Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
حق لهم أن يخشوا ود عكر. كان قبل كل شيء عامل كمينة في الجريف شرق. غذاءه طوال النهار ماءا بالملح للتغلب على الحرارة والعرق. تنقل قبلها وبعدها في عدة أشغال يدوية. انتهى حلاقا آخر أيامه، لم يوقف تعليمه طوال حياته. ينقطع ويعود. أما شغفه للنقاش والتعلم ظل دائما ولم ينقطع وبلا حدود. يناقش بلا سفسطة ويدخل إلى لب القضية بسكين ذهنه الحاد. فهو عامل واع جاد. نادر.
حق لهم ان يخشوا ود عكر. أسس رفقة بنات وشبان في قامة المتاريس لجان المقاومة: درة تجربتنا والجهاز التنفيذي لقوى الثورة، تنظيم الشعب للشعب في سبيل مصالح الشعب. ود عكر من أبطالها الاوائل. ود عكر قائد مبادر. انغماسي.
حق لهم أن يخشوا ود عكر. بقي دون نوم خلال الليالي الخمسة المجيدة من 6 -13 أبريل 2019م. متنقلا كالبندول من متاريس شارع الجامعة حتى مقابر بري شرقا وغربا. من قلة اشتبكت بكل عنف مع كلاب قوش وجذبت بشجاعتها الفائقة جنودا عديدين لكسر التعليمات والوقوف مع الثوار. ود عكر إذن مقاتل له عزائم عظيمة. مناضل.
حق لهم أن يخشوا ود عكر. أصيب في مجزرة 3 يونيو وكاد أن يكون ممن ألقى بهم في بطن النيل. نجى بمعجزة. شج رأسه، وأصيب في قدمه. ابتلع الهزيمة وعاد لشغل النمل بصمت، لملم علاقاته تحت الأرض كغيره من الآلاف، واقتحموا كوبري الجريف يوم 30 يونيو. حق لكباشي أن يخشى ود عكر فقد جعله يتمتم رعبا حتى انقذه خونة ق.ح.ت من المشانق. ود عكر كوميوني تعرض للخيانة.
حق لهم أن يخشوا ود عكر. لم يبتلع طعم الخطابات المزورة لحمدوك. بقي مؤمنا أن المزيد من العمل، المزيد من التنظيم، المزيد من الروح القتالية، المزيد والمزيد من الدفع إلى أمام هو ما يجلب النصر. وأن الخطب وحدها لا تغير شيئا. ظل معاديا للعسكر وشكوكه تجاه حمدوك ثبتت صحتها. المبادئ واضحة، والعدو واضح، وكل من يتستر على العدو، فهو عدو. ود عكر صارم في زمن اللكلكة.
ود عكر ليس من الخبراء. لم يدع يوما أنه من الكفاءات. ملامحه ليست مما يجذب مصوري النجوم. ليس له متابعون على انستغرام. لم يعرض عليه أن يذهب إلى مؤتمر باريس. ربما لو قابلته في الشارع ظهيرة يوم عادي، لن تستطيع ربما أن تتذكر فيه شيئا مميزا. ليس خطابيا، لا أعتقد أنه فنان راب. ود عكر شخص عادي، وعادي جدا. حق لهم أن يخشوا ودعكر. العادي الذي يجترح المستحيل.
نهضت الثورة من أفعال ود عكر وأمثاله. جموع تضرب الثورة في أعماق وجدانها عروقا راسخة لا نهاية لها. ود عكر لا يذهب إلى «الشغل» ثم يغشى «الفعاليات الثورية». ود عكر يعيش الثورة في كل لحظة، في النوم وفي الصحيان، في صحن الطعام، في مكان العمل، في المتاريس، في الحديث اليومي. لم تعد الثورة لفظة مجردة بل اكتسبت الكيان الحي الذي تسكنه. بفضل ود عكر وأمثاله أصبح من الممكن أن تشير بالسبابة : هذه هي الثورة! .
ود عكر موحد بلا فصام.
ود عكر ثورتنا التي يريدون قتلها. دسوا جثته وسط خمسمائة ضحية آخرين. وتركوا حتى تمسح ذكراهم من الأذهان. لولا الهجوم الثوري بواسطة لجان مقاومة الامتداد لظل مصير ود عكر غامضا حتى اليوم. بينما أجهزة الدولة هي أجهزة لإخفاء جرائم الدولة. لجان المقاومة كانت أجهزة العدالة لا المباحث الجنائية. ودعكر علامة على أن العدالة تبدأ بتحطيم أجهزة احترفت طمس العدالة.
لائحة عمل أجهزة العدالة :
الكاكي يقتل،
الإعلام يزور،
الحزبي يتواطأ،
النائب العام يماطل،
الشرطة تدفن الأدلة،
والمحاكم تعطل…
يحق لهم أن يخشوا ود عكر..
