الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / رعب الانقلابيين سبب عنفهم المفرط!!

رعب الانقلابيين سبب عنفهم المفرط!!

يا بهلوي امسك قوي
اوعك تقع
نكل بمن لا يرعوي
و ارخي السمع
اخد الحذر ثم الحذر من كل شئ
ضلك تحدق في النظر ما تختشي
لو كشكشت ورقة شدر روح و انزوي
خلي المشي يمكن خطر يا بهلوي
و أطلق رصاص على كل شئ
السابع عشر من نوفمبر ٢٠٢١م، و حالة الرعب و الهلع التي تملكت اللجنة الأمنية للإنقاذ، و صلت حد الجنون، و تجسدت عنفا و قمعا مفرطا غير مسبوق. ففي عراكها مع الثوار لمنعهم من فرض ارادتهم على شوارعهم الاثيرة التي خبروا دروبها، بدأت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة بالمواكبة مع الرصاص الحي، لتمنع التجمع في المؤسسة بشارع المعونة حتى ارتقى شهيدان، كذلك مارست عنفا بغيضا في شارع الشهيد عبدالعظيم بأم درمان و تجاه الثوار في مناطق اخرى، و راجت أنباء عن ارتقاء شهيد ثالث  بالعاصمة الوطنية، و في شارع الستين في الخرطوم و بمحطة ٧ في الصحافة. هذا العنف يؤكد حقيقة ماثلة للعيان، هي أن انقلاب اللجنة الأمنية الكاشف لانقلابها الاصلي في ابريل ٢٠١٩م ، يقف في مواجهة شارع استعصى على الترويض، و بلغ من التحدي درجة جعلت القمع المفرط الوسيلة الوحيدة لدى هذا الانقلاب لمواجهته. و هي وسيلة تثبت عجزا سياسياً كاملاً عن تقديم أي خطاب مقنع ناهيك عن مشروع سياسي، كما تثبت عجزا كبيرا عن القدرة حتى على التضليل و كسب أي مساحة في الشارع السياسي. و هذه هزيمة سياسية واضحة، و إعلامية مؤكدة، و فشل أمني ذريع أيضاً.
و لأن الانقلابيين خططوا لارتكاب هذه الجرائم المقصود منها كسر إرادة الجماهير و تخويفها و نزع قفاز التحدي و المبادرة من بين ايديها، استبق الانقلابيون مواكب اليوم بقطع كامل للإتصالات و لم يكتفوا بقطع الانترنت، لاخفاء جرائمهم المزمع ارتكابها من ناحية، و لتغييب اي اعلام عن مواكب التحدي و الصمود الباسلة و حجب معلوماتها عن العالم من ناحية أخرى. فالهدف القديم المتمثل في منع التواصل بين الثوار، ثبت استحالة الوصول إليه.
و لكن غاب عن الانقلابيين  أن الرفض و مواكبه ليست في العاصمة القومية فقط، فهذه مدني مثلا خرجت في طوفان من البشر يؤكد مدى الرفض الشعبي، و سايرتها  بورتسودان و الفاشر و الجنينة و عطبرة و دنقلا و عدد لا يحصى من مدن السودان الأخرى، في مشهد بهي يجسد انتصار الإرادة الشعبية و الاصرار على الانتصار. كذلك فشل القمع المفرط في تحقيق أهدافه في العاصمة القومية أيضاً، بالرغم من أنه أخذ سمة ممارسة قوات الاحتلال. فالجماهير الثائرة استعادت السيطرة على شارع الشهيد عبدالعظيم في أم درمان من قوات الانقلاب، و واصلت مسيراتها في بحري و الخرطوم وفقا لمساراتها، و انتصرت برغم كل العوائق بإسماع صوتها و كسر حالة الطوارئ و تأكيد البسالة و الاصرار و التصميم على بلوغ الأهداف، و على رأسها إسقاط الانقلاب و بناء الدولة المدنية الانتقالية.
و مأثرة جماهير شعبنا في العاصمة القومية اليوم ، هي أنها أكدت بأنها سيدة نفسها و شوارعها، و أن وسيلة الانقلاب الوحيدة المتمثلة في القمع المفرط لن تجده نفعا. و بقراءة هذه الرسالة المرعبة للانقلابيين، الذين حشرتهم الولايات المتحدة الأمريكية و المجتمع الدولي حيث ارادوهم، بحيث أصبح الشعب أمامهم و الطامعون في ثروات شعبنا خلفهم يتهيأون لحلبهم و ابتزازهم، يصبح من الراجح أن يركنوا لتسوية تعيدهم إلى شراكة الدم التي يدعو لها المجتمع الدولي لتحقيق مصالحه، التي يرى أن انقلابا ضعيفا و معزولا لن يحققها، و أن شراكة الدم هي الأنسب لتحقيقها، لأنها تدمج اقتصاد راس المال الطفيلي في راس المال العالمي الذي يريد ادماجه وفقا لشروطه لا لشروط الإنقلاب و من خلفه.
و عموماً، اتجاه التسوية غالب وسط النخب بدفع امريكي لاستعادة وضع الشراكة.  فتحالف قوى الحرية و التغيير مستميت للعودة إلى شراكة الدم برغم خطابه المرائي و المتلون،  و الواضح أن د. حمدوك لا يرفض ذلك، لكنه يريد أن يحمل هذا التحالف المسئولية عن أي شراكة و يعتبرها مفروضة عليه.  العساكر الانقلابيين في ظل وضعهم الحرج الحالي  أيضا غير رافضين للعودة لشراكة الدم، فقط يبحثون عن ضمان لحماية مكتسبات تمكينهم. الشارع وحده هو الذي يشكل عقبة أمام جميع هؤلاء لإصراره على ثورته و استكمال مهامها. لذلك يعمل العسكريون على محاولة كسره عبر القمع المفرط، و يعمل التسوويون على تقسيمه و ضربه عبر اضعاف لجان المقاومة بتكتيكات متعددة، و خلق صراعات عدمية تضعف من وجودها و تأثيرها. و في هذا السياق، تركز احزاب التيار التسووي هجومها على الحزب الشيوعي في وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من هجومها على الإنقلاب، و تسعى سعيا حثيثاً للعب دور حصان طروادة وسط القوى الثورية، لذلك هي اخطر على الثورة من الانقلابيين.
و لهزيمة خطها السياسي، المهام العاجلة الآن كالآتي:
١- صياغة إعلان سياسي جديد ينادي بدولة مدنية خالصة للانتقال و التحول الديمقراطي لا شراكة فيها مع العسكريين.
٢- صياغة وثيقة دستورية جديدة للدولة الانتقالية المدنية تشتمل على نصوص واضحة لإزالة التمكين و إعادة الهيكلة.
٣- توحيد التنظيمات القاعدية على أساس هاتين الوثيقتين، و خلق مركز موحد لها.
انجاز هذه المهام، سوف يعطي القوى الثورية الزخم المطلوب، و يعزز امتلاكها لزمام المبادرة، و يهزم التيار التسووي وسطها، و يمكنها من الاستمرار في حشر الانقلابيين في الزاوية.
يلاحظ أن التسوويين لا يستطيعون المناداة بالشراكة حتى الآن إلا من وراء حجاب، و يجب أن يستمر هذا الوضع، بنشر الوعي و التقدم دوما إلى الامام، فمواكب شعبنا أكدت اليوم بالفعل أن الشعب اقوى و أن الردة مستحيلة.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!
١٧/١١/٢٠٢١
Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.