الأحد , مايو 12 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *التفاصيل الكاملة  ل قصة فصل التلميذ (معتصم) بسبب أسئلة في العقيدة* والدة معتصم : أنا مسلمة و(متصوّفة) ولم أقل أنا ملحدة

*التفاصيل الكاملة  ل قصة فصل التلميذ (معتصم) بسبب أسئلة في العقيدة* والدة معتصم : أنا مسلمة و(متصوّفة) ولم أقل أنا ملحدة

13 يناير، 2022

وزارة التربية بالجزيرة : قرار الفصل غير قانوني

مجمع الفقه : المحكمة الشرعية هي تحدد الإلحاد حتى لو أنكرت وجود الله
ود مدني : محمد الأمين
قضية الطفل (معتصم)  والذي فصل من المدرسة بمدينة ودمدني بولاية الجزيرة؛ بسبب آراء دينية، هي قضية اجتماعية ذات بعد ديني، وتعيد إلی الأذهان قصة الراحل محمود محمد طه ؛ الذي حوكم بقضية مشابهة لقضية الطفل معتصم، ومثل هذه القضايا تفتح أبواب نقاش وردود فعل متباينة..وفي الأيام الماضية تابع رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطفل معتصم أحمد علي، ذي السنوات الست، والذي فصل من المدرسة التي يدرس فيها، وهي أكاديمية (فيچن الإنجليزية) الخاصة، بمدينة ود مدني بسبب نقاش حول العقيدة ، بعد فشل كل محاولات إدارة المدرسة من أجل إقناعه وإثنائه والعدول عن رأيه وأفكاره التي مصدرها والدته حسب ما جاء في خطاب الفصل الصادر عن المؤسسة التعليمية التي يدرس فيها، وماذكرته إدارة المدرسة ، (اليوم التالي) جلست مع كافة الأطراف لمعرفة الحقيقة في هذا التحقيق.
إدارة المدرسة
ذهبت اليوم التالي إلى أكاديمية ومدرسة (فيچن) الإنجليزية، بود مدني، وهي التي يدرس فيها التلميذ (معتصم)، صاحب القصة الشهيرة، وقابلت الأستاذ عبد الرازق علي عبد الرازق مدير المدرسة، وقال: ما أشيع في وسائل التواصل عنا من حديث غير دقيق ، وتغيير للحقيقة، وسائل التواصل تقول إن هنالك طفلاً يسأل عن وجود الله بين الكواكب، ويسأل عن هل يوجد شيطان إذا أكل الشخص باليد اليسار، والمدرسة لم تستطع أن تجاوب على تساؤلات الطفل لأنها غير مؤهلة هذا كلام (الميديا)، ويوضح أستاذ عبد الرازق أن الطفل لم يسأل عن ذلك ولا سؤال واحد.
وأوضح أستاذ عبد الرازق أن الطفل (معتصم) طبيعي جداً وعادي مثل غيره ، وليس له تساؤلات شاذة أبداً . وأوضح بأن ” كل الحصل في يوم من الأيام الأطفال في المدرسة اشتكوا من معتصم وذكروا أنه قال لهم (عادي جداً للشخص أن يأكل بيده اليسار ولا يوجد شيطان يأكل معه)، و( الله لا يحاسب وأن الله غير موجود.)
موضوع بسيط
وأكد عبد الرازق أن ليس هنالك درس في مقرر التربية الإسلامية في مدرسته حول ذلك، وأن الطفل معتصم ذكر هذا الكلام لزملائه من تلقاء نفسه ولم يكن مصدر حديثه المدرسة. ويمضي عبد الرازق في القول: الموضوع بسيط و إلی هنا الأمر طبيعي لأن الأطفال يتساءلون أسئلة بطبيعة حالهم، ويجد من يجاوبهم، ونحن بدورنا عملنا شيء بسيط، أحضرنا له الاخصائية النفسية والاجتماعية وأستاذة التربية الإسلامية من أجل معرفة أصل المشكلة قبل أن تتطور.
أفكار الطفل.
ويقول عبد الرازق : بحثنا عن مصدر المعلومات والتغيير في أفكار معتصم، وقلنا يمكن أن يكون التقطها من الشارع ، وجلسنا مع أستاذة التربية الإسلامية واتضح أن الطفل سليم وعادي جداً، وسئل عن الكلام الذي ذكره، فقال إن والدته هي من قالت بذلك.
وأشار إلى أن الترحيل لم يذهب إلى الطفل مدة يومين لأسباب ما، وبعدها جاءت والدته تشتكي من عدم حضور الترحيل له، وأخبرناها بتساؤل معتصم قبل يومين، حيث ذكر إنك مصدر المعلومة، ونحن نحب أن تصححي للطفل هذه المفاهيم.

