الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية /         مصالحة الإسلاميين   **  مصالحة الأفاعي

        مصالحة الإسلاميين   **  مصالحة الأفاعي

د/ أنور أحمد محمد طه

لقد ادهشني بل أفزعني المقال الذي نادى فيه البروفيسور السيد/ النور حمد بمصالحة الإسلاميين…
اولا:… لا أدري ماذا يعني بالإسلاميين…. وهل هنالك؟؟ اسلامييبن؟؟ دون كافة أهل السودان المسلمين….

هل يعني ويقصد حزب المؤتمر الوطني وشلة نافع وعلى عثمان والبشير وجماعة الإنقاذ؟؟؟؟ وهل الاسلَاميون هم جماعة بعينها جماعة متميزة عن بقية المسلمين… ولم هذه التسمية المتفردة؟

والمسألة ليست ما نص عليه دستور الفترة الانتقالية لسنة 2019…. إنما هي مسألة مبادئ وقيم وأن الثورة اندلعت ضد هذه الجماعة والطريقة التي حكموا بها البلاد وقد اتجهت ارادة الشعب نحو الحرية ولم يهتم بالخبز…. (الجوع ولا الكيزان(
فكيف لهذا الشعب أن يتصالح مع أعداء الأمس… ألا ترى أن هذا تناقضا مهيبا…

لقد كانت سنين حكمهم مسلسل من جرائم القتل والاغتصاب والتعذيب والاختفاء القسري والتعدي على حرمات وخصوصية المساكن وانتهاك اعراض الناس بلا حياء ولا  رجوله وقد كانت الحلقة الأخيرة من مسلسل الدم هذا… هو مجزرة القيادة تلك الجريمة التي اهتز لها ضمير العالم أجمع حيث اغتيل الثوار بنوع من البربرية والوحشية لا مثيل لهما….

هؤلاء الجماعة الذين يقصدهم لا علاقة لهم بالإسلام و لا اي دين ولا أخلاق ولا إنسانية ولا مثل ولا قيم  …. حيث أذاقوا الشعب صنوفا وألوانا من العذاب والهوان…والاستعباد….

أن مصالحة ما يسمى بالإسلاميين يعني إخراج الأفاعي من جحورها لمزيد من الفتن والكذب والتضليل والدماء (حبيسا / سجينا)… و يتباهون بأنهم اغتالوا ثمانية وعشرون ضابطا في يوم واحد!!!

ثانيا : يبدو أن السيد النور يجهل تركيبة وعقلية هؤلاء الجماعة فهم لا يؤمنون اطلاقا بالتعايش السلمي ولا بالرأي الآخر ولا بالحرية ولا الديمقراطية كأسلوب حياة ففكرهم السلفي يقوم على الاستبداد والاستعلاء والتمكين وملك اليمين!… فالديمقراطية والحرية بيئة ومناخ غير لا يستطيعون التنفس الطبيعي فيه….

ثالثا: لماذا التصالح مع هؤلاء الذين أسماهم بـ الإسلاميين… هل
لتفادي شرهم أو الخوف منهم… انهم افاعي لا امان لهم يجيدون الغدر والخيانة.. وإن الشعب قد رفضهم وسيظل يرفضهم وستستمر الثورة ضدهم… حتى يتم استئصالهم نهائيا حتى يتعافى المجتمع منهم ومن شرورهم …

لقد حكموا البلاد ثلاثين عاما أذاقوا فيها الشعب صنوفا وألوانا من العذاب والقهر والاستبداد ونأتي في آخر المطاف نتصالح معهم؟؟؟ ما المصلحة أو الفائدة المرجوة من ذلك التصالح…

لقد كانت شعارات الشعب في ثورته ( اي كوز ندوسو دوس ) علما بأن الدوس الحقيقي لم يأت بعد ولا بد أنه  قادم… لقد آن الأوان لهذا الشعب الكريم ان يحاسب المفسدين عبر كل التاريخ وهذه المره لن يفلت ظالم وفاسد من العقاب… لقد افسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات مع المجتمع الدولي…؟ وأصبح السودان منعزلا عن العالم المتقدم الحر…. رئرئيس النظام المعزول لم تطأ أقدامه القارة الأمريكية او الدول الاوروبية ا… قام بزيارة إلى دولة جنوب أفريقيا وولي هربا منها من الأبواب الخلفية تفاديا لتنفيذ أوامر القبض الصادرة في حقه….هذا الرئيس الذي وجدت تحت وسادة نومه ملايين من العملات الأجنبية… هل  هذا رئيس يصلح أن يسمى اسلاميا….

  أن الثورة في هذه المرة تختلف عن سابقاتها من حيث الوعي الجماهيري والنضوج الشعبي حتى وإن كانت لم تكتمل حلقاتها فان الشعب قادر على إكمال كل حلقاتها وحتما سيفرز قيادته الرشيدة …

رابعا: لقد اسمت هذه الجماعة نفسها  بالإسلاميين… فلماذا نجاريهم في غيهم وضلالهم فكأنهم هم الاسلَاميون وما دونهم غير ذلك…

خامسا: نتصالح معهم على ماذا؟؟؟؟ دعونا من هذه الدعوات الجوفاء… ودعوا الوطن ينطلق في آفاق الحرية و الديمقراطية وبناء الدولة المدنية الحديثة التي يحلم بها بعد أن كان ذلك حلما بعيد المنال….

