بسم الله الرحمن الرحيم.
قرارات الحكومة بزيادة اسعار الجازولين والبنزين غير دستورية
لا خلاف ان الاوضاع الاقتصادية فى بلادنا تعانى من اختلالات هيكلية موروثة منذ العهد البائد و ربما تعود بعض اسبابها الى عهود سابقة ، هذه الاختلالات تتعلق بالفجوة بين الانتاج و الاستهلاك ، بين الواردات و الصادرات، و تتعلق بالافتقار الى رؤية و طنية استراتيجية فى المجال الاقتصادى، تعتمد التخطيط و ربط عجلة الاقتصاد بالتنمية و التركيز على النشاط الزراعى ، و ايقاف الصرف البذخى و التوسع فى اغراق الاسواق بالسلع الهامشية و الكمالية..
تأتى القرارات الحكومية التى صدرت امس بزيادة اسعار الجازولين و البنزين بنسبة ( 100%) لتؤكد ان الحكومة فاقدة لرشدها تمامآ ، لدرجة انها تتجاهل انها حكومة تم تكليفها بعد ثورة ديسمبر وفق برنامج للفترة الانتقالية ، وهى لا شك تعلم ان هذه الزيادات ستنعكس على الانتاج و المواصلات و على اسعار السلع و الخدمات مما ينذر بانهيار كلى لقدرة المواطنين فى الحصول على الحد الادنى من ضروريات الحياة.. و يأتى الحديث عن خطط للاصلاح الاقتصادى ذر للرماد فى العيون ،، اختلالات الاقتصاد لا يمكن حلها فى عشرين يوما … الدول الجادة طبقت هذه الاصلاحات بالتدريج و على مدى عشرون عاما ،..
اننا فى حزب البعث السودانى نرى ان هذه الحكومة تخلت عن برنامج الفترة الانتقالية الذى ركز على تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين و تقليل حدة الفقر ، و عليه فاننا نرفض هذه الاجراءات الغير مدروسة و ندعو الحكومة للتراجع عنها ، و الالتفات لبدائل واقعية لسد العجز فى الموازنة ، و فى ذات الوقت و فى ظل غياب اهم مؤسسات الدولة المجلس التشريعى، و بعد علمنا ان هذه الاجراءات لم تعرض على المجلسين فاننا نعتبرها قرارات غير شرعية ، لان هذه القرارات تمس جوهر الموازنة و لا يمكن تعديلها الا بتشريع ،..
نؤكد ان كل هذه الفوضى لم تكن لتحدث الا فى وجود محموعة صغيرة اختطفت قرار قوى الحرية و التغيير و انتحلت صفة الممثل الشرعى و الوحيد لقوى الحرية و التغيير، هذه الاوضاع المتدهورة مرشحة للتصاعد خاصة فى ظل الهواجس الامنية و بودار الخلافات الخطيرة بين المجموعة الحاكمة ،
هذه مناسبة لنذكر السيد رئيس الوزراء بوعوده و عهده و قسمه فى توفير الحياة الكريمة لشعب السودان عندما جاء محمولا على امال الثورة وبترشيح من قوى الحرية و التغيير ، و نذكر بقية المسؤلين فى مجلس سيادة والوزراء انكم تسيرون على ذات الطريق التى سار فيها نظام البشير ، بصورة اسرع و بعين قوية ، نقول لكم ان تعبتم فترجلوا ، فالشعب لن يقبل هذه القرارات الجائرة و الخاطئة ، وهذه دعوة للشعب بكل فئاته لمقاومة هذه القرارات المرتجلة ، و لتذهب هذه الحكومة غير مأسوف عليها ، ..
المكتب السياسى
الخرطوم
10 يونيو 2021م