل الوحيد الذى كانوا يمتلكونه هو الإنتماء للشلة والقبول بمبدأ الشللية فى إدارة الحزب.

الشلللية وعملية إختطاف القرار
حزب المؤتمر السودانى لا تتحكم فيه مؤسساته بل مجموعة من الإشخاص يجتمعون خارج مؤسسات الحزب من مجلس مركزي ومكتب سياسي أو مكاتب فرعيات داخل أو خارج السودان. لذلك تجد أن إدارة الحزب تتحدث دوما عن المؤسسية والديمقراطية لكن فى الواقع فاقد الشيئ لا يعطيه كما هو معروف. التجربة والواقع تقول أنه يتم طبخ وإعداد القرارات فى مطابخ منزلية وإسفيرية تتفق عليها الشلة ثم يتم تمريرها بإغلبية مكنيكية عدد الشلة إن تمت الدعوة للإجتماع. وهو ما عبر عنه أحد الأماجد بقوله ” الأولاد ديل بجيبوا القرارت جاهزة وما بدوك فرصة عشان تناقشها وبجيزوها داخل المكتب السياسي بأغلبيتهم المكنيكية” تقدم هذا الماجد بإستقالته من رئاسته لمكتب العلاقات الخارجية فى ١٨ مايو ٢٠١٨ وعندما تقدم بإستقالته لرئيس الحزب طلب منه الرئيس أن “يخفض رأسه للعاصفة ويخلى الأمور تمش بدون إعتراض”. تم تعيين أمين علاقات خارجيه آخر عمل معنا فى اللجنة التنفيذية للحركة المستقلة بالخارج لسنوات. ولم يتمكن أمين العلاقات الخارجية الجديد عمل أى شيئ فى مجال العمل الخارجى وربما كان السبب ظروف عمله خارج السودان فى مجال حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى كما إنه لم يُبدئ أى إعتراض على قرارت الشُّلة. تم تعيين أمين عام آخر مكانه هذه المرة من الشلة نفسها. ولكى تواصل الشلة تحكمها فى مصير الحزب وتسخيره لمصالحها الذاتية وحشرت مواد جديدة فى النظام الأساسي، وهذا الموضوع سنعود له لاحقا، عينت بموجبه مسؤول علاقات خارجية لجسم سمته الحزب بالخارج.

المسخ المسمى الحزب بالخارج
الجسم المسمى الحزب بالخارج هو عبارة عن شُّلة من الأشخاص أتفقوا على خلق جسم فى الخارج بعد إحساس وهمى جدا أن الحركة المستقلة والتى تم تكوينها بالخارج تعتبر مهدد لوجود الحزب نفسه ومهددة لطموحاتهم المستقبلية فى الإستوزار والتوظيف. وأن تكون هذه الشُّلة هى التى تمثل الحزب بالخارج بأوامر مباشرة من الشُّلة التى تسيطر على الكتب السياسي بالداخل. الحزب بالخارج جسم لايوجد حتى فى النظام الأساسي للحزب عند قيامه فى شقة صغيرة فى القاهرة. أما الشُّلة التى قامت على تكوين مايسمى الحزب بالخارج فغالبيتهم من المغتربين فى دول الخليج والسعودية والتى لا تسمح بممارسة عمل سياسى  للمهاجرين والمغتربين فى أراضيها. وهو ما يفضح نية قيام مايسمى الحزب بالخارج لخدمة حزب المؤتمر السودانى. بل هى مجموعة  او بالأصح شلة إلتقت واتفقت على حماية مصالحها داخل الحزب. قبل تكوين هذا الجسم إتصل على أحد الأشخاص من تلك الشُّلة ويقيم فى المملكة العربية السعودية عن طريق الماجد أحمد الياس والذي يقيم فى شيكاغو وطلب عقد إجتماع على الأسكايب بينا الثلاثة فلديه ما يريد أن يقوله.