ويذهب أستاذ عبد الرازق في القول: أمه ذكرت فعلاً أن ابنها رفض الأكل باليد اليمين، واعترفت فعلاً وقالت: قلت له لا يوجد شيطان، وأقرت بهذه المعلومات أمام جميع من في المدرسة، حسب إفادة أستاذ عبد الرازق، ويضيف: ثم استرسلت في الحديث بأن ابنها كان مسيحياً وأن أباه (لا ديني)، حسب ما صدر منها من قول، وأنها لا تريد ولدها يدخل حصة التربية الإسلامية، ولكن المشرف الأكاديمي أستاذ عمر رفض طلبها، لأن الطفل مسلم بحسب بيانات تسجيله في المدرسة.
ويوضح أستاذ عبد الرازق بأن في المدرسة تلاميذ مسيحيين، لم يحضروا حصة التربية الإسلامية ويتم تقويمهم من الكنيسة، ولا يوجد لدينا طفل مسلم يمتنع عن حصة التربية الإسلامية .
خزعبلات و أوهام
يقول أستاذ عبد الرازق: والدته قالت إن المدرسة غير مؤهلة وتدرس (خزعبلات) وأوهام، وقالت إنها ستسحب ابنها، إلا أن المشرف الأكاديمي رفض طلبها، وقال لها لا يمكنك سحبه لأن هنالك شخص اسمه أستاذ (إبراهيم) جاء به عند التسجيل، وهو الذي ظل يسدد الرسوم، لأنك كنت غير موجودة في السودان ، وأخبرها بأن هذه مسؤولية وأمانة، لن نسمح لك بسحبه مالم يحضر أستاذ إبراهيم وهو الشخص الذي سجله.
قرار الفصل
يقول أستاذ عبد الرازق: حضر على الفور أستاذ إبراهيم ولي أمر الطفل معتصم؛ فلما سمع بالنبأ قال لنا أنتم صبرتم عليه كثيراً كان ينبغي فصله دون تأخير أو تردد، وتم إرجاع الرسوم كاملة لوالدة معتصم. ويضيف عبد الرازق؛ ولحظة هي خارجة عن المدرسة نطقت أمام الجميع لابنها بعبارة (the god is not exist)- أي أن الله غير موجود وكلام كثير.. وقال أنا كنت غير موجود وعرفت التفاصيل من الأساتذة الموجودين والحاضرين المشكلة، وحينها أصدرتُ قرار فصل ليس لأمه، وإنما معنون لأستاذ إبراهيم ولي أمر الطفل، وذكرت في الخطاب حيثيات الفصل بناءً على أشياء مخالفة للعقيدة التي صدرت من أمه بعد التأكد لنا من أنها هي مصدر المعلومات المخالفة التي ذكرها الطفل ، و يمضي في القول: لا يمكن أن نربي طفلاً أمه تغذيه بأفكار وأشياء عكس ما نقول، ونحن ندرِّس تربية إسلامية. ويتساءل أستاذ عبد الرازق؛ كيف لنا أن ندرسه ؟هذا تناقض..!ويقول: هذا تناقض وهذا الطفل نفسياً سوف يعاني – على حد تعبيره.
ويقول: سلمنا ولي الأمر قرار الفصل وطالبناه بإخطار أمه ، لكن عملياً هو مفصول لأن أمه سحبته قبل قرار الفصل، واتخذنا القرار خوفاً من تضرر بقية الأطفال من مثل هذه الأفكار.
اعملي حسابك
