القضاة الوطنيون بالسلطة القضائية

بيان رقم (٣):
القضاة الوطنيون بالسلطة القضائية

قال الله تعالى في محكم تنزيله:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً)

وقال تعالى:
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)

وقال تعالى:
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)

إنَّ من أبشع الأفعال التي تنافي الإيمان الصادق جريمة القتل العمد للنفس المؤمنة التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فهي الكبيرة التي لا تُرتَكبُ وقلبُ القاتلِ محشوٌّ بكمال الإيمان وصدقه؛ لأنه في دين الإسلام لا يوجد سبب يبلغ من ضخامته أن يفوق ما بين المسلم والمسلم من رابطة العقيدة وعلاقة الأخَّوة الإيمانية، ومن ثَمّ لا يقتل المؤمنُ المؤمنَ أبدًا، اللهم إلا أن يكون ذلك القتل خطأ.

هرع عبدالعزيز فتح الرحمن نائب رئيس القضاء للقصر الجمهوري لحضور مراسيم أداء القسم الزائف لقائدي الإنقلاب العسكري الجنرال عبدالفتاح البرهان ومساعده محمد حمدان دقلو.

لقد تم تعيين عبدالعزيز فتح الرحمن نائباً لرئيس القضاء قبل سقوط المخلوع عمر البشير  في ثورة ديسمبر ٢٠١٨م بعد ان أدى القسم أمامه. ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصورته الكالحة وإنضم بذلك لقوائم العار ليحجز مكانه في مزابل التأريخ.

نحن القضاة الوطنيون نتبرأ من هذا المسخ المشوه الذي لا يمت بأدنى صلة للعدالة واستقلال القضاء ونُذكِّره بالآيات المزلزلة التي أوردناها في صدر هذا البيان ليتحمِّل كِفلاً عن كل قَطرة دمٍ مسفوحٍ في السودان جنباً الى جنب مع الإنقلابيين القَتلة.

لقد هرع لسيده القاتل في قصره الجمهوري دون ان يتدبر عواقب قتل الأنفس المؤمنة دون وجه حق وهو الذي يدّعّي لنفسه تديناً زائفاً لم يشفع له الولوغ في دماء الأبرياء الذين أرتقوا لمدارج الشهادة ليتحمّل أوزارها حتى لقاء الله في يوم القيامة.

نحن القضاةُ الوطنيون بالسلطة القضائية نتبرأ أمام الله وأمام شهداء شعبنا الأبرار من هذا القاضي الذي شهد القسم الغليظ لقائدي الإنقلاب العسكري اللذين خرقا  الوثيقة الدستورية صبيحة الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م. انه لمن العار الأبدي والمُخجل ان يمثلنا هذا القاضي المتهافت عبدالعزيز فتح الرحمن بتلك الطريقة الخانعة التي لا تليق بأي قاضٍ يسهر على صيانة مباديء إستقلال القضاء كما فعل القضاةُ الأفذاذ الذين حفظ لهم التأريخ الشرف الباذخ.

نؤكدُ لجماهير شعبنا الأبي اننا سنعمل معه  على توطيد اركان العدالة وإستقلال القضاء بعد خروج امثاله الظالمين من سُدّة القضاء وسيعلم الظالمون اي منقلبٍ ينقلبون.

القضاة الوطنيون بالسلطة القضائية
الخرطوم  ١٩ نوفمبر ٢٠٢١م