كالخطى على أسنة الرماح.

كالخطى على أسنة الرماح.
………
لرفاق يهزهم الشوق إلى مدارج الشهداء.
قطرى بن الفجاءة صاحب الدرس القديم في تيمم أوجه النبل سناء من ثنايا الألم وهو يدفق من بين فتحات الأشعة المتسلله نحو نخوة زنزانة تتمايل طربا بمن تحتضن…ولو علموا سعادتها بمن تضم لاعتقلوها بداخله..ولسعد بها.
وعبدالرحمن الداخل رفيق تمرده على الوقائع.. وبينهما أزمنه.. فصلت الأحوال وهي توحد الحال وتجعل من الرفض والتمرد آيات للخلود والنضال والرجال…
ولا تملك الحسناء قلبي كله.. وان شملتها رقة وشباب.. واجري ولا اعطي الهوى فضل مقودي.. واهفو ولا يخفى علي صواب.. صبور ولو لم تبق مني بقية.. قؤول ولو أن السيوف جواب.. وقور وأحداث الزمان تنوشني.. وللموت حولي جيئة وذهاب..
……
لما ترقرقت الدموع.. وتنهنه القلب الصديع.. قالوا الخضوع سياسة.. فليبد منك لهم خضوع.. والذ من طعم الخضوع.. على فمي السم النقيع..
…….
والازمان تبحر وتمخر ملاطمات امواج الدماء..لتربط الحال بالرجال.. هنا تتلاطم الامواج.. وليس ثمة لاطمات للوجوه ولا الخدود..فأرامل الشهداء يعلمن المسير.. مسير الأنفس المتشوقة والارواح المشتاقة.. لا الاجساد الملتاعة.. هي رحلة يحدو قائلها إبلا ضامرة تعج بها بقاع الفجاج الموغلة في الحقيقة الاقرب من نبض الوريد… هو القول القديم ونفس الفعل…هو مراس التمترس حول ليس ثمة بد من الشروق.. أقول لها وقد طارت شعاعا..من الابطال ويحك لن تراعي.. فانك لو سألت بقاء يوم..على الاجل الذي لك لن تطاعي.. فصبرا في مجال الموت صبرا…فما نيل الخلود بمستطاع…
وكيف تطاع ونجيع الكرامة يثج ثجا يطفئ لظى الثارات..؟.
وكيف تطاع والهم هم الجوار.. اذ لا الزاد بطئ عليهم..ولا دون المال في الحوادث باب.. هي أشواق العابرين..وآهات من لا شد له سرج على ظهر سابح.. ولا ضربت له في العراء قباب.. أشواق الذي ذكرها والرماح نواهل منه وبيض الهند يقطرن من دمه..حتى اقترب من تقبيل السيوف التي برقت كطالع ثغرها المتبسم.
………..
والقابضون على الزناد يدركون المتكأ.. ويعلمون فيم تتبسم الافواه عن الثنايا.. حتى تبين كقرص شمس الضحى.. وتبرق..  لتقصم ظهر الدجى بومضات يفرك منها الناظرين عيونهم.. والقابضون على الزناد لا يفرقون بين دوي الرعد المجلجل وهزيمه ودوي المدافع وهزيمها.. فكلاهما يرتج منهما الخافق وهو بين الجوانح ومن هولهما تجهض وتضع كل ذات حمل حملها.. لكنها القضية.. تلك التي وازن بينها المعصوم وبين الشمس في يمينه موضوعة والقمر بيساره معقود فوزنت كفتها على كل ملك الملوك.. وأي قضية أنبل من رفض الظلم ومحاربته واحقاق العدل وفرضه؟؟
…….
هنا…يبرز الفرق بين الفسطاطين…
فسطاط الملك الضليل وهو يسرح بخالدته (اليوم خمر وغد أمر) وبين ناصر أمه وهو يمجد حياته (صبنت الكأس عنا أم عمر.. وكان الكأس مجراه اليمينا.. مشعشعة كأن الحص فيها..إذا ما الماء خالطه سخينا.. وإن غدا وإن اليوم أمر.. وبعد غد بما لا تعلمينا) حتى إذا بلغ مبلغ الفطيم (إذا بلغ الرضيع لنا فطاما.. تخر له الجبابر ساجدينا).. وكيف لا وهو الذي يشرب قومه إذا وردوا الماء صفوا.. ويشرب غيرهم كدرا وطينا؟؟
…….
أولئك أيها السادة من أصلاب وظهور لرجال يعرف قائلهم أنهم من آباء لهم إباء لا يملك جرير ان يأتي بمثلهم إذا جمعته السوح بالانداد في المجامع.. ومنهم سويد الذي هو كليث خادر ثئدت أرض عليه فانتجع… ليكر كرة الفاتحين ويفلق عند إقبال ليس فيه إدبار.
…….
والقابضون على الزناد يعلمون المتكأ.. متكأ لاجناب تضم القضايا فيما تضم عليها وتمسك من خنادق وبيارق وبيادق وبنادق.
……..
أيها المتوسدون قمم آدم أم دبالو.. وسلاطين الجبال… يا حماة مجد علي دينار..وسلاطين الرمال.. ويا حراس منابع النيلين ويا رماة الحدق سدنة كرسي بعانغي القديم..ويا اسود الشرق وبواسل الوسط ويا أحفاد كل الامجاد بكل الارجاء… يا أيها الاشاوس النبلاء.. سددوا الرمي واثبتوا..فليس بعد آخر مدى الضيق الا ان تتكسر الحلقة… عظامنا اقوى من حلقات سلاسل القيود.
……..
هذا ما روتنا منه الارض وهي تطفئ ظمأنا..هذا ما روته لنا الارض وهي تسرد التاريخ…الارض تحدثنا بأنه ما من طاغية عاش بأرضنا..الارض تحدثنا بأنه ما أنكسرت للثوار شوكة قط..ولا لانت لهم عزيمة…
وراجعوا التاريخ…
ستدركون ان النصر حليف ثورتنا الظافرة.

علاء الدين الدفينة.