استمعت إلی إفادة معلمة التربية الإسلامية أستاذة مرام معاوية أحمد، وكانت إفادتها متطابقة تماماً مع مدير المدرسة أستاذ عبد الرازق، وهي التي شهدت الواقعة أثناء حصتها، وأضافت : معتصم كان متجاوباً وعادياً جداً، ولم يحدث لي في يوم من الأيام بأن ذكرت كلاماً عن الأكل باليمين أو باليسار؛ لأن مثل هذا الحديث لم يستطع الأطفال الصغار استيعابه.
وتضيف أستاذة (مرام) ثاني يوم من الحادثة جاء إليّ معتصم مسرعاً ومد إلي أصبعه، وقال لي : (أعملي حسابك) وغير ملامح وجهه، فاستغربت من تصرفه. وتمضي مرام : أخبرت أمه بما بدر منه، وأضافت عرضناه على الاخصائية النفسية والاجتماعية.
والدة معتصم تروي التفاصيل
استمعت إلی ميسون محمد مساعد – والدة معتصم – حيث قالت: أنا كنت خارج السودان ونزلت في السودان قبل عشرين يوماً من حادثة ابني معتصم، وبداية القصة أن ترحيل المدرسة غاب عن ابني معتصم مدة يومين لم يأت، فأخذت ابني (معتصم) وذهبت المدرسة لمعرفة سر غياب الترحيل عنه، علماً بأنني مسددة كل الرسوم، فاستقبلتني أسرة المدرسة استقبالاً باهتاً ومعه شكاوى، وتضيف ميسون: قلت لهم إنني أتيت لكي أعرف سبب غياب الترحيل، ثم فاجأوني بأن ابني معتصم عمل أشياء (كارثية) ! -على حد تعبيرها – وقالوا لي كنا نود أن نستدعيك بسبب سلوك بدر من معتصم، وتقول :(زعلت شديد) وقلت لهم هل الصحيح إيقاف الترحيل عنه أم تتصلوا بي وتخطروا ولي الأمر في نفس الوقت ؟ وزادت: هم قالوا لي نحن لا نتحدث معك حتی يأتي إلينا ولي أمر الطفل الذي سجله، وحينها غضبت وقلت لهم؛ أنا والدته ورقم هاتفي موجود في ورق التسجيل، فلا يوجد مبرر لرفض الحديث معي.
معتصم سأل سؤالين
وتواصل ميسون في سرد القصة وتقول : جلست مع أستاذة التربية الإسلامية والمشرف الأكاديمي وقالوا لي معتصم في حصة التربية الإسلامية سأل سؤالين، السؤال الأول هل الإنسان لو أكل بيده اليسار سيأكل معه الشيطان؟ والسؤال الثاني هل الله موجود بين الكواكب ؟ وأنا ببساطة وحسن نية قلت لهم من حقه أن يسأل، ثم انفتح علي باب نقاش وجدال ودخلنا في(من حقه وما من حقه إلخ..)، ثم باغتوني باتهام بأن هذه (الأفكار شيطانية) وأنا مصدرها ، وأنا من أمليت عليه، هذا اتهامهم، وتقول ميسون: قلت لهم ابني سألني عما إذا كان الشخص أكل بيده اليسار هل سيأكل معه الشيطان؟ وصفت له الطريقة بحسن نية من أجل أن يأكل ولم أقصد بها أي إساءة لمعتقدات أو عقيدة.
وأوضحت أم معتصم بأنها في البيت وضعت لابنها الشوكة والسكين مثلما كان يأكل من قبل، فقلت لمعتصم كُلْ، رد لي فقال: لا آكل بالشمال لأن الشيطان سيأكل معي، فقلت له بحسن نية مافي شيطان سيأكل معنا، وكان دافعي بألا يمتنع معتصم عن الطعام.

