*قصاصات*
عاد الحبيب …
نعم إفترقنا كل سار الى حاله ، كل خبأ قصصه الجميلة في طياته ، وحزم اشواقه ومآسيه في حقيبة الذكريات ، وحملها مثقلة بين ضلوعه وسافر في قطار الذكري بلا رجعة ، بعد عذاب لسنوات تحت الأحضان البهية ولوعة تحوي كل غياب وعودة ، نسترسل في مخيلتنا والقطار يترنح في محطات العدم، يشاقق الدروب ، وتدور في ذاكرتنا اللهفة والغبطة وأنين اللقيا والإنتظارات المقلقة ، وتباشير الظهور الحنينة تلامس رموش عيناي وكأنك حاضرا” حداه الآن ، تحمل باقات الورود لتنثرها وجميع الواقفين يصفقون (عاد الحبيب المنتظر عاد عاد ) ، وملامح البهجة تحتفل بك كما تحتفل اشواقنا بنشوة المشاهدة ، ويتوقف كوكب الأرض عن الدوران ليسعد بتلك اللحظات بنفسجية الرؤى .
وعندما تأتي يصطادني الحياء ، ويطير فؤادي ، اليك ليسد عالم من الفضاء فلا وجود لغيرك ، وتتحسسك أناملي باحثة عن اليقظة ، ومرعوبة من الاحلام ، وتبقيني بعيدة عنك ، فوحشة التقاليد البالية تنحرني ، وعذاب المعتقدات المخيفة تمنعني ، وتتسرب في شراييني لتبقيني مشدوها ، فالمواقيت وتصاريف الأمكنة ، هي المانع والممنوع ؛ ولولاها لأرتميت علي أحضانك وقبلتك أمام الجميع ، ولكن من يصبرنا لتحمل سكون الخصوصية التي تخلقها الفرص ، ويهبها الحظ ، فأجد مبتغاي فيك ، فأرتمي اليك مبتهجا” ، وتحتويني نهما” كرضيع يشتهي الحليب ، وأسرد اليك تفاصيل قلبي ، والمكنون قبل وداعك وبعد لقاءك ، وأناجيك فتستجيبي النداء ، واحكي لك جور الدهر ، وألم الاشتياق ، وأنام كعصفور ، عاد الي غصنه .
فيذكرني قطار المآسي بأني فطمت قبل قليل ، ولا يزال قطاري الحزين يمتطي سحابة النسيان ، برهة الإنطلاق ، والسماء تختفي من الوجود فينة وحسرة ، وانتي درتي التي تعانق الشعور ، تداعب العيون بإشتياق ، أخاطب النساء كي أراك في عيونهن جميعهن أراك .
فأنتي عالمي الذي خرجت منه دون عودة ،، ينام بين شهده أشباه من اطفال ، يعشقون قطف كل وردة ،،
وغدا” نعود كما نود …
Ghalib Tayfour