كيف تُقتحم حرمة المنازل

التاريخ : 30/ 12 / 2021
المكان : الفتيحاب مربع 5 محطة سراج
منزل اللواء ركن متقاعد : جمال الدين الرشيد عبدالرحمن
(1) ما بين الساعة الثالثة و النصف و الرابعة  عصراً و منزلنا يكتظ آنذاك بنسوةٍ حي مربع 5 الفتيحاب في إجتماع نسوىٍ بحت بهدف وضع خطط تكافلية لمجابهة غلاء المعيشة فيما يُسمى (بالجمعية) .
ولكم ان تتخيلوا يقتحم منزلنا عنوة في هذه اللحظة ما كنت اسميهم بحماة الوطن ليدخلوا المنزل بكسر الباب بعد ضربه بالدبشق ثم تارةً اخرى بالركل بالأرجل , و من ثم يقتحم منزلنا ما لا يقل عن سبعة عساكر لنجدهم وسطنا و ( نحن نسوان ماخدات راحتنا في البيت ) , طبعاً اتلاشت الرجولة و النخوة فلم تكن هنالك مراعاةً لحرمة المنزل (حايمين وسطنا زي  أخواتنا ) و يسألوا وين سلم العمارة ؟
الإقتحام التاني لباب المنزل الداخلي للوصول إلي سلم العمارة من أجل الوصول إلي ثلاثة صبيه هم إخوتي الذين لم تتجاوز اعمارهم الثامنة عشر و ذلك  بحجة   انهم     استعملوا الهواتف للتصوير و بحجة انهم فلٌقوا بالحجارة و هذا لم يكن صحيحاً و في شهود على ذلك و اياً ما كان اهو مبرر لإقتحام المنازل من الداخل ! و آخرون يتسلقون العمارة من الخارج ( أين نحن ؟) .
يصل رب الأسرة ويتفاجأ بالحاصل و يسال ( في شنو ؟) و من ثم يجد أبناؤه آخذين بيدهم من السطوح بعد إستلام هواتفهم للزج بهم في غياهب السجون .
تعتريه الدهشة و يكرر ( مالكم عملوا شنو ؟) فكان الرد تعال معانا . ( إحدى النسوى قالت ليهم ده ضابط  زميلكم و سمعتها ليهم ولكن وضعوا اصابعهم في آذانهم و إستكبروا إستكبارا)
ذهب  رب الأسرة معهم حيث كان  كبير الأشاوسة  السيد الضابط الما ضابط . تحدث الأشاوسة  إلي سيدهم فلم يسمع أبي إلا عبارة (( أدوهو حقو ! )) , فإنهالت عليه العصي و السياط في رأسه وجسدهِ .
ما رأيته من فزع أُمي و إخوتي وهم يهرولون نحوه وسط دخاخين البمبان (( كان له ابلغ الأثرفي نفسي فقد أدمى قلبي و ما رأيته من ضرب أبي قتلني بالحياة )) .
الشكر لسكان مربع 5 الذين تسارعوا لإنقاذه و كنت معهم في  وفد المقدمة فكان حظي الصفع على خدي . بحجة ماذا ؟ لأدري   !  و لماذا يضرب أبي لا أدري ! .
ما اغربك يا سودان العزه !!!
أبي الذي لم أنعم بالعيش معه أنا و إخوتي عندما كنا صغاراً بسبب تلبيته لنداء الوطن لسد الثغور آنذاك ما بين حروب الجنوب و النهب المسلح . أجل يأخذ حقهُ من الضرب لأنه لم يلبي نداء الوطن لإظهار فروسيتهِ وسط النساء لقطع مجالسهن وترويعهن و مهاجمة صبيه قصر .
ليس هنالك غرابة فقد نال أيضاً حقهُ عندما أُحيل  والدي للمعاش و هو في قمة عطائه بمناطق العمليات بعد أن قال له النظام السابق أرضاً سلاح , لفارس قدم ما قدم طيلة حياته العملية الحافلة بالبطولات ليعود إلينا بحمد الله و هو في رتبة العميد مكللاً بتاج الفروسيه بعد عشرات السنين يصول ويجول في ميادين القتال فما هو بالفارس الذي يقبع تحت ظلال المكاتب ليتنسم نسيم المكيفات .
أجل يأخذ حقه ولا أقول من بنى جلدته العساكر و لكن أقول من شفاتة عساكر لأن العساكر إتلاشوا و أقول إتلاشوا لانه و بعد مغادرة تلك الأرجل  النجسة  للمنزل فقد وجدنا ما وجدنا من سرقة ( وياللاسف ) .
كل فتاةِ معجبة و فخورة بأبيها و أنا فخورة بأبي و أنا أراه كيف كان يركِز للعصي و السياط الجبانة ببطولة كأنما لا تلامس جسده الطاهر و يعود متورم الرأس و متورم الساعد .
و أقول للسادة الشفاتة العساكر : عصيكم وسياطكم لاتعني لأبي شيئ فهو الفارس الذي حمل روحه على راحتيه و ألقى بها في مهاوى الردى لتنعم أنت أيها الجبان بالإستقرار .
أما آن لكم أن تتعلموا من قياداتكم إن كانت هنالك قاده .

باشمهندس هندسة طبية : فاطمة جمال الدين الرشيد