الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / دبابات صلاح كرار عميد ركن (م) حيدر بابكر المشرف

دبابات صلاح كرار عميد ركن (م) حيدر بابكر المشرف

1-   استمعت بتمعن شديد للحديث المسجل للعميد الركن بحري (م) صلاح محمد احمد كرار. وهو امر لافت, فالرجل يفترض ان يكون متهما هاربا ولكنه بدا من خلال التسجيل مطمئنا ومتابعا وقادرا على التحليل والاستنتاج وتقديم التوصيات والنصائح ولم يؤثر عليه الوضع المزعج الذي يعيشه الآن كرجل مطارد من قبل اجهزة التعقب والمطاردة افتراضا.

هذا ووصف الاخ صلاح كرار حديثه بكونه ابراء للذمة !!!!..

2-   اذن ماذا اراد صلاح كرار ان يقول؟

·       استقرائي للحديث ان الرؤية التي طرحها صلاح كرار ارتكزت على مقدمات تأسيسية تاريخية قبل أن يدلف لتناول  واقع توازن القوة  والصراع بين الدعم السريع والجيش, 

فوفق صلاح كرار يسعى الدعم السريع لامتلاك قدرات قتالية موازية للجيش كالمدرعات والطيران.

وفي حال افشال هذا السعي بواسطة الجيش السوداني (كما حدث وفقا للتسريبات حول فشل صفقة السلاح التركي للدعم السريع) يتغير هدف الدعم السريع وفقا لصلاح كرار  لتفكيك سلاح المدرعات في الجيش السوداني. ويكون ذلك.بتواطؤ من المكون المدني. وهو الامر الذي يعتبره مؤامرة و تمهيد لحل كامل مؤسسة الجيش السوداني بما في ذلك من عواقب كارثية نجح صلاح كرار في تصويرها كنتيجة حتمية لمقدماته التي أراد الترويج لها كنداء موجه لجماهير الشعب السوداني لإنقاذ الجيش من عمل تآمري كبير بمشاركة أطراف عديدة منها القيادة المدنية التنفيذية لثورة ديسمبر المجيدة وعلى راسها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك

·       يقول صلاح كرار ان سلاح المدرعات تاريخيا كان سلاحا لنجاح الانقلابات وافشالها. لكن الجديد هذه المرة وفق رؤية صلاح كرار وبحسب رواية قائد الانقلاب اللواء ركن (بكراوي) هو الاستهداف لسلاح المدرعات من قبل قوات الدعم السريع بهدف اخراج سلاح المدرعات من العاصمة وربما من الخدمة نهائيا COMBAT INEFFECTIVENESS . وهي مرحله ما قبل حل الجيش السوداني الذي يوصف الان بجيش هزيل هرم بلا اسنان او قبضة قوية كما كان.

·       ولتوثيق معلوماته سرد صلاح كرار تاريخا طويلا عن الانقلابات العسكرية و دور سلاح المدرعات فيها وهو دور يحتاج لتوثيق بدوره, ساقوم بادراج لمحة تأريخية عن سلاح المدرعات في نهاية المقال اذا ما ارد القاريء الاطلاع عليها وقد تمثل حافزا للتوثيق الدقيق.

3-   سأناقش 3 مسائل بصورة عسكرية احترافية. الاولى نقل سلاح المدرعات خارج العاصمة لماذا؟ والثانية تأثير ذلك النقل على فاعلية وجاهزية وقدرات القوات المسلحة. والثالثة ارتباط ذلك النقل خارج العاصمة باحتمال الانقلاب على الدستورمن ناحية, وبالصراع وموازين القوة بين الجيش السوداني والدعم السريع كما يراه صلاح كرار من ناحية اخرى.

4-    يبدو لي ان هوس صلاح كرار بالانقلابات العسكرية جعله ينسى وهو ضابط كفء وباحث في البحوث العسكرية ان المدرعات تستخدم في العمليات الهجومية والدفاعية وتعتمد على قوة الصدمة وكثافة النيران والسرعة وكفاءة الدروع في الهجوم, وتعتمد – كذلك – على كثافة النيران وسرعة المناورة والتنقل في الدفاع و في الهجمات المضادة, وكل ذلك يجعلها عنصرا حاسما واعتبارها قوة المناورة رقم 1 في بعض الجيوش مثل الاردني والباكستاني (قوات المناورة ثلاثة وهي المشاة والدبابات والاستطلاع). كما يمكن للدبابات ان تقوم في حالة الثبات بدور الاسناد الناري في الهجوم والقصف المضاد (كمدفعية) في الدفاع وهذا اسوأ انواع الاستخدام.