هل نتصالح معهم على الفساد؟ السرقه؟ الظلم؟؟ والقتل والسحل والتعذيب… امام علي كل ذلك؟؟؟
هذه جماعة تجيد التاََمر والدسائس… وانظر إليهم…. في المحاكمات كيف أصبح بعضهم على بعض يتلاومون…. كل كل منهم يتهم الآخر… لا وفاء لهم حتى على بعضهم… انهم
يتنكرون لبعضهم ويخونون بعضهم… ألم ترى وتسمع حتى بخيانتهم لشيخهم ألم تشاهده يحكي ذلك بكل حرقه ومراره…

ان مصالحة هؤلاء جريمه و خيانة لثورة العصر وللوطن والذين ضحوا بارواحهم من أجل الحرية والكرامة وإزالة هذا الطاغوت اللعين.

إن المصالحة مع هؤلاء هو انتصار للزيف واكبر هزيمة للإنسانية وكبرياء وعدالة ثورة ديسمبر المجيدة وانهيار لقيمها ومبادئها ولتلك السلمية التي قوبلت بتلك الوحشية والدموية وتلك البربرية لأناس عزل لاذنب لهم غير المناداة بحقهم في الحرية والسلام والعدالة…

هؤلاء لايعرفون معنى الحرية والسلام… ولاوطن لهم ولادين فهم لا يؤمنون بالوطن ولا بالقومية فهم أباطرة استباديون…. انهم يفوقون سوء الظن العريض… لم يدخلوا بلدا…. إلا خربوها…. وعاثوا فيها فسادا… وتحللا. .. والخاسر في هذا التصالح هو الشعب والتطور الديمقراطي….. وقيادة ذلك التطور إلى الخلف…

والبلاد تدمي اقتصاديا وسياسيا وتتشظي وهم يحاولون العودة للحكم حيث يتآمرون على الشعب الذي أرهقته سنين حكمهم البائس التعيس.. وبكل اسف فالقوي الديمقراطية…. المستنيره تقف موقف المتفرج على الرغم من انهم اغلبية ولكنها اغلبيه مشتتة….

و من المستحيلات ان يعود هؤلاء الي الحكم مرة أخرى لأن النهر لا يعود للوراء وأن الشعب قال كلمته… فليس هنالك من يستطيع ردها…
ان أمامهم خيارا واحدا هو أن يستسلموا لارادة الشعب وحقه في الاختيار والا سيكون مصيرهم أسودا حالك السواد….. . وان الجماهير التي أسقطتهم  قادرة على استئصالهم وسيكون الموقف مختلف تماما في هذه المرة….

يلاحظ كذلك أن القوى الديمقراطية تتحدث في فراغ مفتوح كأنها تخاطب نفسها… حول قضايا الحرية والكرامة الإنسانية…. والاجتماعية.. .. ولكن حاليا الشعب مع هذه الحرية التي مهرها بالدم… فهو يريد أيضا خبرا وامنا… وكأن لسان حاله اليوم يقول… انه لا يستطيع ان يطعم عياله حريه ولاحتى شريعه!!!

ثوار السودان هم أبطال العالم في التظاهر والخروج على الحاكم الظالم وقد أثبتوا ذلك عبر مراحل تاريخية مختلفة وقد أثبتوا ذلك … ضد…دكتاتورية عبود، نميري والبشير…

وبكل أسف فإن هذه الثورة لم تكتمل كل حلقاتها وفصولها كسابقاتها حيث يقف من يؤدون مصالحتهم ضد التيار، ضد مسيرة الشعب القوية والتي لاتهزم فهي محاولات فاشله وليتهم و ليتكم تفهمون ان السلطة كانت معهم لثلاثين عاما فعلوا بها َما فعلوا… وانتزعها منهم الشعب في لحظات فكان يجب أن تنصحهم بالانزواء والتواري خجلا واستحيا بدلا من ما تطالب به وهو المستحيل
..
بقى الآن من ثورة ديسمبر الكبرى هو حلم وطاقة كامنة في عقول ووجدان الشباب والشابات والرجال والاطفال… وما بقى أيضا هو ظهور صوت نسوي قوي يرفض التحكم والدكتاتورية وقهر النساء باي باي شكل من الأشكال… فجميعها احلام وافكار وطاقات لم تستثمر بعد كوسيلة أو وسائل ضغط سياسية واجتماعية واقتصادية وبدون وجود هذه القوى الضاغطة لا يمكن أن تكون مَؤثرا في الحياة السياسية ولن يقيم لك اي اعتبار او وزن ولن تكون شريكا وستظل متفرجا تنتظر من يحكم لترفضه وتتظاهر ضده..

إن الذين تودون المصالحة معهم يرون أن الله هو المشرع وليس الشعب وأن السيادة لله وحده وليس الشعب َوان هذا وسيلة… او أساليب خادعة ومضللة يصلون بها إلى سدة الحكم ثم ينقلبون على فكرهم هذا وتنصب اعمالهم وافعالهم في خانة الدكتاتورية والفساد والظلم ولا علاقة لهم بالديمقراطية وحقوق…….. .. الإنسان…يبدون في ثوب الحمل و سرعان ما ينقلبون إلى ذئاب مسعورة…

الشعب السوداني يرفض هذه الدعوة الانهزامية الغير متسقة مع الواقع و َقراءة التاريخ حيث يضعون الخطوط الحمراء التي تعيق تطور الفكر والاجتهاد فنحن في القرن الحادي والعشرين عصر العلم والمعرفة والفضاء فلابد من الارتقاء إلى قيم إنسانية هذا العصر المضيء في حياة الإنسان… عصر الإبداع… والفنون والجمال…

نحن مع السلام والعدل والإنسانية  …. والمساواة.. وحق الكلام وقبول الاخر….
ولا نقبل العنف والقسوة وإقصاء الآخر ومصادرة الرأي والفكر والمعرفة…
ولكن هؤلاء لا أمل ولا خير فيهم……فقد جربناهم وخبرناهم…فهم افاعي .. . فدعو الافاعي في جحورها وصبوا عليها …

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.