قضية الحرية عصية جدا
حسن اسحق
ترتجف في الغالب كل اركان نظام استبدادي سياسي ، عندما تطرح الحرية كمفهوم سياسي واجتماعي وثقافي ، في واقع انظمة مستبدة جدا ،ونظام كالخرطوم هو احد الانظمة المستبدة في المنطقة واحتمال في العالم ايضا ، وعندما اكتب عن الحرية اشير الي الحرية السياسية ، في واقع السودان وحكومته التي تستهدف الاعلام المقروء بالرغم من لها اعلام مسيطر علي كل شيء من راديو وتلفزيون وغيره ، وايضا لها اخطر اعلام علي الارض ، ومؤثر هو الاعلام الديني الذي يخصص المساجد لتكريس التعبية والجهل والتخلف في ذات الوقت ، عبر استدامة التسلط ، وهذا النوع يتبع سياسة عامة ومدروسة ان الخروج علي الحاكم ، يعتبر خروج علي السلطة الالهية ..
ما اضيفه ان استراتيجية الدولة في الحرية الاعلامية يوثق علي نوعية محددة من الصحافة ، هي الصحافة التي تقود الي مايريد النظام الاسلامي ارساله للناس ، اما غير ذلك هو مرفوض جدا ، لا يري النظام ان الصحافة الحرة من اولوياته في كل المراحل السابقة والحاضرة والمستقبلية ، ويعتقد ان اي بروز لاعلام حر هو تهديد لوجوده في الحكم ..
لذا ان الاعلام المنفتح هو اول الخطوط التي يسعي الجميع ان يحققوها في المستقبل العاجل ، انا اري ان اعتقال الصحافيين وتهديدهم بالتحقيق المتكرر في مكاتب جهاز الامن او الامر بايقافهم من الكتابة ، لن يوقف مسيرة الحرية الصحافية اطلاقا ، بل يقودها يوما ما الي مواجهة مباشرة مع الحزب الحاكم ، لان التهديد بات يطال حتي الصحف التي تتبع للحكومة ..
لذا ان الطريق العصي للحرية الصحفية يستطيع فقط الخروج منه ، عندما يصمدوا امام الهجمة الاعلامية الشرسة التي تواجههم ، لان مهنتهم في خطر اكيد ، ولا سبيل الي ذلك الا المواجهة ، وكل الصحفيين سواء يقفون مع الحكومة او يعارضونها ، لانها ببساطة مهددة لهم جميعا ..