الأحد , أبريل 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / أم درمان لن تنكسر!!

أم درمان لن تنكسر!!

أم درمان لن تنكسر!!
اوعك تخاف يامن تموت بالجوع وقدامك ضفاف
الأرض باطنها ظل مطمورة سواك
عطشان وقد نزلت عليك احزان مطيرة مدن سماك
الدنيا أوسع من تضيق
قوم اصحى بل الريق هتاف
كسر حاجز الخوف أصبح سلوكا مستداما، يستمد استمراريته من عمق ثورة شعبنا العظيم التي وحدت وجدانه و أعادت صياغة مصيره و كرست حتمية الإنتصار. لذلك لم يكن غريبا أن يرفع الحراك الجماهيري قفاز التحدي عاليا مجددا في الرابع من يناير ٢٠٢٢م، ردا على الانتهاكات الواسعة و العنف غير المسبوق الذي أدى إلى ارتقاء شهداء امدرمان العظام في المليونية الأخيرة. جاءت رسالة الشوارع واضحة، أن العنف و إنتهاك حرمات البيوت و توسيع دائرة القبض و الضرب المبرح و استخدام الأسلحة المختلفة ابتداءا من الغاز المسيل للدموع و انتهاءا بالرصاص الحي للقتل المباشر، لن يوقف زحف شعبنا نحو القصر لانتزاع حريته من جديد، و بناء دولة انتقاله المدنية للتجسير عبر تحول ديمقراطي يوصله إلى ديمقراطية مستدامة.
جماهير الحراك الثوري لم يوقفها اغلاق وسط المدينة في الخرطوم بالاسلاك الشائكة، و لا الاستخدام المفرط لكل ادوات العنف، من أن تصل مرة أخرى إلى شارع القصر، و تؤكد أن إصرارها سوف يعيدها ظافرة إلى ساحة القصر رمز السلطة من جديد قريباً.
و السلطة الانقلابية في عريها السافر بعد استقالة رئيس وزرائها، لم يعد أمامها ما تتغطى به أو ما يساند مزاعمها حول تصحيح المسار الديمقراطي.
و الاستقالة نفسها لم تمنح الانقلاب غير المبررات الواهية المستجدة، من حيث أنها حملت مسئولية الفشل للانقسام السياسي للمدنيين، و لم يفتح الله على مقدمها بكلمة في إدانة الانقلاب العسكري الذي أسس لكل الازمة، و لا بإعتذار عن شرعنته للانقلاب بإتفاق سياسي انبنى و تاسسس على قرارات الانقلاب، بحيث جعلها الأساس لتصحيح المسار الديمقراطي، و اعطى القوى الانقلابية سلطة الإشراف على مهام الفترة الانتقالية، و لا عن بإعتذار عن رضاه بالتحول إلى سكرتارية تنفيذية للجنة الأمنية للإنقاذ. و بالرغم من كل ذلك يحدثنا البعض عن انجازات رئيس وزراء الانقلاب، التي في مجملها لا تعدو حالة كونها نتائج طبيعية للانصياع لإرادة الدول الاستعمارية، بعد إنكار استلام البرنامج الإسعافي الذي اتفقت عليه قوى الثورة و إلقائه في سلة المهملات. و بالطبع لسنا في معرض جرد للخطايا التي ترقى إلى مستوى الجرائم التي ارتكبها المذكور، و لكنا نكتفي بأنه و حكوماته من عملوا كغطاء مدني لسلطة اللجنة الأمنية، و قيضوا لها فرصة تنفيذ انقلابها الكاشف للانقلاب الأصلي.
عموما استقالة رئيس وزراء الانقلاب كرست اكتمال الفرز، و وضوح خارطة الصراع التناحري بين الشارع الثائر و لجنة الإنقاذ الأمنية الحاكمة عبر الإنقلاب. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الانقلاب سوف يزداد شراسة و يتصرف كسلطة شمولية صريحة، و سوف تكون هناك صعوبة مستقبلاً في الحفاظ على سلمية الحراك، لأن الانقلاب سيحاول دفعه دفعا لمربع العنف المسلح حتى يتمكن من الإنتصار، كذلك يتوقع مزيد من التدخل من المجتمع الدولي لدعم الانقلاب و محاولة استعادة احياء شراكة الدم بأي طريقة، فهو سيستميت في الدفاع عن مصالحه، و ربما يدفع برئيس وزراء الانقلاب للعودة عن استقالته، أو يدفع الانقلابيين في اتجاه إجراء انتخابات مبكرة بعد تعيين حكومة تصريف أعمال.  سيحتدم الصراع أكثر بكل تاكيد، و لن يصمد الخطاب المرائي للانقلاب لفترة طويلة، لأن جميع اوراق التوت سقطت عنه. و على الثوار مواصلة الضغط، و تكريب التنظيم، و استكمال الوثائق الضرورية للتغيير، و عدم الالتفات للشائعات و الصراعات المفتعلة و محاولة تحويل التناقضات الثانوية إلى تناقضات رئيسة و اعطائها اكبر من حجمها.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!!
٤/١/٢٠٢٢
Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.