الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / لا يحمل الحقدَ من تعلو به الرُّتَبُ

لا يحمل الحقدَ من تعلو به الرُّتَبُ

****

شاء الله أن يبتلي نفر منا بأمانة ثَقُلت على السموات والأرض والجبال، وهي عضوية لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو بالتعليم العالي ومؤسساته، ولا يظن أحدٌ أن في هذا الاختيار مَغْنمًا، بل هو الغرم الذي يخزي صاحبه يوم يغيب في لحده، وهذا هو نهجي في العمل بهذا التكليف، وهو عهد قطعته على النفس الأمارة بالسوء، وأعاهد به كل يرتعدون من وجودي في تلك اللجنة الخطرة، وما كتبت هذا إلا لأن بعض الألسنة في جامعة بحري زعمت أنني ساستغل وجودي في اللجنة لنفث أحقادي على الذين بيني وبينهم خصومة بلغت محاكم المعلوماتية! وليطمئن هؤلاء الخصوم لجانبي، فلست ممن يحيدون عن قول عنترة بن شداد :

لا يحملُ الحقدَ من تعلو به الرُّتَبُ
ولا ينالُ العُلَى مَنْ طبعُه الغضبُ

ولا أعني بعلو الرتبة هنا وجودي في لجنة التفكيك، بل أعني شهادة الزملاء الذين يعرفون طبائعي من أن كانوا زملاء دراسة، وليس علو الرتبة هنا منصبًا ولا تكليفًا، ولا تولِّيًا لأمور الناس، ولا شك أن الذين انطلقت ألسنتهم بالقدح في عدالتي من الذين قال فيهم المتنبي :

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءت ظنونُه
وصدَّق ما يعتادُه من توَهُّمِ

فإنهم من الذين جاروا وآذوا غيرهم من منسوبي الجامعة حين كانوا في مناصب إدارية كانت محصورة فيهم قبل الثورة، حتى جعلوها دولةً بينهم وهم أربعة أشخاص أو خمسة حرموا غيرهم من تلك المناصب، ثم جاؤوا يطلبون مناصب أخرى بعد أن أطاحت بهم الثورة الظافرة، غير أني لا أعدهم قدوة لأسلك سلوكهم، ولو كنت كذلك لخضتُ معهم فيما خاضوا فيه من مفاسد في العهد السابق البغيض، لكن نأيي عن الصغائر والمفاسد والمظالم هو الذي أقسمت عليه قبل القسم الرسمي في اللجنة، فإن كان المرجفون يخشون مني انتقامًا جائرًا، لما بيني وبينهم من سخائمَ وشحناءَ، فلست والله ممن يتركون مهمة جسيمة كتلك اللجنة لألبي رغبات نفسي التي لا آمنُ حَيْفَها وجَورَها، واللجنة نفسها لن تطول بالعقوبة إلا من أفسد ووجدت بينة على إفساده وطلمه، وأكرر عهدي لكل من بيني وبينه خصومة أن يأمن على نفسه من دَخَني وغِلّي، جاء في كتاب السنة لابن أبي عاصم : عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَتْرُكُ أَهْلَ الضَّغَائِنِ، وَأَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ)، ولقد وضعت هذا الحديث أمامي هاديًا لي في عملي وعاهدتكم على العدل، فإن رايتم مني غير ما عاهدتُ به، فالنصح ثم الإقالة واجبكم حتى تنقذوني من نفسي، وتنقذوا غيري من ظلمها.

وأسأل أن يجنبنا ظلم الأبرياء، وأن يُجرِي على أيدينا العدل

والسلام

د. سعد عبد القادر العاقب سعد

جامعة بحري، كلية اللغات
الإثنين – ٢٨ يونيو ٢٠٢١م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.