5-   ويعلم الاخ صلاح ان الاراضي المفتوحة هي خيار رجل المدرعات حيث يكتسب السرعة والمدى والدخان والمناورة. وان المناطق المغلقة مثل المدن بشوارعها ومبانيها وسكانها هي الجغرافيا الأسوأ لرجال المدرعات.

6-   يبقى السؤال لماذا الحرص على بقاء المدرعات في الخرطوم ونحن نملك الاراضي الشاسعة والمفتوحة وهي الافضل لعمل المدرعات بصورة عسكرية فعالة. هل السبب فقط هو عمل او منع الانقلابات واجهاض مخططات الدعم السريع؟

منع الانقلابات والانقلابات المضادة

* منع الانقلابات له وسائله المختلفة عن ذلك. منع الانقلابات يكون من خلال العقيدة العسكرية المصممة لحماية الدستور والنظام الديمقراطي, ومن خلال مهمة Mission   استراتيجية لا تقبل الشك او تقبل اكثر من تفسير وتفيد معنى واحد ان مهمة القوات المسلحة هي حماية اراضي واجواء وفضاء الدولة ومياهها الاقليمية والاقتصادية مع توفر قوات احتياطية لمقابلة الطواريء مثل عمليات الامن الداخلى والتهريب والجريمة المنظمة والارهاب والحروب السايبرية المضادة.

* اذن لو استطعنا تحديد العقيدة والمهمة والتدريب من واقع هذه العقيدة وهذه المهمة مع توفير مدن عسكرية متكاملة تتوافر فيها الخدمات ومؤسسات ومدارس التدريب والعيش والسكن الكريم. فاذا انجزنا ذلك فسنكون قد هزمنا فكرة الانقلاب الى الابد.

* منع الانقلاب يكون باستصدار قانون ولوائح عسكرية جديدة تشكل مانعا لاي انقلاب ورادعا حاسما لمن يحاول ذلك.

* يحق لنا هنا ان نسائل الاخ صلاح وهل وفرت الدبابات للسودان حماية من الانقلابات والانقلابات المضادة الناجحة والفاشلة؟…

ونسائل الاخ صلاح كرار هل يستمر الشعب السوداني في ان يدفع (دم قلبو حسب تعبيره) لتأهيل وتدريب وتفريخ الانقلابيين للسطو على السلطة بالدبابات المتوافرة داخل الخرطوم؟

* هزيمة مخططات الدعم السريع (يا صلاح) يكون عبر عمليات اعادة البناء والهيكلة للجيش للسوداني كما تطالب القوى السياسية في السودان ويقاوم العسكر باستماتة. ذلك هو الطريق الواضح والمستقيم للخروج بجيش واحد بعد الفوضى التي خلفها الانقلابيون السابقون ممن حكموا البلاد لثلاثة عقود ونشهد وقائع محاكتهم الان جراء ما ارتكبوه من جريمة الانقلاب على الدستور.*

لمحة تأريخية

سلاح المدرعات حديث نسبيا قام على اكتاف الآلاي المدرع والذي كان جزءا يسيرا من حامية الخرطوم حتى ستينات القرن الماضي وكان وقتها يعتمد على عربات مصفحة  Armored wheeled vehicles  بريطانية (صلاح الدين و فرت Saladin and Ferret) وقد تميزت المدرعة صلاح الدين برشاشاتها ومدفعها عيار 76 ملم. اما المدرعة فرت فهي عربة مصفحة للاستطلاع بسبب سرعتها وحجمها الصغير ورشاشها المتوسط.
                       
“في ستينات القرن الماضي شهدت القوات المسلحة طفرة قوية بوصول الدبابات T55 and T54  الروسيتان في صفقة اسميت صفقة مادبو نسبة الى دكتور ادم مادبو وكان وزيرا للدفاع, وفي عهده تم توقيع صفقة الاسلحة الروسية ومن قبلها الاسلحة الالمانية (ج 30) والرشاش MG42  في اواخر حكم الفريق ابراهيم عبود رحمه الله. وشهدت نفس الفترة انشاء سلاح المظلات بعد اعداد وتدريب في بريطانيا لعدد من الضباط وضباط الصف المتميزين”.

ولعل مشاركة الدبابات T55  وسرايا المظلات في انقلاب 25 مايو هو الحدث الابرز والذي شكل الارضية للمقولة القديمة (الانقلاب دبابة ومظله وشويه رجالة)

عميد ركن (م) حيدر بابكر المشرف.
معلم سابق بكلية القادة والاركان السودانية

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.