الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / نقلة نوعية و تكريس للاصطفاف و الفرز!!

نقلة نوعية و تكريس للاصطفاف و الفرز!!

نقلة نوعية و تكريس للاصطفاف و الفرز!!
الثورة ثورة شعب
و السلطة سلطة شعب
و العسكر للثكنات
و الجنجويد ينحل
السادس و العشرون من فبراير ٢٫٢٢م، يوم النقلة النوعية و ساعة الحقيقة. مواكب الآباء و الأمهات الداعمة للثورة تحت شعار ” كلنا معاكم”، هي جهيزة التي قطعت قول كل خطيب. جاءت مؤكدة لشعارها الذي ساد، بأن الثورة ثورة شعب لا ثورة شباب فقط كما يدعي البعض، و أن الشباب وقودها لكنهم ليس وحدهم. هم اداتها الفاعلة لأنهم الحاضر و كل المستقبل، لكنهم يعملون في إطار تقسيم عمل يقوم على قاعدة من كل حسب طاقته. لذلك شاهدنا هذا الجمال الذي يصيب المرء بهاء السكت، و بدهشة تجعل وصفه عصيا فتضيق العبارة لاتساع المعنى. جاء تقسيم العمل و النضال في رمزية أن الأباء يسيرون و الأبناء يترسون، و في خروج المسنين أصحاب الامراض و مشاكل الشيخوخة في مقدمة الصفوف و بنفس شعارات الشباب، مع ترديد عبارات و شعارات الدعم و المساندة. رأينا امهات الشهداء لهم و لهن المجد و الخلود، و مشت بينهم التنظيمات النوعية كالاتحاد النسائي، و تكرس مشهد عظيم يوضح ماهية التنظيمات القاعدية و تمددها بين جميع اجيال و شرائح المجتمع.
اكدت المواكب حقيقة كثيرا ما حاولت قوى الظلام اخفائها، هي ان الثورة اصبحت فعلا اجتماعيا موحدا، و تقليدا لشعب متماسك يسعى للانعتاق ، و فعل مقاوم لا سبيل الى تبعيضه لدق الاسافين بين شباب الثورة و الاجيال السابقة من آباء و امهات. سقطت  مقولات و ادعاءات و دعاية القوى المضادة للثورة، التي كانت تردد دائماً ان قيادة الاحزاب الثورية المتقدمة في السن تدفع بالشباب الى الموت، و ترفض التسوية مع العصابة الحاكمة و حقن الدماء، لأنها لا تدفع الثمن و لا تشارك في الفعل الثوري سوى بالتعنت و دفع البلاد لمعادلة صفرية. و هذه الدعاية التي تبناها عدد من المثقفين حسني النية و قصيري النظر، سقطت تماما تحت اقدام من اوغلوا في التقدم في السن، و خرجوا شاهرين هتافهم و فكوا الريق هتاف.
أيضا توارت جميع الإدعاءات بأن الثورة مركزية في جوهرها، و رأينا مواكب اقليمية داعمة و مؤكدة مثال لها موكب مدني ، في إشارة ملهمة الى ان نسيج هذه الثورة الاجتماعي عميق الجذور، و أن تمدده ليس مناطقي و لا عمري، بل طبقي و اجتماعي، قوامه جميع شرائح المجتمع في مواجهة سلطة راس المال الطفيلي.
لم يكن عفويا ما رايناه من ادهاش في شارع الستين او في غيره من المناطق، بل فعلا منظما يعكس مدى عظمة هذا الشعب، و يؤكد ان تنظيم الحراك بلغ مرحلة من النضج و التكامل، تسمح بتكوين الجبهة القاعدية الموحدة ذات المركز التنسيقي الفاعل، القادر على قيادة الثورة و التحول الى دولة مدنية خالصة، تؤسس لانتقال و تحول ديمقراطي و سلم وطيد. فالفعل عالي التنظيم الذي نظم التلقائية و أطر الحراك الثوري، جاء مواكبا و ممهدا لاعلان المواثيق المتوقع، و مؤكدا ان لجان المقاومة في اتجاهها لاعلان مشروعها السياسي المتكامل ليست معزولة، و أن قوى المجتمع الحية بجميع اطيافها تدعمها و كلها معها. و في هذا وضوح كامل و يقين كبير بوحدة مصير الشعب و حتمية وحدته و انتصاره.
و لا يصح بالطبع عدم التنويه الى الاضافة النوعية لشعار الثورة ثورة شعب الذي ظهر في مواكب الآباء و الامهات، بالتأكيد على وجوب حل الجنجويد، لان هذا مؤشر على التحول النوعي نحو جذرية المواقف، و تأكيد شعار المرحلة ألا تفاوض و لا شراكة و لا شرعية. فالانتقال من الحديث عن دمج قوات الجنجويد في القوات المسلحة، الى التأكيد على وجوب حل هذه المليشيا، يوضح مدى وضوح الرؤية و وحدة الفكر و الارادة و الرغبة في المواجهة و التغيير الثوري. و مواكبة ذلك لمواكب نوعية، يعكس مدى نصج الشارع السياسي و اهمية دور التجربة التضالية و الخبرة في بلورة الأفكار و الرؤى المعززة للثورة. و المهم هو عدم التراجع عن هذه النقلة المهمة، و الاصرار عليها عند صياغة أي ميثاق سياسي، و اعتبار ان حل و تسريح الجنجويد و كل المليشيات بما فيها الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا لاقتسام الغنائم، أحد الواجبات الحتمية التي لا غنى عنها حتى يتم الانتصار و تأتي سلطة الشعب. و ذلك يستلزم توضيح ان الشعب المنظم و الموحد في اندفاعته و عند لحظته الثورية، قادر على حل هذه المليشيات و غير عاجز عن اجبار القوات المسلحة على القيام بهذا الفعل بعد تغيير قيادتها الحالية المفروضة من قبل راس المال الطفيلي. فالتهويل الراهن و الزعم بأن دولة آل دقلو غير قابلة للتفكيك، يخرج من نفس العقليات التي كانت تنادي بخوض انتخابات ٢٠٢٠ لأن نظام المخلوع البشير و مؤتمره الوطني غير قابل للاسقاط، و هي عقليات انفضح مدى محدودية افقها و قصور مخيلتها السياسية و عقم أدوات تحليلها.
اليوم هو احد أيام الشعب المجيدة، لأنه كرس الفرز، و اكد الاصطفاف الجديد، و ابرز مدى تجذر الفعل الثوري، و اكد شرعية لجان المقاومة، كما اكد توفر الاساس لوحدة القوى القاعدية و جاهزيتها لبناء جبهة التغيير و قيادتها التنسيقية القادرة على قيادة الفعل الثوري المنظم، و اخرس الأصوات الداعية للاستسلام تحت دعاوى حقن الدماء، و مهد الطريق لما بعده من انتصارات قادمة حتماً.
و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!!
٢٧/٢/٢٠٢٢

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.