*💢كلمة الميدان* *خطوة نحو الثورة*

بعد تراجع السيد برهان عن تصريحاته النارية والهروب من المسؤولية وإلقاء كافة اللوم على السلطة التنفيذية، تثار العديد من الأسئلة حول مصير الشراكة، حول دور السيادي وعلاقته بالتنفيذي، وحول بقية مؤسسات مجلس الشراكة للفترة الانتقالية ودور قحت. هزت محاولة الانقلاب أركان السلطة الحالية وكشفت هشاشة وضعف المكون العسكري في مواجهة المشاكل التي يتعرض لها السودان.

إن الشيء الأخطر من الانقلابات هو محاولة تغطية تلك المحاولات ومزاولة الحياة وكأن كل شيء على ما يرام، وهذا الوضع هو الذي يغري بتكرار محاولات الانقلاب والافلات من العقاب، وحتى لا يعيد التأريخ نفسه في شكل مأساة كما يقولون لا بد من الوقوف واتخاذ المواقف الصريحة والواضحة تجاه ما جرى منذ فجر الثلاثاء الماضي، مروراً بالخطب النارية للسيد البرهان ونائبه ومقابلته في قناة الحدث.
أولاً لا بد من تقديم كل من شارك في محاولة الانقلاب الفاشلة من عسكر ومدنيين إلى محاكم عادلة وعلنية حتى نقطع الشك باليقين، وحتى يعرف الشعب حقيقة الأمر وأبعاده وتداعياته.

ثانياً وحتى لا تتكرر المأساة فالسيد البرهان ردد تقريباً نفس الموقف الذي أعلنه عقب مجزرة فض الاعتصام، عدم جدية الجانب المدني وقف التفاوض والشراكة، والعمل من أجل انتخابات مبكرة وتسليم السلطة للحكومة المنتخبة.  يجب الوضوح حول موقف المكون العسكري من مسألة الشراكة وتسليم السلطة للمدنيين، ونحن هنا نشير للفترة الإنتقالية، لقد كان موقف حزبنا واضحاً منذ البداية حول رفض التفاوض مع العسكر إلا حول تسليم السلطة، لكن ارتكبت العديد من الأخطاء التي نتج عنها الوضع الحالي. كيفية الخروج من هذا المأزق تستدعي الوضوح حول ضرورة بناء السلطة المدنية الكاملة كأرضية للحديث، والعمل من أجل الوصول إلى نهاية الفترة الإنتقالية بنجاح، وتنفيذ كافة بنود ميثاق يناير 2019م.

تنادت العديد من القوى السياسية والمدنية حول ضرورة الحوار والوصول بالبلاد إلى بر السلامة، إن الطريق إلى ذلك لن يتم عبر العودة إلى المنصة بل العودة إلى يناير 2019 ومن هناك ننطلق نحو تحقيق وتنفيذ أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة.
________
*_الميدان 3844،، الأحد 26 سبتمبر 2021م_