وأوضحت؛ أنا لا أريد أن أدخل في صراع مع المجتمع أصلاً ، ثانياً قلت له كل باليمين لأن اليد اليسار لها استخدامات أخری. وتضيف: قلت له أمسك الشوكة والسكين بيديك الاثنتين دون قصد آخر، ولكن المعلمين في المدرسة لفقوا لي تهمة (الأفكار الشيطانية) وغيرها، ولم أكن داخلة في صراع مع المجتمع، ولن أدخل فيه، وتمضي في القول: قلت للأستاذ: لما رأيتم كلاماً متناقضاً من معتصم كان الأولى أن تتصلوا بي وتخطروني بدلاً عن أن توقفوا عنه الترحيل.
وأوضحت أم معتصم بأنها إذا كانت ترغب في قول مثل هذا الكلام كان قالته في بداية العام الدراسي، وقالت: لا أعلم بما يدرس في المدرسة ، وقلت للأساتذة كان يفترض أن تكونوا مؤهلين وتتعاملوا مع الأطفال، ومعتصم ابني لم يقصد بأن يحرض في الأطفال، وأنا قناعاتي مع قناعات البيت والمدرسة والمجتمع ، وما مختلفين عن بعض.
مسلمة ومتصوِّفة
تقول والدة معتصم أنا مسلمة و(متصوّفة) ولم أقل أنا ملحدة، ولست ملحدة ومتصالحة مع كل الأديان، وبالنسبة لي الدين الإسلامي ليس مجرد دين فقط، بل تربيت عليه وهو هويتنا الثقافية التي نربي أطفالنا عليه، وأنا استقريت في السودان لكي يتعلم أطفالي اللغة العربية ويكونوا مع أهلهم..حتى ابني معتصم ذهب إلی ميدان المولد النبوي، وتتساءل: إذا كنت أرفض القيم الإسلامية كيف لي أن أسمح له الذهاب إلى مناسبة دينية وإسلامية مثل المولد النبوي؟.
وتقول ميسون: أنا بتعامل مع عقلية الأطفال من أجل أن يجدوا  إجابة منطقية ، وأشارت بأنها لم تدخل في صراعات مع المجتمع، فالمدرسة والأهل يمرران أشياءهما مع بعض – على حد وصفها-
وأوضحت : أنا لم أصدر لابني أي (أفكار شيطانية)،فقلت للمدرسة إذا رأيتم أفكاره شيطانية أخرجوه من الحصة وصححوه، فأنا لا أرغب في أن يقول ابني أشياء تؤثر على بقية الأطفال، مع أنني أری من حقه أن يتساءل ومن حقه أن يجد إجابة.
وأشارت أم معتصم : ليس هي المرة الأولى التي يسألني فيها أسئلة مثل هذه، وذات مرة قال لي هنالك ملكان أحدهما في الكتف الأيمن يسجل (الحاجات الكويسة)والآخر في الكتف الأيسر يسجل (الحاجات الكعبة)، فقلت له نعم لكن لن تراهم وعندما تكبر ستفهم.
وتختتم أم معتصم حديثها وتؤكد على أنها مسلمة وليست ملحدة، ومتضررة عما أشيع عني. واليوم دخل طفل في البيت على ابني معتصم وضربه (كف)وقال له يا كافر !.
الوزارة توضح
(اليوم التالي) استنطقت وزارة التربية والتعليم بولاية الجزيرة بشأن قضية الطفل وحيثيات قرار الفصل، وتحدث الأستاذ إبراهيم عابدين – مدير التعليم الخاص – داخل الوزارة، قائلا: بالنسبة  للتعليم الخاص نتعامل مع القضية عندما تصلنا شكوی، من ولي الأمر أو أي جهة، وقال تابعنا القضية مثل غيرنا.
أما عن قرار فصل معتصم يقول أستاذ إبراهيم، القرار غير سليم وغير قانوني، إلا إذا ثبت صحة ما قيل عن والدته في ما يتعلق بالعقيدة، لأنه غير مؤاخذ لا في الشرع ولا في القانون.
وأشار إلى أن خطاب الفصل الذي وردنا ليس فيه ذكر سبب متعلق بما قيل، وإنما بسبب حركته الكثيرة، ويمضي في القول: إضافة إلى ذلك والدته سحبته هي بنفسها قبل قرار الفصل، ولها الحق في ذلك.
رأي الدين
الشيخ د. آدم إبراهيم الشين – عضو مجمع الفقه الإسلامي ويقول: أولاً الطفل ليس عليه أي شيء حتى لو قال الله غير موجود أو غيره، وغير مؤاخذ حتى ولو مات في صغره على ذلك نعتبره مسلماً ونصلي عليه لأنه غير مكلف.
أما بالنسبة لأمه يذهب إليها العلماء لمناقشتها بأن في الكون إله وسماء وغيره من مخلوقاته وقدراته، فإذا أقرت بذلك ليس عليها شيء، أما إذا أنكرت كل ما قيل لها، لا يمكن أن يصفها الناس بالإلحاد، لأن مسألة الإلحاد لم أثبتها أنا ولا أنت حتی لو أنكرت وجود الله، فالمحكمة الشرعية هي تحدد، ويضيف : ترفع أوراقها إلی المحكمة حتى يصدر في حقها حكم شرعي، والحكم الشرعي تثبته المحكمة وحدها.
ويشير إبراهيم الشين إلی أن كل من يرميها بهذه الصفة عليه أن يثبتها، وإلا تقام عليه العقوبة.
ويضيف: إذا ثبت إلحادها تناقش بواسطة علماء دين، وفي حالة لم يتم إقناعها وإرجاعها، فتعتبر في هذه الحالة ملحدة. وختم حديثه بقوله تعالى : (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) قوله تعالى (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه).صدق الله العظيم.

اليوم التالي..

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.