السبت , مايو 11 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *الكابلي ظاهرة فنية لن تتكرر!!!!*

*الكابلي ظاهرة فنية لن تتكرر!!!!*

كتب بروف الفاتح امين

*الكابلي ظاهرة فنية لن تتكرر!!!!*

…في مطلع عام  1960 استمع جميع السودانيين لأميز صوت  ظهر في تأريخ الاغنية السودانية صوتا كان عميقا مريحا فخما حد الثريا  إنه الفنان الأسطورة عبد الكريم الكابلي..

ولد في مدينة بورتسودان ولاية البحر الأحمر في عام 1932، والده عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن وتزوج بمدينة القلابات من صفية ابنة الشريف أحمد محمد نور زروق من الاشراف.

نشأ وشبَّ في مرتع صباه ما بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة خصوصا منطقة أبوقوتة وكسلا.

…هكذا كانت نشأة الفنان المبدع الكابلي  وهذا التنقل في مناطق السودان المختلفة كانت من مكونات الأرث الثقافي التي يتميز به الكابلي فصقله بالمعرفة والاطلاع وهو الباحث والمنقب في التراث ليؤكد ان التراث به درر مكنونة  اشعار تراثية صعبة الشرح تغوص في العامية والتراث الشعبي حيث  يخيل للقارئ انه صعب ان القراءة في مفرداته كماوردت  فمابال الملحن!! ولكن يتفاجأ بان عبقرية التلحين عند الكابلي (تستنطق الصخر العصيا)

حين غنا لسناء بنت المك(كللي ياسحب تيجان الربا)  ويدهشك تحدي الكابلي مع المفردة حين يراهن ان لا صعب عليه في التلحين  فتنساق اليه قصيدة يزيد بن معاوية بكل طواعية ليبدع في تلحين (امطرت لؤلؤا من نرجس).

ثم ابهر العالم باغنيات لشعراء اماجد امثال مولانا تاج السر الحسن ليغني له (اسيا وافريقيا) وصديق مدثر ليشدو (بضنين الوعد) وشعراء كثر منهم عبدالوهاب هلاوي والتجاني حاج موسى .

ولكن للباحث في حياة المبدع الكابلي لايجد غرابة في هذه الثقافة وحبه للغة العربية الذي نبع من دراسته الأولية في الخلاوي  فكان ذا حنحرة بلاتينة تطوع المفردة واللحن فينساب ليملأ الفضاء الرحب ويعانق السماء وهو في غاية الهدوء لتطلع المفردات سليمة ومخارج يحسده  فيها (سيبويه) ان كان حيا،، كما كان  لوظيفته  دورا كبيرا في اكتساب المعرفة والثقافة حيث عمل مفتش اداري في المحاكم  اتاحت له الاختلاط  بعدد من المثقفين امثال مولانا الحسين الحسن الذي تغني له باغنية (صرخة روت دمي)   ولم يقف مبدعنا الاسطورة الكابلي فقد تخطى  حدود السودان ليغني اغاني لفنانيين عرب ليؤكد ان لا أغنية تستعصي عليه  ثم يثاوره الحنين الي نشأته في الخلاوي والنشأة الدينية التي جعلت له لسانا طلقا وملكة شعرية فذة  وكان ينشد الابتهالات  بصوت جهور فخيم  ينصبه ملكا وسلطان زمانه  وادى المديح النبوي  فياخذك الي عالم روحاني يمتد الي غياهب اللاوعي *توقظك منه حلقة شيخ يرجحن يضرب النوبة ضربا فتئن وترن* *في رائعة شاعر السودان محمد المهدي المجذوب*

إن شخصية الكابلي الفنانة والمبدعة كان لأبد ان تكون بقدر من الشفافية وحب الاخرين وهو الذي غنى حبك للناس خلاني احبك) كذلك حبه  للوطن فكانت عبقريته في تلحين ملحمة الشريف حسين الهندي معني حقيقي لعبقرية التلحين وتأكيدا على ان الكابلي مشبع بحب هذا الوطن بكل اتجاهاته ، ثم عاش من على البعد معاناة  الشعب إبان حكم البشير وقد كانت  الدعوة لطيفة للثورة  مناشدا الثوار  بالمحافظة علي وطنهم..

فقال.:_

..ليست الثورة تهليلا وتطبيلا لفرد

وليست الثورة تدعيما او تكريسا لقيد

او هتافا ارزقيا

مصلة السيف لكيد

انما الثورة إيد فوق إيد فوق إيد

إنما الثورة جهد بعد جهد بعد جهد

انما الثورة حب  عطاء وتحدي

لقلاع الجهل للفقر للداء  الألد

…..دعواتنا القلبية الصادقة لملك *الكلمة واللحن والأداء* عبدالكريم الكابلي بالشفاء العاجل.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.