إلتقينا بالفعل فى مكالمة على الأسكايب بصفتى من المؤسسين للحركة المستقلة. لم يخف الرجل رغبته فى أن يكون رئيساً للمؤتمر السودانى وأنه يعمل على ذلك بكل جدية. وما خطوة تكوين الحزب بالخارج إلا مقدمة لكى يصبح هو رئيسا لحزب المؤتمر السودانى. بالنسبة لى هذه ثقافة جديدة لم تكن يوما موجودة داخل حزب المؤتمر السودانى. فطيلة تاريخ عملنا السياسي والطوعى والطلابي فى قيادة الإتحادات والروابط أننا لم نكن نسعى لمنصب رئاسة. وأن وصولك لاى منصب يقودك إليه ما تقدمه لعضويتك من عمل يصب فى مصلحة تقوية التنظيم والقيادة الجماعية. وفى لقاء آخر فى العاصمة الإثيوبية قبيل إنطلاقة الثورة السودانية أبدأ الأمين العام للحزب إستغرابه من الجيل الذى سبقه فى الحزب بأنه جيل مثالى يعطى ويقدم بسخاء دون أن ينتظر مكافأة على ذلك مقارنة بجيله الذى يرى ان هذا السلوك نوع من انواع الغباء.  فى ذلك الوقت لا يوجد حديث ولا خطط داخل حزب المؤتمر وكان الموجه العام للحزب هو الدخول فى الحوار الوطنى ألذى أعلنه النظام عن طريق الهبوط الناعم من خلال وجود الحزب داخل نداء السودان. كانت احلام وطموحات الشُّلة مشابهة لطموحات وأحلام حسن طرحة وممتاز وميادة. لا حديث عن بناء حزب او إسقاط نظام.

عند إعتقال عدد كبير من إدارة حزب المؤتمر السودانى فى نوفمبر ٢٠١٦ أعلن عضو الشُّلة من المملكة العربية السعودية عن تعين نفسه رئيساً مكلف للحزب دون أن يكلفه أحد أو مؤسسة داخل الحزب فلم تكن هناك أصلا مؤسسة او تنظيم لإتخاذ ذلك القرار. وعند إعتقال رئيس الحزب ونائبه فى فبراير ٢٠١٨ تم إعلان الأمين العام رئيساً مكلفا للحزب أثناء تواجده فى بريطانيا. مسألة تعين رئيس حزب مكلف بهذه الطريقة هى واحدة من الحالات التى توضح إختطاف قرارات الحزب عن طريق “الشللية السنبلية”. يعقب ذلك توصيف وهمى جدا أن حزب المؤتمر السودانى حزب تحكمه المؤسسات وتسود داخله الديمقراطية وهو فى الحقيقة أبعد من ذلك بكثير. أُعتُقل الرئيس الذى أعلن نفسه رئيسا مكلفا فى صالة المغادرة بالخرطوم وهو فى الطريق لمكان عمله فى السعودية بعد زيارة للسودان لتلقي العزاء فى رحيل والدته عليها رحمة الله. كان ذلك فى يناير ٢٠١٧ وأطلق سراحه فى نهاية فبراير من نفس العام غادر بعدها للسعودية ولزم الصمت لفترة طويلة كرئيس للحزب بالخارج.

نعود للكيفية التى تم بها تكوين الجسم المسمى الحزب بالخارج. الحراك الذي أحدثته الحركة المستقلة فى المهاجر والشتات أزعج إدارة حزب المؤتمر السودانى لإعتقادهم الجازم غير المبرر أن الحركة تهيئ نفسها لتكون بديلا للحزب. وتخوفت من إنضمام عضوية مؤتمر الطلاب المستقلين لعضوية الحركة المستقلة بسبب خلافاتهم مع الحزب. وتخوفت من مقدرات الحركة لدعم الطلاب والحزب نفسه. فالمؤتمر العام الأخير للحزب والذي إنعقد فى قاعة الصداقة بالخرطوم تكفلت به الحركة مادياً. وكانت تمول جزء من تحركات عضوية الحزب لحضور إجتماعات بالخارج والتى من بينها إجتماعات عقدت فى بريطانيا وفرنسا والمانيا. وقد دارت حوارات عديدة بعضها موثق فى خطابات حول نوع العلاقة بين الحركة المستقلة والحزب لكن أصرت إدارة الحزب على التخوف من الحركة المستقلة والمواصلة فى تغبيش هذه العلاقة. وكان آخر ما تقدم به الأمين العام للحزب هو تسليمهم الحركة المستقلة وإخضاعها لدستور وإدارة الحزب بدون أى رؤية.

20-03-2022

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.