ليس في الأمر عجب .. يا عسكر السودان بقلم عثمان قسم السيد

مقالي هذا أبداه بأبيات صور فيها الفنان الراحل الكابلي  نبض الشارع في انتفاضة مارس /أبريل اقتطف منها :

لا  لمن يوصد في الظلماء للأحرار  باب
لا لمن   يشهر  للحرية   العذراء     ناب
لا لمن يبذر  بين  الناس   حقدا  واحتراب
لا ,  لا     للتعصب   والتفاخر   والسباب
لا ,  لا   للتحزب   لا, لا   لإذلال  الرقاب
ليست   الثورة   تهليلا   وتطبيلا     لفرد
ليست  الثورة     تدعيما   وتكريسا    لقيد

إنما  الثورة   أيد   فوق  أيد  فوق  أيد
إنما الثورة  جهد  بعد  جهد  بعد  جهد
لقلاع   الجهل   للفقر    للداء    الألد
لشرور النفس والحقد  وجور المستبد

نعم ليس في أمر الشعب السوداني البطل من عجب وهو الذي فجر ثورة ديسمبر المجيدة و ثورة أكتوبر المجيدة وهو الذي  فجر انتفاضة مارس /أبريل الخالدة يمكنه وبكل جدارة أن يفجر ثورته الرابعة ضد حكم العسكر  …ضد الظلم والقهر والجوع والفقر والبطش خصوصا بعد أن اكتملت الظروف الذاتية  والموضوعية .. وأصبح مسرح الشارع جاهز.  نعم ليس في الأمر عجب !!!

خصوصا الصدور بدأت تغلي كالمراجل, والأبصار شاخصة الى فجر النور , والنفوس تواقة الى الإنعتاق , نعم ليس في الأمر عجب إذا كان الفعل هو فعل هذا الشعب الذي أطاح بديكتاتورية البشير في ثورة التحمت فيها  جميع قوى الشعب مع الجيش في صف وطني غير مشهود  ليسقطوا حكم ديكتاتور فاسد . نعم ليس في الأمر من عجب حتى لو كان الشعب يسقط الأنظمة الاستبدادية ليس بالسلاح المعروف…لكنه من أقوى الأسلحة ..سلاح تهابه كل جبار …كل متسلط…إنه سلاح العصيان المدني والمظاهرات .  أي نعم ..إنه سلاح الشعب الذي أراد حريته وكرامته وإنسانيته …هذا الشعب الأعزل الذي أوقع  أعتي الحكومات البوليسية المدججة بأفتك الأسلحة …هذا الشعب الذي أعطى دروسا مجانية للحكام المستبدين أولا , وللعالم كله كيف
يكون النضال ضد المستبدين.

هذه الثورة المباركة ألتي إقتلعت نظاما ديكتاتوريا جثم فى صدر الوطن ثلاثون عاما ونيف.. قدمت فيها ارتالا من الشهداء والجرحى….

ثورة أبهرت العالم بسلميتها منذ بداياتها رغم العنف المفرط والممنهج ضد الأبرياء فلم يسلم منها طفلا ولا شيخا كاهلا ولا طالبا ولا فتيات طاهرات…
السودان مر بفترات عصيبة منذ نجاح الثورة بإسقاط نظام المخلوع البشير وتسلم السلطة خلفه فى منظومته الأمنية الجنرال البرهان ومعه “حمايتي  ” محمد حمدان دقلو  كما يدعوه المخلوع البشير إضافة إلى الانهيار الغير مسبوق للعملة السودانية والإقتصاد بصفة عامة متأثرا بالأوضاع السياسية بالبلاد…

عندما تولى الدكتور عبدالله حمدوك رئاسة أول مجلس للوزراء فى الفترة الإنتقالية نبهت مرارا وتكرارا من مغبة إغفال تحقيق شعارات الثورة من سلام وحرية وعدالة وتكريس عمل الحكومة فى إعادة الأمور إلى نصابها ولملمة جراحات الوطن والتكريس إلى حل الأزمة الإقتصادية والسياسية بالبلاد ولكن رغم ماقدموه سواء إيجابي أو سلبي فأجد أنهم قد اوفوا فيما أوكلوا إليهم من مهام جسام فى ظل حدوث أزمات مفتعلة هنا وهناك… أو بما يسمى بسياسة شد الأطراف..

وسياسة “شد الأطراف”  هى سياسة أستخدمها المندسين وفلول النظام البائد لإضعاف حكومة المركز( حكومة حمدوك) من خلال خلق فتن ونزاعات فى أطراف السودان المختلفة وخلق البلبلة كحراك شرق السودان( إقفال الطريق القومى والميناء) والاقتتال القبلي فى جنوب كردفان والانفلات الأمني بالخرطوم والولايات( القتل الممنهج والسرقات النهارية والليلية وتسعة طويلة).. ووصلوا إلى مبتغاهم عبر انقلاب البرهان وحميدتي على حكومة الفترة الإنتقالية بحجج واهية…

تعاون عسكر السلطة اليوم عسكر البشير البارحة مع فلول النظام البائد واضحة وضوح الشمس إلا لمن فى عينيه رمد!!!
شهدت مقطع فيديو مؤلم ومضحك فى نفس الوقت لأحد الجنود وهو يطلق النار الحى ضد أبناء جلدته ويهتف”” أعداء آلله أعداء الدين أعداء الوطن””

“ما هكذا تولج الإبل ” يا برهان بمنح الأجهزة الأمنية سلطات واسعة للقتل والترهيب والاغتصاب والاعتقال والمذيد من السلطات وأن طال الزمن فمصير أي ديكتاتور هو مزبلة التاريخ.. .

يعتصرني الألم وأنا أشاهد عبر الوسائط كمية الحقد والجبروت الذى ينتاب بعض السودانيين من العسكر من الأجهزة الأمنية والشرطية بإطلاق الأعيرة الحية ضد أبناء جلدتهم وهم بسلميتهم يطالبون بحكما مدنيا يصلح المنظومة العسكرية والأمنية والإقتصادية بالبلاد يعود بمردودته على هؤلاء الجنود من خلال إصلاح الرواتب والتأمينات الصحية والمعيشية ولكن لجهل البعض منهم يتم استغلالهم…

نحن للأسف فى إنتظار مستقبل سياسى حالك شديد السواد تكريسا لحقبة عسكرية أخرى رئيسها البرهان ونائبه حميدتي..

وللقصة بقية

بقلم عثمان قسم السيد

osmanalsaed145@gmail.com