“نفوذ وأستثمارات إمبراطورية حميدتي وقوات الدعم السريع/ الشركات والأصول” بقلم عثمان قسم السيد

كشف تقرير غاية فى الأهمية لمنظمة غلوبال ويتنس الأميركية الاستقصائية المكافحة للفساد حول العالم غير الحكومية أطلعت عليه على وجود أدلة  جديدة دامغة أكدت فيه كيف استولى أقوى قائد عسكري في السودان على مساحة كبيرة من سوق الذهب في البلاد ، وسيطر على شبكة من الشركات الواجهة.

تُظهر الوثائق السرية المسربة كيف أن  ميليشيا حميدتي التابعة لقوات الدعم السريع اشترت أسطولاً من ما يقرب من ألف شاحنة بيك آب تويوتا – تم تحويلها بسهولة إلى شاحنات نقل عالية السرعة مزودة بمدافع رشاشة – تُستخدم لقمع الانتفاضات الشعبية في جميع أنحاء البلاد لأكثر من عقد من الزمان.

التقرير كشف عن كيفية إستخدام أقوى قائد عسكري في السودان -محمد حميدتي حمدان دقلو – وميليشيا قوات الدعم السريع التي يسيطر عليها ، على شركات ومصارف مقرها في السودان. والإمارات.

كشفت الوثائق السرية التي حصلت عليها المنظمة غير الحكوميه أيضًا عن شراء أسطول يضم أكثر من 900 من طرازات تويوتا هيلوكس ولاند كروزر ، وهي طرازات تحولها مليشيات الدعم السريع  إلى مركبات عسكرية رباعية الدفع مزودة بمدافع رشاشة.

التقرير الذى اطلعت عليه وباللغة الإنجليزية كشف بأن الآليات العسكرية ألتي أستخدمت فى قمع التظاهرات السلمية وفى فض إعتصام القيادة العامة فى صبيحة الثالث من يونيو العام 2019 هى سيارات تويوتا لاندكروزر وهايلوكس مستوردة عبر الإمارات.
هذا فقط جانب الأول من التقرير الذى يؤكد بما لايدع مجال للشك عن دور الإمارات و مليشيات حميدتي بقمع ووأد الثورة الشعبية والسيطرة الكاملة على الحكم فى السودان..

الجانب الآخر المظلم للتقرير هو السيطرة على الذهب السودانى  وقد كشف عت كيفية دعن شبكات  متطورة من الشركات الواجهة المتمركزة في السودان والإمارات قوات الدعم السريع. والمستندات  توضح كيف تلقت شبكة مراسلون بلا حدود 11 مليون دولار أمريكي في شكل مدفوعات من Tradive General Trading ، والتي يبدو أنها شركة واجهة لقوات الدعم السريع مقرها في الإمارات العربية المتحدة ، إلى حساب يبدو أنه لصالح هذه القوات  في بنك أبو ظبي الوطني ، ومقره في الإمارات العربية المتحدة.

ويظهر كيف استولى حميدتي فعليًا على جزء كبير من سوق الذهب بأكمله في السودان ، بفضل صلاته الوثيقة( بـ Al Gunade )، وهي مجموعة كبيرة نشطة في تجارة الذهب والبناء ، والتي يملكها ويسيطر عليها حميدتي وعائلته.

أيضا مستندات تم كشفها عبر صفحة البعشوم بالفيسبوك وهى مستندات حقيقية غير مزورة عن سجلات معاملات مصرفية ، ووصفتها بأنها مسربة من “الشركات الداعمة” التابعة لقوات الدعم السريع. يبدو أن المستندات المسربة ، جنبًا إلى جنب مع السجلات الرسمية للشركات والنسخ المؤرشفة من مواقع الشركة على الإنترنت ، تُظهر أن شركتين من واجهة RSF ، وهما GSK – شركة تكنولوجيا وأمن صغيرة مقرها في السودان – وشركة Tradive General Trading LLC ، ومقرها في الإمارات العربية المتحدة ، تخضعان للرقابة على يد أحد أشقاء حميدتي الأصغر. (لا ترتبط GSK بأي حال من الأحوال بشركة GlaxoSmithKline ، شركة الأدوية متعددة الجنسيات).

يبدو أن وثائق البنك المسربة تظهر أن قوات الدعم السريع لديها حساب بأسمها الخاص في بنك أبوظبي الوطني (الآن جزء من بنك أبوظبي الأول). وهذا دليل على الاستقلال المالي لقوات الدعم السريع.

شركة الجنيد للذهب مملوكة لثلاثة أعضاء من عائلة دقلو: شقيق حميدتي ، عبد الرحيم حمدان دقلو ، وابناء عبد الرحيم الصغيرين ، بينما وفقًا للوثيقة ، فإن حميدتي نفسه عضو في مجلس الإدارة .

كشفت الوثائق أن حميدتي يسيطر على قوة عسكرية قوية ممولة ذاتيًا إلى حد كبير في شكل قوات الدعم السريع ، ومصدر مستقل للثروة الكبيرة. وعلى الرغم من كونه نائب رئيس مجلس السيادة  – إلا أن القوة الاقتصادية والعسكرية لحميدتي تمنحه بشكل فعال وقوات الدعم السريع الإفلات من العقاب والبعد عن السيطرة والرقابة المدنية الديمقراطية الفعالة.

من الأساسي للحكومة المدنية السودانية برئاسة دكتور عبدللله حمدوك  أن تحصل على سيطرة كاملة على الميزانية العامة للدولة وعلى ميزانية على جميع القوات المسلحة.

“الموارد المالية المستقلة تعني ميليشيات مستقلة”.

يجب على حكومة الفترة الإنتقالية فى السودان ممثلة فى وزارة المالية والإقتصاد الوطنى  والدول الأخرى التحرك بسرعة لمنع قوات الدعم السريع وشركاتها الأمامية من كسب المزيد من الإيرادات – سواء من الذهب ، أو توفير المرتزقة ، أو التحويلات من الدول المتدخلة.

“ويجب على الشركات والبنوك أيضًا ممارسة العناية الواجبة والكافية  لمنع انتهاكات حقوق الإنسان: يجب أن تدق أجراس الإنذار الحسابات المصرفية المسماة” قوات الدعم السريع “أو بيع عشرات الشاحنات الصغيرة التي يمكن تحويلها بسرعة إلى” عربات النقل “المسلحة. ”

على العموم الأيام حبلى بكل جديد ونستكمل فيما بعد سلسلة الفضائح ألتي كشفتها المنظمة غير الحكوميه فيما يخص مسألة تهريب الذهب السودانى عبر طرق غير مشروعة وملتوية وغير رسمية ..

وللقصة بقية

عثمان قسم السيد السيد
osmanalsaed145@gmail.com