Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
#الهدف
#الهدف_آراء_حرة
الحلقة المفقودة
بقلم: د. أحمد بابكر
أدهشت ثورة ديسمبر السودانية العالم اجمع، وأكثر من اصابتهم الدهشة، هم صناعها، أي الشعب السوداني الذي قدم أنموذجا تجلت فيه كل قيم الانقلاب الذاتي على ثقافة القهر والتدجين والأنانية، والعنصرية، لتحل محلها الجسارات الأسطورية وقيم الإيثار والتكاتف، والتسامح والاستعداد اللانهائي للتضحية بكل شيء، من أجل الجميع ومن أجل الوطن.
هذه الثورة طرحت شعارات عظيمة وطموحة، وهذا حق وواجب التحقيق.
هذا السقف العالي من الطموحات والذي تجلى في الرغبة لتصحيح الخلل الذي رافق مسيرة التطور الوطني منذ الاستقلال، اصطدم بالمسافة بين الواقع والطموح الذي أحدث هزة كبيرة عند الثوار، خاصة أن غالبيتهم من الشباب الذي لم تتوفر له تجربة سياسية، خاصة فب ظل التجفيف السياسي والمعرفي الذي مارسته الإنقاذ طوال 30 عاماً.
هذه الحلقة المفقودة بين الواقع والطموح، تمثلت في أن الثورة لم تسبقها أو ترافقها عملية توعية وتنوير بطبيعة حركة الثورات، وتحدياتها وكوابحها، وكيفية مواجهتها، والإجابة على كل الأسئلة الأساسية التى تنشأ نتيجة عملية الصراع المستمر منذ 30 عاماً والتى لم ولن تنتهي بتغيير رأس النظام وقياداته من سدة الحكم، وادراك إن كل ذلك جزء من الثورة، وليس طارئا عليها.
الحلقة المفقودة هي في عدم إدراك أن حتى طبيعة التغيير ومداه وعمقه يختلف بين الأطراف السياسية، وان الصراع حول هذه الرؤى هو جزء من الثورة وداخل اطارها وليس خارجها.
الحلقة المفقودة هي في إدراك إن الثورة ليست أفعال مدهشة وجميلة، بل فيها كل شيء..
الحلقة المفقودة كانت في عدم التنوير والتوعية بماهية المرحلة الانتقالية، وصعوباتها وانها مرحلة بطبيعتها مضطربة وغالبا تكون قاسية جداً.
وهي ليست مرحلة احتفالية ومرحلة مكاسب، بل هي مرحلة صعبة لأنها ولادة جديد من قديم والتخلص منه.
الحلقة المفقودة يمكن أن يتم ايجادها الآن بممارسة التنوير والتوعية بكل ما طرحناه أعلاه وما لم نطرحه.
هذه القتامة والشلل الذي خلقته الحلقة المفقودة هو الذى يعطي أعداء الثورة الفرصة في أن يهدم الثوار ثورتهم بيدهم، وهم يظنون انهم يحسنون صنعا.
الآن على القوى السياسية والمنظومات الفكرية أن تملأ فراغ الحلقة المفقودة حتى تستقيم سلسلة الفعل الثوري.
